دام برس:

 المحرر الأوروبي في صحيفة الايكونوميست جون بيل قدم توصياته حول مستقبل تركيا في الإصدار الخاص للصحيفة و الذي حمل عنوان "العالم سنة 2014" وقد كتب فيه بيل مقالاً بعنوان "مأزق أردوغان" قال فيه أنه سيكون على رئيس الوزراء الحالي رجب طيب أردوغان أن يرضى بالمنصب الرمزي لرئيس الجمهورية بينما يتولى الرئيس الحالي عبدالله غول زمام الحكومة.

افتتح بيل مقالته برسالة مفادها أن "السنوات القليلة الماضية كان المقصود أن تكون هادئة بالنسبة لتركيا: لا انتخابات, تطور اقتصادي متين,ربما دستور جديد. لم يكن أي شخص يتنبأ بالاحتجاجات التي اندلعت في حديقة جيزي بميدان تقسيم في اسطنبول أواخر أيار" و من ثم أكد أن صورة أردوغان تشوهت بشكل غير قابل للإصلاح.

على ضوء هذه الصورة المشوهة, قال بيل أن هناك احتمال كبير لإصابة أردوغان بخيبة أمل في الانتخابات الرئاسية سنة 2014, مضيفاً أنه "سنة 2007 تم تغيير الدستور لجعل الانتخابات الرئاسية تتم بشكل مباشر. السيد أردوغان يريد هذه الوظيفة.قوانين حزب العدالة و التنمية تمنعه من تولي رئاسة الحكومة مجدداً سنة 2015, لذلك كان يأمل أن يكون أول رئيس لتركيا ينتخب مباشرة بنظام جديد يعطي الرئيس سلطة أكبر بكثير. هذا الهدف كان سيخدم ولايتين , فهو سيعني أنه سيبقى في قصر تشانكايا حتى سنة 2023, في الذكرى المئوية لتأسيس الجمهورية التركية. احتجاجات سنة 2013 و الهواجس المتعاظمة حتى داخل الحزب حول خط أردوغان السلطوي قامت تقريباً بوضع حد لهذا المخطط."

ثم يؤكد بيل على "المأزق الأليم" الذي يواجهه أردوغان, قائلاً أنه في حال كان أردوغان يرغب بالبقاء بالسلطة ,"سيكون عليه تغيير قوانين حزب العدالة و التنمية لتسمح له بقيادة الحكومة لفترة رابعة, مما سيكون من شأنه إثارة مزيد من القلق في تركيا حول أوهام العظمة التي يملكها و التي هي على طريقة السلاطين. و من جهة أخرى, في حال كان لا يزال يرغب بأن يصبح رئيساً, سيكون عليه أن يقنع نفسه بتسليم السلطة لشخص آخر, ربما السيد غول, و هو شخصية أكثر شعبية بكثير."

نظراً لكون التوترات التي تعم البلد تصطدم بتدخل الحكومة بالأمور الشخصية للمواطنين, الهجمات ضد البيئة لإفساح الطريق أمام حزب العدالة و التنمية لتنفيذ مشاريعه, و ذكريات وحشية الشرطة خلال احتجاجات الصيف التي لا زالت حاضرة في أذهان الكثيرين في تركيا , فإن تنبؤات بيل قد تكون صحيحة تماماً.

 

مدير مركز دمشق للدراسات الاستراتيجية

 د. بسام أبو عبد الله