الرئيسية  /  كتاب وآراء

الاستهـداف الطـائفــي وجـنـيـــف 2 .. بقلم: د احمد الاســدي


دام برس : الاستهـداف الطـائفــي وجـنـيـــف 2  .. بقلم: د احمد الاســدي

دام برس:

بمـا لا يـقبــل الشــك ولا يحتـاج الـى نبـاهــه , كـلمـا ضـاق الخـنـاق عـلـى ادوات الارهـاب ومجـاميـع اجـرامــه فـي الـداخــل , وبـدت معـزولــهومهـزومــه دعـائمــه فــي الخــارج , تــــزداد وتــيـرة اســتهـداف المنـاطـق المـدنيــة البحتــه , وتـرتكـب بحــق مـواطنيهـا العـزل ابشــع المجـازر ,وبـالـرغـم مـن إنَ المســتهـدف  اولا وآخـرا , هــو المـواطـن الســوري , بغض النظـر عـن مـُسـمـاه المجتمعـي والدينـي والمـذهـبـي , لــكـن التـركيـز عـلـى منـاطق ذات اغلبيـة مجتمعيــة بـعينهـا , والاصـرار عـلـى ارتكـاب ابشــع الجـرائـم بحقهـا , والتفـنن بقتـل ابنـاءهـا والرقص علـى اسـتبـاحـة حـرمـاتهــا , وإنْ كـان الهــدف مـن وراءه واضحـا , لجــر اقـــدام الجـميــع الــى مـســتنقــع الاقــتــتال الطـائـفــي , الـذي طـالمـا حـاولت الأيـادي الخـارجيــة صـاحبــة الســطـوة على المجـاميـع المسلحــه اللعـب عـلـى ورقــتــه مـنـذ البـدايــــة , ولـم تـفـلـح , إنمــا يــعطـي دلالــة علـى حـالـة التخـبط والأفـلاس التي وصـل اليهـا رعـاة مشــروع استهـداف الدولــة الســوريـة , حـيـث انكـشـفـت جمـيــع اوراقهــم , ومـاعـاد الارهـاب والاجـرام مـن التهـم التي  تخجلهـم , مثلمـا كـانـوا يـتظلمـون منهـا حـتـى وقــت قــريـب , ويتهمـون الجـيش وقـوى الأمـن وشــبيحــة النظـام حـسب ادعـاءاتهــم بـارتكـابهـا , وتحميل مســؤوليتهـا على عـاتق (  ثـوارهـم وثـورتهـم  ) .

 

وجــود مـراكـز تـجـنيــد وتــدريـب لمـا يسـمـى ( مـجـاهــديــن ) مـن الشــيشــان والبـاكسـتـان وافغـانســتـان واليمـن وووووو فــي قـلـب الـدوحــه ,واســتـراتيجيــة الاســـتدراج  والاسـتقطـاب والتـثقيـف الايـدلـوجـيالوهـابـي التكفيـري لشباب الدول الفقيـــرة , التي تتبعهـا مشيخـة قطـر و  افضى اسـرارها مـوقــع ( غـلـوبـال رسيــرج ) , والتي جـاءت مــتـزامنــه مــع مـا ذهـبت اليــه صحـيفـة ( فـورين بوليس ) الامـريكيــه عـن طلبـات الريـاض المتجـدده والمسـتعجلــه لشـراء اسلحـه مضاده للـدروع , والتي رجحـت مصـادرهـا , ان تكـون وجهتهـا الـى ايـادي المجـاميـع المسلحـه الارهـابيـة التكفيـريـة فـي  ســوريـــة ,  مـِنْ الـسـذاجـه الاعـتقـاد إنهـا تجـري بعـيـدا عـن أعـيـن محـطـات الاسـتخبـارات المركـزيـة الامـريكيــة وغـرف عمليـاتهـا فـي المنطقــة , مثلمـا هـو الاســذج والأغـبــى أنْ يكـون هـنـاك مـَـنْ يبـنـي تصـوراتــه وتنظيـراتــه الفـارغــه عـلـى اعتقـاديــة , إنَ القيـادة الســوريـة انمـا هـي ذاهبـــة لجـنيـف 2 علـى اسـاس تسـليـم السلطــة , او انهـا تـعشـم نفسهـا بـحـلول ايجـابيــه تـأتــي عبـر بـوابــه جـنيـف 2 او غيـره , بقــدر مـا إنّ قـرار ذهـابهـا الـى هـنـاك لقطـع الطـريق علـى دابـر المشـكيكيـن , ورمـي الكـره فـي ملعـب المـدعـيـن ,  التي تعلـم حـد اليقيـن انهـم لا يمتلكـون مـن قـرار انفسهـم شيء , ولا وزن لهـم على الارض , فـجـنيـف 2 , لا يتعـدى كــونــه بالنسبــة لهـــا , مجـرد نــافــــذة  تجعـل العـالـم يطـل مـن خـلالهــا عـلـى حـقيقـــة مـا يسـمـى بالمعـارضـة وحجمهـا الحقيقــي , ومَـنْ هـي الجهـات التي تـحـرك خـيـوطهـا وتـرسـم لهـا خطـواتهـا , ولفضـح كـذب ادعـاء تمثيلهـا للطيـف المجتمعـي السـوري , أمـا مـا يــأتــي خـارج هــذة الســيـاقـات ويـصـب فـي المصلحــه الجمعيــة الســوريـة , مـن دون أنْ يمـس بـالثـوابت الوطنيـة والاخـلاقيــة , فهـو خـيـرا علـى خيـر , واهـلا بــه .

