دام برس: بعض البشر تستطيع إن أردت الكتابة عنهم وفيهم أن تفعل وأنت متكأٌ على أريكتك تشرب كأساً من الشاي مشفوع بنرجيلة ، تتابع برنامج منوعات ، أو مبارة لكرة القدم ، أو مسرحية لعادل إمام ، أو حفلاً غنائياً لعلي الديك ، لتلفظ القريحة ما يليق بهم و يناسبهم من الأوصاف والكلمات والتعابير دونما إجهادٍ للعقل أو الفكر أو عميق تركيز ، كا لو أردت الكتابة مثلاً عن عبقري البادية أبو متعب ، أو جهبذ الدبلوماسية الصحراوية سعود الفيصل ، أو نصير الأحرار والمثل الأعلى للثوار بندر بن سلطان ، أو الزعيم اللبناني " الوطني المقاوم الممانع الحر الأبي المستقل .. البليغ والفصيح " ... ميشيل سليمان أو حليفه " تشي غيفارا الحئيئة والإستئلال " سعدو إبن أمه ، أو " زعيم الثورة السورية " أحمد الجرباء ، أو كل من شغل نفسه طوال ما يزيد عن عامين ونصف في تشييد أساساتها التي تبين لاحقاً أنها كانت مبنية على الرمال الغارقة ببحرٍ من القار والعار والشنار و الشحار . فما ينطبق على الجربا ينسحب على عديد أمثاله كعبقري الربيع الصهيوني عزمي بشارة ، وأستاذ علم النفس الثوري برهان غليون ، والقائد العسكري الميداني الأعلى ، أو فوهرر " الثورة السورية " سليم إدريس ، أو منافسه زهران علوش الزعيم السابق للواء الإسلام ، والذي أضحى بين ليلةٍ وضحاها قائداً لجيشٍ من المرتزقة أطلق عليه إسم " جيش الإسلام " . وإن أنت فعلت وكتبت عن واحدٍ من تلك الكائنات أو رفاق درب تلك المخلوقات من عتاولة النضال في سبيل خدمة أهداف ومآرب بني صهيون .. من سكن منهم الصحراء أو أرض فلسطين أو بلاد العم سام أو لبنان ، فإنك قد تكتفي بإلتقاط قطعةٍ بردت بعد أن سقطت سهواً من فحم " نرجيلتك " لتخط بها على جدران التاريخ بضع عباراتٍ تختصر ماكان منهم وما قد يكون _ على طريقة المختصر المفيد في وصف العبيد _ ، تقول العبارات أيها السادة : حال هذا الجمع الثورجي حال القطيع الذي يقطع الرؤوس ويغتصب ويحرق ويدمر الوطن السوري ، فلولا ذاك الجماع الذي أتى بالجمع لما كان لهذا القطيع أن يكون . هم كائناتٌ تشبه الإنسان وتفتقد إنسانيته ، فليس كائناً بشرياً طبيعياً .. من يقف موقفهم أو يقول قولهم أو يفعل فعلهم بأرضه وشعبه ووطنه وجيش وطنه ومقدرات وطنه وماضي وحاضر ومستقبل وطنه . ثلةٌ من الأجراء ممن يقبضون ثمن كل حرفٍ أو كلمة أو موقف بالدولار أو الريال أو الدينار .. ولكن إلى حين !! ، وأقول إلى حين لأن لكل زمنٍ أجراؤه وأشباه رجاله وليس أسهل على من صنع الجمع أو رعاة القطيع من سوقه إلى ساحات النخاسة السياسية وتعويض كل ما تم صرفه لمشربه ومأكله _ ويقول البعض معلفه _ عن طريق بيعه في سوق أضاحي التسويات الكبرى التي لا يرقى لها الأجراء و الصغار ... .
حرك آل سعود بيادقهم الإعلامية أولاً ، فكان شلالاً من الإنتقاد والتجني تكفلت به محطات إعلامهم داخل لبنان وخارجه ، ليلحق بها سيل التعليقات والتصريحات لبعض الوجوه السياسية بدءًا بتيار المستقبل ، مروراً بحلفائه من فريق 14 آذار ، وصولاً بمن يفترض أن يمثل الحياد وصوت العقل في وطنٍ أحوج ما يكون للغة العقل .. " فخامة " رئيس الجمهورية ميشيل سليمان الذي سارع بغير حنكة إلى مهاجمة حزب الله وانتقاده لإتهام الحزب لمن أسماها .. المملكة العربية السعودية الحليفة والصديقة والشقيقة ، فيما سارعت هكذا أوصاف للهروب من زواريب دماغ فخامته ساعة أتى على ذكر سوريا . لينتقل بعدها للمحاضرة في مجالي الحقيقة والديمقراطية ليعرج على مسألة السلاح ، ويخصص سلاح حزب الله دون غيره بالإنتقاد ، متناسياً كل حملة السلاح وكل التدخلات وكل شحنات الأسلحة و الإرهابيين التي كان لبنان ممراً لها ومنفذاً .. ودائماً بشهادة الحضور .. الرئيس سليمان لن يستطيع يوماً أن ينكر أو يتنكر لحضوره ومتابعته ، ولن يستطيع إقناع مخلوق لا زال يجالس عقله بأسباب ودواعي وموجبات صمته الآثم . ولن يجد سبيلاً لإقناعنا ببراءة إعلائه الصوت في هذه الأيام ، الأمر يرتبط بشكل وثيق بتفاصيل ونتائج زيارته الأخيرة لمضارب آل سعود . سليمان الذي بدا غاضباً أيضاً وحانقاً على الحزب الذي أعلن موقفاً يفقده حظوظه في التمديد . تمديد عناقه لكرسي الرئاسة التي بدأ منذ وقت طويل سعيه الحثيث للحفاظ على دفئها الخاص ، مستعينا في الفترة الأخيرة بشكل خاص بأشقائه وحلفائه وأعزاءه وأصدقائه من فصيلة آل سعود .. . إنه الحزب الذي يعلو فوق جراحاته في كل مرة تسيل فيها دماء أبريائه وتزهق أرواح شهدائه ، الحزب الذي ما إرتضى يوماً معاملة غير فريق في الوطن على مبدأ حروب أولياء الدم ، كيلا تتسع دائرة الدم ويتضاعف عدد الأولياء ، لكنه كان ولياً لدماء شهدائه على مر تجربته النضالية ومقاومته للإحتلال .. وجيش العدو خير من يعرف معنى ومغزى الكلام ، وتاريخ المواجهات بين العدو والمقاومة يشهد ، وهو إن كان قد سامح في الماضي بعض " الإخوة في الوطن " ، إلا أن ذاكرته لا تجيد نسيان من يطعنوه ويغرزون خناجرهم السامة في ظهره ، سيما إن كان صاحب الخنجر إسرائيلياً وصاحب اليد أعرابياً أو لبنانياً .. وهو أخيراً الحزب الذي يتعهد هذه المرة كما في كل مرة بأنه لا يقايض على دماء وأرواح شهدائه .. من هنا جاز القول : بعد تفجير الضاحية وتفجيري السفارة الإيرانية وإغتيال الشهيد حسان اللقيس ، أن الحزب بات أكثر إصراراً على تحقيق النصر من أي وقتٍ مضى ، وأن دماء شهدائه لن تذهب دونما قصاص ، وللقصاص أشكالٌ وأزمانٌ ووسائل وطرق .. وأماكن عدة . حزب الله اليوم بمعنًى أو بآخر ولي دماء شهدائه ،، والقاتل هو .. إسرائيل الوهابية .
|
||||||||
|