الرئيسية  /  أخبار

على هذا ألقى الله .. بقلم: د.يحيى أبوزكريا


دام برس : على هذا ألقى الله .. بقلم: د.يحيى أبوزكريا

دام برس:

لا شك أن الدنيا دار ممر , و الآخرة دار مقّر , و أن الإنسان سيعرض عليه ملفه الحياتي بالكامل " ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة و لا كبيرة إلا أحصاها " , وسيسأل المرء عن كل صغيرة و كبيرة , و على الإنسان أن يعد العدة لمثل هذا اليوم ..
كثيرون يعيشون في غفلة تامة , و ربما يستندون إلى هوى أو عناد أو تقليد ببغائي لما درج عليه هذا أو ذاك ..
و عن زمن الفتنة العربية و الإسلامية العارمة و غياب الإجماع و إنفراطه في كل التفاصيل  , لا بد أن نعد أجوبة لأسئلة دقيقة مرتبطة بزمن الفتنة الأغبر ..
أي ربي , في دار الدنيا كنت مع فلسطين قلبا و قالبا , و كنت أعتبر أن الجهاد لأجلها ومن أجل إسترجاعها واجب بإسم الشرع و الوطنية و الإنسانية أيضا , و كنت أرى أن التقاتل بين العرب و المسلمين و الإنسانية قاطبة , محرم , فلا يجوز سفك الدماء و إزهاق الأرواح ..
أي ربي طالبت بأن يتصالح المسلمون و أن يكفوا عن الإقتتال , و كنت أردد دوما " الصلح خير " ..هناك من عاب علي هذا النهج من المسلمين , فتحاملوا علي و هتكوا ستري و أحاطوني بسيل عارم من الشائعات و الأكاذيب , و لا داعي للرد لعلمي أنك تعلم بحالي و علمك بحالي درأ عني التوضيح ..
كنت أطالب في دار الدنيا بالمصالحة الشاملة و الحوار و الصلح و التآخي و التلاقي و العودة إلى الينابيع الصافية كما أوضحتها لأنبيائك ..فهل هذا موقف يرضيك أم يغضبك ؟؟؟
لا شك أنه في زمن الفتن الكبرى تصبح مهمة الموحدين و الجامعين و مطفئي الفتن صعبة و عسيرة ..كما كانت مهمة الأنبياء و المرسلين الذين قطعت رؤوسهم و قطعّوا إربا إربا , و تحامل عليهم السفهاء و العاملين بهواهم ...
ثم هل نحل المشكلات الكبرى في العالم العربي و الإسلامي بالسباب و اللعان و الشتائم و القذف و البهتان ...
العجيب أن الإسلام حرمّ الكذب و البهتان و الظلم و الإعتداء على الحرمات , و هي من أكثر العناوين التي ترفعها جماعات الإسلام السياسي و التكفير ...فرسول الإسلام عليه الصلاة والسلام قال :
من بهت مؤمناً أو مومنة، أو قال فيه ما ليس فيه، أقامه اللّه تعالى يوم القيامة على تلٍّ من نار، حتى يخرج مما قاله فيه  . وقال الله تعالى :
﴿إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ﴾
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه واله فقال: يا رسول الله، أوصني، قال: "احفظ لسانك، قال: يا رسول الله، أوصني، قال صلى الله عليه واله: احفظ لسانك، قال: يا رسول الله، أوصني، قال صلى الله عليه واله: احفظ لسان، ويحك، وهل يكبّ الناس على مناخرهم في النار إلا حصائد ألسنتهم" 3، وعن الإمام الصادق عليه السلام: "من خاف الناس لسانه فهو في النار  "
و بهذا اللسان نجيز سفك الدماء و القتل و الذبح و النحر و أول ما يقضى يقضى في الدماء ,  اللهم إشهد أنني لم أدع إلى قتال و لم أحرّض على سفك دماء , و دعوت و سأدعو إلى حقن دماء المسلمين  ..
 

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=12&id=36150