دام برس:

الشهــادة بـالنسبــة لـنـا ليست غــايــة وحـسب , وهــي ليست وسـيـلــه فـي نـفس الـوقــت , حـيث أنَ الحيــاة لهــا قيمتهـا الدنيـويــة التي خـلقنـا الله مـِنْ اجلهــا , وهـو جـل وعـلـى لـم يـأتــي بنـا عـبثــا , فـالارض لنـا فيهـا  نـِعـَـمْونعيــمْ , وإنْ كـانا زائــلـيـن ,  مثلمـا هـي الآخــرة , لنـا فيهـا مـا وعـد الله بــه عـبــاده المـؤمنييـن مِـنْ فـردوس  دائـــم , ولكــن الشهــاده فـي مـيـزاننـا الفكـري , قبـل هـذا وذاك , ايمــان ومنهـج , ووفـاء لعهـــد وثـبـات عـلـى مـبــدأ, بغـض النظــر عــن مـكـافئتهـا الـربـانيــة الآخـرويــة او مكـانتهـا البشـريـةالدنيــويــة , واصحـاب المبـاديء الـراسـخيـن عـلـى فعلهـم الـثـوري والتضحـوي والاخـلاقــي , لا يمكـن إنْ يــتخـفـوا وراء اصـابعهــم ويـداروا عـلى تضحيـاتهـم , ويــواروا بـالســر والخـفـاء دمـاءهـم , ويــتنصـلـوا عــن كـرامـات ارواح يـعبـدون بهـا طـريـق مـقـاومتهـم ونضـالهــم , بـل العـكس تمـامـا ,حـيث الافتخــار والتفـاخـر بكـل قطـرة دم نــزفـت , وروح ارتفعــت ,وجـســد تعمـد بـدم الشهــاده والتضحيـة  .

 

شــهــداء حــزب الله والمقـاومــة , ســـواء الذيـن ســقطـوا فـي حـروب التحـريـر المبـاشــره بـالضـد مـِنْ اســرائيـل , مـنـذ نشــأت الحـزب وتحملــه المسـؤوليــة الاولـى للـدفـاع عـن لبنـان  واســتعـادته لجنـوبهـا المحـتــل وطـرده للعـدو الصهيـونـي خـارج الحـدود اللنـانيـــة , او الـذيـن سـالت دمـاءهـم فـي شــام الاســود  مـُلبيــن واجـب الدفـاع عـن ســوريـة ووحـدتهـا وشــعبهـا ونظـامهـا الوطنـي المقـاوم ,  اوللـذود عـن ظهـر المقـاومـة فـي القصيـر و القلمـون وبـاقـي الجغـرافيـة الســـوريـة , و للـدفـاع عـن المـقـامـات المقـدســة فـي الريـف الدمشـقـي ومـا حـولــه , وإنْ كـانت شــهـادتهـم خـســارة بـالنسبــة لكـل مـنـا , لكـنهـم يـبقــون الاكـرم والأصـدق , وواهـــم مـَنْ يـعتقــد إنَ قـيـادة حـزب الله ورجـالات المقـاومــة , يمكـن أنْ يـتســتـروا عـلـى اســتشـهـاد اخــوتهـم ورفـاقهـم فـي يــومـا مــا , مهمـا كـانت الاســبـاب والدواعـــي ,وحـتـى لـو كـانت مـِنْ بـاب الحـفـاظ عـلـى معـنـويـات , واســرار , وخـطط لهـا تــأثيـر مبـاشـر عـلى سيــر مجمـل العمليـات العسـكريــة , بــل أجــزم العكستمـامـا , حـيث إنَ الاحـتفـاء بـاســتشـهـادهـم والتفـاخـر بـهـم انمـا هــو جهــد مقـاوم مضـاف , يــوجـه كالرمح المسموم الـى قـلب العـدو , ويســقـط كـل خططـه الاعـلاميـة وحـربــة النفسيــه , ومحـاولاتـــه زرع روح اليـأس والجـزع فـي صـفـوف رجـالات المقـاومـة وجمهـورهـا علـى حـد الســواء .

 

