الرئيسية  /  أخبار

ليلى سليم .. إمرأة سورية خطف 25 فرداً من عائلتها خلال الهجوم على ريف اللاذقية في /4/8/2013/


دام برس : ليلى سليم .. إمرأة سورية خطف 25 فرداً من عائلتها خلال الهجوم على ريف اللاذقية في /4/8/2013/

 خاص دام برس - بلال سليطين :

عندما وصلت إليها كانت تعمل في مسكبة صغيرة وقد زرعت فيها بعض "البقدونس" لتعيش منه، فرفعت رأسها ونظرت لي وقالت بالعامية "شوجايبلي معك" فقلت لها "ياخالتي أنا لا مسؤول ولاممثل جمعية خيرية أو تجمع اجتماعي،  أنا صحفي شو بدي جبلك معي غير قلم وورقة"، فقالت لي "إي وأنا مابدي شي غير خبر عن المخطوفين"، ومن ثم اغرورقت عيناها بالدموع وبدأت تروي لنا قصة عائلتها المخطوفة.

تقول لدام برس السيدة "ليلى سليم" وهي في الأربعين من عمرها أنها تلقت صباح يوم /4/8/2013/ اتصالاً هاتفياً من شقيقها يقول لها فيه أن هناك هجوما مسلحاً على القرية تقوده داعش والنصرة، وطلب منها الاتصال بكل أهالي القرية لكي يهربوا حرصاً على حياتهم.

وتضيف: اتصلت بمن استطعت وهممت للهرب مع زوجي وما أن فتحنا الباب حتى سمعنا صوت رصاصة وقد أصابت الجدار، فانبطحنا على الأرض وزحفنا للخارج فوجدنا عدد من أهالي القرية وقد أصيبوا وسقطوا أرضاً في هذه الأثناء دخلوا إلى منزلنا وأصبحنا حوالي /30/ شخصاً في المنزل بعضهم مصاب وبعضهم الآخر بصحته، وبعد نداءات وصلت سيارة الاسعاف إلى مكان قريب من المنزل لاسعاف الجرحى فقاموا برميها بالرصاص مما أدى لتحطيمها ومنع وصولها وبالتالي اسعاف المصابين.

في هذه الأثناء طلب منا مغادرة المنزل بأي طريق ممكنة، لم نكن نريد المغادرة لكن لم يبق لنا خيارٌ آخر إما الموت أو الخطف أو الهرب، فكان لابد من الهرب، فزحفنا على الأرض واتجهنا نحو الجنوب بحثاً عن الأمان، وقد استمر الزحف لساعات طويلة في النهاية وصل من وصل واستشهد من استشهد أثناء الهرب فيما خطف البقية.

\"\"

كانت لحظات لاتنسى مازالت صورها أمامي إلى الآن وستبقى إلى الأبد، ماحدث لايمكن للسان أن يصفه ولا لعقل أن يتخيله، لقد قتلوا والدي البالغ من العمر /90/ عاماً، حتى عمتي وهي فاقدة للبصر قتلوها بدم بارد، فتخيل إن كنت تستطيع هول ماحدث.

ياليتني متت مع الذين ماتوا ولم أبق لأرتقب عودة المختطفين واستعيد ذكرياتي معهم، هكذا تقول السيدة "سليم" في حديثها مع دام برس وتضيف:«أمضي يومي وأنا أنتظر عودة أقربائي وجيراني وأصدقائي الذين خطفوا في ذلك اليوم المشؤوم، أشعر وكأنهم يصيحون لي من المكان الذي يأسرون فيه الآن ويقولون لي لا تنسنا، يشرحون لي عن ألم الأسر ومعاناته، حتى في نومي أحلم بهم وبعودتهم.

أتابع التلفاز لساعات طويلة وأقرأ الشريط الأخباري عشرات المرات وكلما نشر خبر عاجل أبتسم وأقول "انشاء الله هالخبر عن المختطفين" قبل أن أعود إلى وضعي السابق أضع يدي على خدي وأتابع قراءة الأخبار».

السيدة "سليم" وهي أخت الشاعر المختطف "طلال سليم" فقدت إلى جانبه /24/ فرداً من عائلتها، هم أخوتها الأربعة ونسائهم وأطفالهم الذين لم يبق لها منهم إلا الصور، وهي منذ /4/8/2013/ وحتى الآن لم تسمع أي خبرٍ عنهم، وحدها ابنة شقيقها واسمها "سهى" نجت باعجوبة من الموت والاختطاف وهي تعيش معها في المنزل حالة الانتظار، ويتعلقان معاً بخيط الأمل ذاته بعودة المختطفين قريبا.

هذه المرأة الجريحة وهي من أهالي قرية بلوطة لم يبق لها ما تعيش منه بعد أن هاجم المسلحون قريتها وأحرقوا جزءاً من منزلها بالإضافة إلى المحاصيل الزراعية والدواب، مما اضطرها للعمل بيدها وزراعة مساكب "للبقدونس" تبيع منتجاتها للناس وتعيش من جراء ذلك، فهي عزيزة النفس ولاتريد شيئاً من أحد سوى ذلك الخبر المرتقب "عاد المختطفون".

"سليم" دعت كل صاحب ضمير في هذا العالم للاهتمام بملف المختطفين والعمل لعودتهم، كما طالبت الجميع بتحمل مسؤولياتهم من الحكومة السورية وصولاً للأمم المتحدة.

يعتبر ملف المختطفين في ريف اللاذقية من أكثر الملفات الإنسانية ايلاماً، فهو يضم حوالي /200/ مختطف غالبيتهم من النساء والأطفال والشيوخ وجميعهم خطفوا بتهمة الوقوف إلى جانب الدولة السورية علماً أن بعضهم مازال رضيعاً ولا يعرف التمييز بين الدولة والحليب الذي يرضعه من أمه.


 

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=12&id=34742