دام برس:

تحدثنا في المقال السابق عن التمهيد لما سمي بالربيع العربي وقلنا بأن الإعلام كان المحفز الأول لإطلاق ما سمي بثورات الربيع العربي فعملية غسل الأدمغة التي تعرض لها المواطن العربي عبر استهداف كل القيم الأصيلة التي تربى عليها ذلك المواطن ومع بدء عملية تكريس المفاهيم والمصطلحات الجديدة بدأت مرحلة جديدة من مراحل المؤامرة الهادفة لتفتيت الأمة العربية والقضاء على مفاهيم العروبة والمقاومة.

ولأنه لابد لخلق تحالفات جديدة وإعادة بناء مفهوم من هو صديق ومن هو عدو ظهرت تركيا بحلة جديدة أكثر مدنية وكان لابد من تحضير الكواليس لذلك الظهور فكانت حادثة مرمرة الشهيرة والتي أطلقت السيد اردوغان كفاتح جديد وبات اسمه يتداول بين الأوساط الشعبية كبطل من أبطال التحرير وكي نكون صادقين فقد رفعنا صوره في شوارع دمشق وبيروت وغزة وبنغازي فمن وقف في وجه العدو الصهيوني هو صديق وشقيق وبطل وتمر السنين مسرعة ليتم تكريس صورة اردوغان كقائد مقاوم ولتبدأ الدراما التركية باجتياح حياتنا ولتصبح أوقات عرض المسلسلات التركية أوقات لمنع التجول فالغالبية باتت تتابع تلك المسلسلات وتتقمص الأدوار تلك المسلسلات التي تظهر روعة تركيا ومدنيتها فهي الدولة المسلمة والعلمانية والتي تدافع عن قضايا العرب والإنسانية.

وما هي إلا فترة مؤقتة ليظهر الوجه الحقيقي لتركيا وهنا نقصد الحكومة التركية ومن ساندها في تآمرها على أمتنا ولا نقصد الشعب التركي الصديق ولكن لابد لنا أن نسمي الأمور بمسمياتها الحقيقية فتركيا وقطر شكلت رأس الحربة في مشروع الخريف العربي والهدف هو إعادة تقسيم المنطقة وتجزئتها إلى دويلات طائفية وعرقية متناحرة يحكمها السلطان اردوغان بالحديد والنار وليبقى كيان بني صهيون ينعم بالأمن والأمان وليتم نهب الثروات العربية والموارد بشكل ممنهج وبعد أن كنا أمة أحرار لا تقبل بالظلم نتحول لعبيد في سلطنة الإخوان.

وشهدت أمتنا العربية تمثيلية بدأت أحداثها في تونس لتكون شرارة المؤامرة التي انطلقت في أكثر من مدينة عربية وهنا يقول المتابعون بأن ثورة أطلقت عبر صفحات التواصل الاجتماعي (الفيس بوك ) لابد لها من أن تنطفئ وتنهار ولكن مع وجود الدعم الإعلامي عبر شاشات كانت تدعي حرصها على المقاومة ومع ضخ أموال البترول وسلاح فتاك استطاعت تلك الثورات من المضي وأسقطت أنظمة منها ما هو عميل ولكن السؤال من هو البديل والإجابة بالتأكيد هو أحفاد لورنس العرب هم من كانوا البديل.

وللحديث بقية ...