دام برس:
اليوم كنا بالضيعه وسمعت خبر إصابة إبن بنت عمتي أثناء المعارك مع الجماعات المسلحه في داريا وهو مجند أحتياط احتفظوا به بعد أن أنهى خدمته الإلزاميه وبالطبع هذه هي الإصابه رقم 4
الإصابات الثلاث الأولى كانت في بابا عمر
وأما الإصابة الرابعه هذه فهي في داريا في ريف دمشق وقد أفقدته عينه اليمنى وعندما وصلنا إلى عندهم في المنزل ....
استقلبنا الأب بكلامه الحمد لله المعنويات عاليه وشو ما صار بكون خير بس يضل الوطن بخير وبالطبع ابنه الثاني مصاب ومحاصر في سجن حلب المركزي وابنه الثالث أيضا ضابط ويقاتل المسلحين في ريف اللاذقيه...
ومع ذلك كلامه دائما إذا هالشباب ماراحوا يقاتلوا ويدافعوا والله بيوصل المسلحون على بيوتنا وأكيد مادام الحرب كبيره وصعبه وبحياتو ماصار ولا رح يصير حب شرسه متلها لذلك لازم الكل منا يحمل السلاح وماحدا منا له منيه لإن كل الشباب عم يدافعوا عن أرضهم وعرضهم وأهلهم ......وما رح اسرد كل الحكي اللي انحكى منو لإنو كان كتير وكبير ...

وأما الشاب حسب ما قال بأنه مستعجل للعوده رغم إصابته وقال لنا لما منكون عم نحارب مننسى كل شي وما منكون عم نفكر لا بالموت ولا بأي شي ما بهمنا شي غير إنو نقدر نقضي على كل المسلحين وصرنا عم نشوف متعه بملاحقتهم ولو تحت النار وبالطبع عم يحكي هيدا الكلام وهو عم يضحك من كل قلبو ولا كأنو شي صاير وكأنو عم يقلنا لا تفكروا بشيء وما رح يصير إلآ اللي لازم يصير ....

وعندما قمنا بتوديعهم سألتني الأم على انفراد أن أدلها على طبيب عيون ماهر لتسأله عن إمكانية أن تتبرع بعينها لولدها لأنها حسب ما قالت بأن العين راحت ولكن العصب البصري سليم فعلها تستطيع أن تجعل ابنها يعوض عن عينه المفقودة وهي لا فرق عندها بأن تعيش بعين واحدة .....

نعم يقف المرء عاجزا أما هكذا شعب يتعرض للموت والتعذيب والذبح والإهانة ومع ذلك يبقى بمعنويات عاليه وروح تفوق روح الملائكة ....فوالله لو حصل ما حصل لن يخسر هذه الشعب هذه المعركة مهما بلغت شراستها  

Dr-Fadi Hasan

الصورة من الأرشيف