دام برس: منذ ربع قرن , منذ كنت في بعلبك و بداية مسارك الرباني و أنا أعلن حبي لك يا سماحة السيد حسن نصر الله , حبنا لك ليس ترفا و لا غراما عاديا , نحبك لأنك إمتداد لبضعة رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم , نحبك لأنك العبد الصالح الذي سخرّ حياته لله و للمقاومة , نحبك لأنك كنت على الدوام في الطليعة , طليعة المجاهدين المنافحين عن إرث الأمة الإسلامية , نحبك لأنك لم تعرف الفنادق و زخرف الحياة , كنت على الدوام في الصفوف الأمامية مع من رحلوا ومع من ما زالوا يجاهدون وما بدلوا تبديلا .. تعرفك جبال الصافي و عيتا الشعب و الطيبة و البيسارية و الناقورة و تلال بعلبك , تعرفك مجاهدا ذاكرا عابدا مرتلا للقرآن , تاليا لأوراد الصحيفة السجادية , تعرفك هذه الجبال جيدا و لو كتب الله ونطقت لأعادت بكاءك في دجى الليل و أنت تحث صحبك الأشراف على ضرورة إسترجاع المسجد الأقصى .. نحبك لأنك ذكرى الإمام الحسين عليه السلام , نحبك لأنك في خط الفقهاء الربانيين و العرفاء المتيمين بربهم , نحبك لأن الدنيا عندك عفطة عنز , إمتحنتك الأيام و السنون , فكنت كالرعيل الأول الذين صمدوا يوم الطف رغم الإذن الشرعي بأن يتخذوا الليل جملا , فكنت ثابتا صامدا محتسبا صابرا وقائدا ربانيا .. نحبك لأنك إذا خيرّت بين الدنيا و الآخرة إخترت الآخرة بدون تردد , نحبك لأنك إذا خيرت بين الشهادة و زخرف الحياة إخترت الشهادة بلا منازع .. و الله كثيرا ما كنت ما أراك في عالم الرؤيا , فأعلم أن حبي لك هو حب العارفين , الصادقين , المؤمنين , آخر رؤية رأيتك فيها , كنت في غريفة صغيرة و كنت بجوارك , و أخذت تبكي بكاءا ربانيا لا مثيل له , عجبت في الرؤيا لشهقاتك و دموعك المنهمرة على عباءاتك التي تختزن كل إرث العلماء و الربانيين , فأدركت قبيل صلاة الصبح أنك منتصر و أنك قاب قوسين أو أدنى من الفرج الرباني الكبير ... سيد المقاومة ...كلفني حبي لك ..آه ..من الأثمان الباهضة , كلفني الكثير الكثير , سبوني , نجسوني , كفروني , آذوني , هتكوا ستري , هددوني بالقتل و التقطيع و الذبح , و الذي رفع السماء بلا عمد , ما أهتز جفني , و لو إنصعت قيد أنملة للتهديدات لشككت في ديني و عقيدتي ..بل على العكس إزداد حبي لك و إيماني بنهجك و إستماتتي في الدفاع عنك و عن مقاومتك و مقاومتي الأمل الوحيد بإسترجاع الأقصى الأسير ... نحبك يا سيد المقاومة لأنك لم تبعث أولادك إلى جامعة هارفرد و أوكسفورد و السوربون , بل أرسلتهم إلى ساحات الجهاد فكان الشهيد السعيد السيد هادي نصر الله , و الذي أحرص على زيارة قبره الشريف في روضة الشهيدين لأحظى بشرف زيارة عماد المقاومة الحاج رضوان أو عماد أو ربيع عماد مغنية رحمة الله عليه و على كل الشهداء ... نحبك لأنك لم تقتل مسلما قط و لم توجه بندقيتك لمسلم قط , كانت معركتك واضحة مع الكيان الصهيوني و إجماع الفقهاءو المتشرعين قائم على جواز محاربته لإسترجاع فلسطين المحتلة و الأقصى الأسير .. نحبك لأن قرارك بالتدخل في سورية كانت تملية مصلحة المقاومة العليا التي خطط لضربها الأعداء بأن تحاصر من الخلف تمهيدا لشلها و شل أعظم عمل مقاوم دقيق و إستراتيجي إستمر بناؤه لثلاثة عقود .. لأجل كل هذا وذاك نحبك و نحب من يحبك , و نعادي من يعاديك , و سنظل على هذا النهج ثابتين مخلصين , و نقول لك مقوله المجاهد العملاق سعد بن عبد الله الحنفي : "..و الله لا نخليك حتى يعلم الله أنا قد حفظنا غيبة رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم فيك , و الله لو علمت أني أقتل ثم أحيا ثم أحرق حيا ثم أذر يفعل بي سبعين مرة , ما فارقتك حتى ألقى حمامي دونك ..." ونقول لك ما قاله زهير بن القين رضوان الله عليه : " و الله لوددت أني قتلت ثم نشرت ثم قتلت حتى أقتل كذا ألف قتلة , و أن الله يدفع بذلك القتل عن نفسك و عن أنفس هؤلاء الفتية من أهل بيتك .." نعم نحبك , و سنظل نحبك , إلى أن يأذن الله بالشهادة أو الرحيل , و إليك أسمى آيات الحب يا سيد المقاومة ... محبكم يحيى أبوزكريا |
||||||||
|