 

عـودة علـى بــدأ وحـتـى لا نـذهـب بـالتفـاؤولات اكثــر , يجـب التنـويــه عـن إنَ الفتـره  حـتـى جـنيـف 2 , ســتكـون سـاحـة اســتهـدافـات طـائفيــه ومـذهـبيـة بحــتــه , حـيث الجـرعــات المـنشـطــه للجـمـاعات المسـلحـة ستكـون عـاليــه ومؤثـره  , سـواء  تلـك الجمـاعـات التي تـرعـاهـا السـعـوديـة تحـت مسـمـى الجبهـة الاسـلاميــة , او التي تحتضنهـا قـطـر تحـت مسـمـى النصـرة واخـواتهـا ,  عـلـى أمـل الحصـول علـى خـرق هـنـا وهنـاك علـى الارض , او حـصـول ردود افعـال غيـر محســوبــه مـن الطـرف الآخـر , يصـار الـى تضخيمهـا واسـتخـدامهـا كحجـه وذريعــه لـلتهـرب مـن الالتـزامـات التي فـرضتهـا الارادة الـدوليـة بخـصـوص الـذهـاب الـى جـنيــف ,والانقـلاب عـلـى ورقــة  التفـاهمـات الروسيــة الامـريكيــة التي جـاءت بعــد كيميـاوي الغـوطـة المـزعـوم , وســيكـون للمطـبـخ الاســرائيلـي تحـديــدا دورا اكبـر فـي تحضيـر هـذه الجـرعـات بالتنسـيق المبـاشـر مـع مـحتـرفـي الارهـاب والتثـويـر المذهبي والطـائفـي التكفييريين فـي مملكة الشــر السعـودي , خصـوصـا وإنَ العـلاقـات السعـوديـة الاسـرائيليــه مـا عـادت مخـفيــه كسـابق عهـدهـا , وخـرجـت عـن دائـرة المحـرمـات الدينيـة و السيـاسيـة , ولـم تعــد سـريـة اوعلـى مسـتـويـات محـدوده ودوائـر خـاصــه ,فـتـركـي الفيصــل التقــى مسـؤوليـن اسـرائيلييـن بالعلـن , والتسـريبـات عـنزيـارات بـندر الـى تل ابيـب ولقـاءاتـــه مـع كبـار مسـؤولـي المـوسـاد الصهيـونـي رائحتهـا ازكمـت الانـوف , والـرعـب المشترك السعودي الاسرائيلي مـن عبـور ســوريـة بقيـادة الرئيس الأســد الـى ضفــة الانتصـار ,وخـروج ايـران مـن معمعـة الغـرب اتجـاه ملف بـرنامجهـا النـووي ,وجهـوزيـة وثبـات حـزب الله والمقـاومــه فـي لبنـان , قــد اخـرج التحـالـف السعـودي الخليجـي الاسـرائيـلـي مـن دهـاليـز سـريتـه, وقــذف بــه الـى السـطـح , واصبـح اللعـب مكشـوفـا , والتحـالفـات صـارت واضحــه .

 

al_asadi@aol.com

 

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=48&id=36575