دام برس:

صرخة الحياة:صرخة مولود رأى النور ..صرخة أطفال حرموا أبسط حقوقهم..صرخة أمّ فقدت وحيدها..صرخة أبٍ فقد ابنه بعد أن كان يرى فيه سنداً له,هي صرخة شعبٍ ضد القتل والتنكيل والخطف والتدمير والتشريد.
الصرخة الكبرى ضد أفعالكم التي كانت سبباً في إيلام الأمة.
ألا يكفيكم كل الدماء التي سالت ؟؟ألا يكفيكم كل الخراب؟,ألا يكفيكم كل هؤلاء المشردين؟,تتوهمون أنكم حققتم انتصاراً هنا أو انجازاً هناك,تتوهمون أنكم حققتم مبتغاكم في تنفيذ مآرب مموليكم,أنتم واهمون في كل ما فعلتم,ومايمكن أن يكون,فأنتم تريدون الموت ونحن نريد الحياة,نحن أمةَ خلقها الله لتحيا وتبني وانتم تريدون الموت والدمار.
يامن عبثتم في أصقاع الأرض:أيّ فكرٍ تحملون أو دينٍ تؤمنون؟,ولازلنا على أمل أنكم نادمون أم أنّ مصيركم سيكون كما من سبقكم...
والشيء بالشيء يذكر:في أوروبا وأمريكا نسمع أو نشاهد أو نقرأ عن جرائم ترتكب,ويلقى القبض على الجاني ,فمنهم من قتل عشرين طفلاً أو ستين رجلاً أي كان الرقم,وبعد أيام وبمحاكمة علنيّة أو سرية نكتشف أن الجاني مختل عقلياً,السؤال:هل هو مختل؟؟؟
أنا أجد بأن الإخراج كان صحيحاً لأنّه عبارة عن رسالة الى شعوبهم للدلالة على أنّ كل من يرتكب فعل اجرامي مختل عقلياً,حتى لو كان ذلك المجرم متطرفاً,ويحاكم على أنه مختل وتطوى الصفحة,وتنتهي الحكاية .
ان الهدف من تأسيس تلك التنظيمات التكفيرية الارهابية الوهابية الوحشية ...سمي ما شئت هي صعبة الوصف من افعالها الشنيعة المقززة المقرفة المتطرفة السيطرة بالقوة على دول علمانية تقدمية لفرض سلطات تكفيرية تكون نواة لها وقاعدة لانطلاقتها كما في بعض الدول.
وبناءً على ذلك فإن تياراً واحداً يجرف اليوم معظم الدول العلمانية,وإن كان بسرعاتٍ متفاوتة نحو الحماية الاجتماعية ضد التيارات التكفيرية,وهذا يستدعي نظاماً عادلاً واندفاعاً نحو الحاجات والرغبات والأهواء والأحلام لقلب كل العقبات الدستورية أو القانونية,أو الأخلاقية,ولكي تعمل السلطة كل شيء يجب ان تكون قادرة على كل شيء,وهذا مايدعو رجال السلطة إلى أوسع المطامح,إنهم يريدون أن يكونوا صانعي السعادة العامة والتقدم والرفاه لشعوبها ليكون ذلك نواة لمواجهة الارهاب.إنه الارهاب الدامي عليه الاستسلام لأنه ليس على أيّ عاقل أن يشعر بالسعادة من ذلك الارهاب حتى منفذيه, وإن كانت أفكارهم مسمومة لكنهم بشر,فالمشكلة بمن يسمم عقول هؤلاء ويقودهم كالقطعان الضّالة ليكونوا كالوحوش التي ستنقضّ يوماً على من ربّاها بعد أن تفشل في تحقيق مطامحها.
هؤلاء الوحوش في أي سلطة أو تحت أي سلطة يعيشون. سلطة دينية يقودها ديكتاتور باسم الدين.هذه السلطة التي تلفظ الديمقراطية والعلمانية هؤلاء البشر"الوحوش البشرية"تقيّدهم سلسلة طويلة تمتد من الانسان وصولاً الى الراعي الأكبر لهم مروراً بزعامات دينية متفاوتة وصولاً  إلى سلطة أعلى توجه وتآمر وتقود إلى حيث مصالحها فهي الممول والمسلح والمدرب والمتابع على مدار الساعة لكل حركة أو نشاط خارج ارادتها,والديمقراطية بالنسبة لهم تحطم هذه السلسلة وتضع كل حلقة وحدها.لكن ديكتاتورية هؤلاء تحافظ على الاستمرارية والديمومة.
ماأراه هو علّة أخلاقية ودينية ومرض حقيقي فهو يؤدي إلى انحدار المنزلة الانسانية بوضاعة الشهوات إنها تجعل من هؤلاء عبيداً يتأرجحون بلا كرامة بين العبودية والاباحية ,هم عبيدٌ عند أسيادهم يأتمرون بأمرهم ويأكلون ويشربون وينامون بأمر سيدهم ولي نعمتهم, وينفذون كل مايطلب منهم دون أي تفكير أو نقاش أو تردد بستار الدين,وأي دين أو عقيدة تجعل البشر يتحولون الى وحوش؟؟!!
هؤلاء فعل اجرامي بغطاء ديني تقوده قوى ظلامية تكفيرية مرتبطة بسلطة أعلى تحمي مصالحها وتحافظ على وجودها,وتستخدم للقتل والتخريب وفق مصلحة السلطة الأعلى لتحقيق مصلحة مرتبطة بها وهذا مانراه في صرخة كل سوري بارتباط تلك الوحوش بقوى وهابيّة تكفيرية مرتبطة بأمريكا تحمي وجودها وتأتمر منها.لكن لابد للسحر ان ينقلب على الساحر وهاهي سورية اليوم مقبرة الكفرة وقبلة الشرفاء تنطلق نحو النصر وافشال المشروع التآمري.هي صرخة أطفال سورية ضد الارهاب والارهابيين,ضد القتلة والمتآمرين,هي صرخة الصمود. نموت لتحيا سورية.
هيثم احمد