الرئيسية  /  تحقيقات

لولا عزائم الموظفين الفاسدين اليومية لأغلقت مطاعم اللاذقية ...موظفون اعتادت معدتهم على اكل المطاعم وأيديهم على الدفع من جيوب الآخرين


دام برس : لولا عزائم الموظفين الفاسدين اليومية لأغلقت مطاعم اللاذقية ...موظفون اعتادت معدتهم على اكل المطاعم وأيديهم على الدفع من جيوب الآخرين

خاص دام برس - بلال سليطين

ما إن يحين موعد الغداء حتى تمت :لئ المطاعم الواقعة على أطراف مدينتي اللاذقية وجبلة بالموظفين سواء الإداريين منهم (رفيعي المستوى) أو المكلفين بمهام خارجية (كشوف، حدود، تخمين ... إلخ).

أغلب الموظفين هم من "مديرية المصالح العقارية، البلديات، الخدمات الفنية، المالية، الموارد المائية، المحكمة، الكهرباء، المياه والصرف الصحي ... إلخ".

يقول أحد أصحاب المطاعم الواقعة شمال اللاذقية (طريق القصر) لولا هؤلاء الموظفين لكنا أغلقنا مطاعمنا منذ أكثر من عام ونصف، فقد تراجعت القدرة الشرائية لدى المواطنين وقل عدد رواد المطاعم باستثناء أولئك الذين لديهم تعامل مع دوائر الدولة ومؤسساتها فهم بشكل شبه يومي يقومون بدعوة الموظفين الذين لهم تعامل معهم لتناول الغداء في المطعم، وهؤلاء الموظفين يتغيرون بتغير نوع المعاملة، فقد تجد مع أحدهم اليوم مجموعة من الموظفين (ثلاثة أو أربعة) وفي اليوم التالي تجد معه غيرهم، فيما تجدهم (أي الموظفين الذين كانوا على طاولته بالأمس) يجلسون في نفس المطعم على طاولة أخرى ومن أجل معاملة أخرى.

الأحاديث التي تدور على طاولة الغداء كلها لها علاقة بتمرير معاملات وتواقيع وأحياناً تفرد الأوراق والمخططات على الطاولة ويتم التوقيع عليها داخل المطعم، هكذا يقول أحد العمال (نادل مطعم في ريف جبلة)، ويضيف:«حين توقع المعاملات ضمن المطعم فإنني أحصل على "بقشيش" جيد جداً من الرجل صاحب الدعوة، بينما الموظفون لا يدفعون شيئاً وهم دائما ًمدعوون، وفي بعض الأحيان يأتون مع عوائلهم ويجلسون ويأكلون ويكون الحساب على نفقة أحد المتعهدين أو التجار أو المواطنين أو ماشابه ذلك».

أشهر رواد هذه المطاعم على الإطلاق هما ثنائي دائرة المساحة في مديرية المصالح العقارية الذين لم يعتب عليهما مطعم في المحافظة، فقد زارا كل المطاعم الجديدة والقديمة منها، حتى أنهما نسيا أن لديهما منزل وبإمكانهما تناول الغداء فيه فقد اعتادت معدتهما على أكل المطاعم كما اعتادت أيديهما على الدفع من جيب الآخرين.

 

أصحاب الدعوات غالباً هم من رجال الأعمال وأصحاب المشاريع من متعهدين أو مواطنين لديهم معاملات نظامية أو فيها مخالفات ويريدون تمريرها، واللافت في الأمر أن الأحاديث مؤخراً لم تعد تذكر الليرة السورية إلا في المعاملات الصغيرة فكلهم يتحدثون بالدولار أو "الأخضر" كما يحلو لهم تسميته.

لا يمكننا حصر نوعية المعاملات التي تتم المصادقة عليها بعد العزيمة لكن الواضح أنها متفاوتة الأهمية، وهي تختلف بحسب المؤسسة التي ينتمي لها الموظف، ويمكننا تحديد أهمية أي موظف مدعو على مائدة الغداء من خلال نوعية السيارة التي يركبها، فجميعهم (إلا حديثي العهد منهم) يركبون سيارات لو وفروا كل رواتبهم من اليوم الذي تعينوا فيه على رأس وظيفتهم وحتى نهاية الخدمة لما تمكنوا من شرائها، وبعضهم كتب على سيارته "هذا من فضل ربي"، فيما وضع البعض الآخر "القرآن الكريم" داخل السيارة (وهو يقبله بين الحين والآخر) وقد يشكر الله بعضهم على نعمة العزائم والرشوى التي يتلقوها من مواقعهم الوظيفية.

الغريب في الأمر أن هؤلاء يدخلون ويخرجون من المطاعم وإن صح التعبير يسكنون فيها ويعقدون الصفقات على مرآى ومسمع من الجميع بمن فيهم أصحاب الخط الجميل الذين لا يوفرون أحداً يتحدث بكلمة لا تعجبهم إلا ويكتبون به تقريراً (يلعن سلسفيل جده)، لكنهم على ما يبدو لا يكتبون تقاريراً بهؤلاء أو يغضون البصر عنهم أو يكتبون .... !!!!

إن محاربة الفساد تقتضي من المسؤولين عنها إجراء جولة يومية بعد الظهر على مطاعم محيط المدينة وبعض المطاعم بداخلها حتى يتسنى لهم مشاهدة كل شيء بأم أعينهم، بل ومشاركة هؤلاء الموظفين جلساتهم وسؤالهم ماذا يفعلون كل يوم في هذه المطاعم ومن أين لهم أثمان سياراتهم وبأي قانون يتناولون طعام الغداء مع متعهدين لديهم عقود مع مديرياتهم أو مراجعين لديهم معاملات مخالفة أو حتى نظامية ولكنها لا تمر ببلاش وغير ذلك الكثير من الأسئلة ذكرنا أبسطها وتركنا أعقدها للقارئ وللمسؤولين والمختصين بمحاربة الفساد.

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=11&id=34021