مـنهـجيــة الـتضـخـيـم الاعــلامــي لأعـــداد الشــهـداء مـِنْ رجـالات حـزب الله والمقـاومــة , والاخــوة الابطـال فـــي لــواء ابـو الفضــل العـبـاس , وإنْ كــان المـراد مـِنْ وراءهـــا الايحــاء بــتـورط الحـزب فـي حـرب اســتـنزاف غـيـر محـســوبـه ومـدروســة , كمـا يــنظــر لـذلـك بعض مـعـتـوهـي الفكـر , ومعهـم الاقــلام المــأجـورة , الـذيـن يمنـون انفسهـم الواهنــه والمهـزومـه , بخـلـق حـالـة مـن التـملمـل والاربـاك فـي صفـوف جمهـور المقـاومــة وانصـارهـا ,   ولكــن الغـايــة الابعــد مـِنْ هــذا , تكمــن فـي اصـراريــة الاســقـاط المتعمـد والاسـاءه والانتقـاص مـِنْ رجـالات الجيش العـربي الســوري , وابطـال المقـاومـة الشــعبيـة المتجحفلــه , وتـطـويـف العـالـم والـرأي العـام بـإدعـائيــة, أنَ الجيش الســوري غـيـر قـادر عـلى مواجهــة الجمـاعـات المسـلحـه او مثلمـا يسمـونهـا هـم ( المعـارضـة المسلحـة والجيش الحـر ) , ويـقفكالعـاجـز عـن السيطـرة علـى الارض , ولـولا الدعـم الـذي يـلقـاه مـن حـزب الله وايـران والمليشيـات العـراقية الشيعيـة مثلمـا يحلو لهـم ان يتفـوهـون ,مـن مقاتلي لواء ابو الفضل العباس المدافعيـن عـن مرقــد السيده زينـب ( ع ) ,لكـانت الامـور تسيـر عكس مـا نحـن عليــه الآن , ولكـان قــد ســقـط النظـام فـي دمـشـق خـلال السنـة الاولـى او الثانيـة مـن عمـر الأزمـة الســوريـة , وما اليــه مـِنْ التبـريـرات والتفسـيرات السخيفـه , وهــذا الأمـر وإنْ كــان مفضـوحـا ومكشــوفـا بالنسبــة لـِمـَـنْ هـو علـى الارض ويعيش واقــع الاحـداث ومجـريـاتهـا , وعلـى درايــة بكيفيــة قـراءة خـارطـة التوزيــع العســكري لقطعـات الجيش العـربي الســوري , والقـوى العاملــة تحـت رايــتــه , لكــن تبقــى الآلــه الاعـلاميـــه الصهيـونيـة الغـربيـة , ومعهـا قـنـوات العـرب والاعـراب والعـربـان وغـربـانهـم النـاعقــه , لهــا شيء مـن الـفـعـل عـلى العـامـة فـي الشــارع الضـائـع بـمتـاهـات التضليـل وتـزويـر الحـقـائـق وفبـركـة الاخبـار والافـلام , خصـوصـا وإنَ بعض المـواقـع الشــاذة والمدفـوعــة الاجـر , تسـتغـل بخـبث فسحــة الاعـلام الافتـراضـي الـذي يمنحهـم قــدرة لا بـأس بهـا للتـزويـر والترويـج لأكـاذيبهـم على مـواقـع التواصـل الاجتمـاعـي , او تلك التي يديـرونهـا مـن دواخـل غـرفهـم الســوداءالشـاذه .

 

عـنـدمـا يـعلــن ســيـد المقـاومــة وقــائـدهـا نصـر الله ووعـــده , بكـل وضـوح وشــفـافيـة  , وبعـيــدا عــن تـكتيكـات السـياســه ومحظـورات الحس الأمـنـي, اننـا لا نخجـل مـن شــهـدائنـا ونفـاخـر ونحتفـي عـلى رؤوس الأشـهـادبـهــم , وفـي نـفس الـوقــت يــؤكـــد إنَ حجـم تـواجــد مقـاتلـي الحـزب , لا يمكـن مـقــاربــتــه عـلـى اي حـال مـِنَ الاحــوال مـع حجـم الدعـم والـتدخـلالخـارجــي الارهـابــي الـذي اســتقـدمـتـه الـدول الراعيــة لـمشروع التـأمـر عـلـى دمـشـق ,  مـِنْ كـل بقــاع الارض واصـقـاعهــا وزجـت بــه الـى الداخـل الســــوري , وراهــنـت عـلـى اجـرامـه وارهـابــه , حـتـى وصـل الأمـر بمملكــة الشــر والتـآمـر والغـــدر والحـقــد الـوهـابي السـعـودي , الـى اخـراج معـتـوهيهـا  ومجـرميهــا وشـــواذهــا مـِنْ السجــون , ودفعـت بهــم الـى ســوريــة تحـت مـا يسمـى بـرايــة (  الجهــاد  ) , فـأنــه هنـا قــد  وضــع النقـاط عـلـى الحـروف , وقـطــع الطـريق عـلـى المتصـيـديـن بالمـاء العكـر ,واعطـى الجيش العـربي الســوري حـقــه , والقيـادة الســوريـة وزنهـا , الـذي ارعـب اعـداءهـا واجـهض كـل مخطـطـات اسـتهـدافهـا , حـيث اثـبتت الايــام حنكــة هــذة القيـادة وحكمتهـا ولا حـدوديــة صـبرهـا , والتي يـقف في مقـدمتهـا شـخص الأخ والرئيس والقـائـد والرفـيق بشــار الأســــد , وقـدرتهـا ليس فقط عـلـى ادارة المعـركـة العسـكريـة عـلى الارض , وانمـا شجـاعتهـا بالتصـدي على كـل الجبهـات الاســتهـدافيـة العـدوانيـة الاقتصـاديـة والسـيـاسيـة والاعـلاميــة .

  

al_asadi@aol.com