الرئيسية  /  كتاب وآراء

سبق السيف العذل ..بقلم: الإعلامي اياد ابراهيم


دام برس : سبق السيف العذل ..بقلم: الإعلامي اياد ابراهيم

دام برس:

الأمثال العربية صحيحة ... لكن لا تنطبق بالضرورة على جميع الحالات، فتصريح السيد خالد مشعل مثلاً  لاينسجم مع المثل القائل "أن تأتي متأخراً خير من أن لا تأتي"، لأن عودة مشعل اليوم لم تعد ضرورية بنظر الكثيرين، خاصة بالنسبة للسورين والمصريين، فمشعل خلال مشواره الذي بدأه مع انطلاقة "الربيع العربي" فارداً أشرعته على هبة رياح الاخوان المسلمين (التي عاشت نحو عامين) تعرى تماماً، ورمى جميع ادعاءاته الثقيلة على الشاطئ قبل أن ينطلق إلى سجن طره، وبدلاً من الهم القومي وواجب المقاومة الذي تشدق به طويلا، حمل هم دولة الخلافة وواجب سفك دماء الملايين على مذابح الطائفية السياسية بسكين الفتوى المضلله، إلا اذا كان لا يؤمن بأن الساكت عن الباطل كالمشارك فيه.
مشعل لم يعد ولن يعود كما كان رمزاً من رموز المقاومة والقومية العربية مهما قدم من اعتذارات ومهما ساق من مقاربات، فقد تعثر بجلباب القرضاوي القطري حتى السقوط، وتمرغ بالأردوغانية من عمان إلى اسطنبول، وسخر منه المصريون من الهرم إلى شرم الشيخ فدفعوه عبر بوابة معبر رفح وأغلقوا خلفه حتى الأنفاق .. وحماس معه.
"أبا الوليد" يدرك أن طريق العودة إلى مكاتبه في المزة أصعب بكثير من عودة مرسي إلى قصر الاتحادية في مصر، لكنه يدرك أيضا أنه كما هي الطريق إلى القدس لا تكون إلا من دمشق، فإن عودة الحياة إلى حماس لن تكون إلا عبر دمشق، أو على الأقل برضى دمشق، وربما بالتعويل على رغبة إيران في عدم سد جميع الطرق أمام عودة حماس كحركة مقاومة.
ما قاله رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في بيروت، كان الأولى أن يقوله في دمشق قبل اعتزاله المقاومة لصالح أرباب الدولار، منذ اللحظة الأولى ومنذ اولى تمتمات حماس التقطت استدارته، وكانت علاقتي القريبة منه ومن طاقمه السياسي تسمح لي بذلك، فطلبت منه أقل مما قاله اليوم بكثير، على اعتبار انه ذو تأثير مزدوج سياسي وديني على مجموعة لابأس بها من الفلسطينيين في سورية، وأوضحت له ولمعاونيه أن موقعه هذا يحمله مسؤولية مضاعفة أخلاقية وانسانية تحتم عليه أن يعبر عن موقف رافض للقتل باسم الدين وحسب، دون الوقوع تحت اي احراج قد تأتي به التفاصيل، اقترحت أن يمرر ذلك بشكل غير مباشر في إحدى مؤتمراته التي كان يكثر منها مقابل دار السعادة في المزة، لكن للأسف ورغم كل ما نقل لي عن لسانه من مجاملات وآيات شكر وامتنان، غير ان الرد كان بالنسبة لمن عرف بمواقفه وحمله راية من رايات المقاومة العزيزة القليلة في هذا الزمن، كان ردا مهينا "لصاحب الرد طبعا" .. كان الرد: "أبو الوليد يعتذر، لا يستطيع أن يخالف الشيخ القرضاوي" ..!
خلال لقاءاتي التي لم تكن تنقطع طويلا مع الحمساويين، دارت أحاديث في صلب ما بدأ يحدث في سوريا وموقف قيادة حماس منها، لم يكن أيا منهم يدلي بمعلومات محددة أو ليس لديهم فكرة حقيقية عن نوايا الموقف كما كانوا يقولون، لكن بدا واضحا أن الجميع على أهبة الاستعداد لتطورات (لا يعلمون ماهي)، منهم من بدأ يتحضر للانتقال الى تركيا، وآخرون إلى الاردن ومصر وغيرها، كانوا يحاولون من خلالي وعبر غيري ايصال مطلب واحد أراده مشعل بإلحاح، كان مطلبه الوحيد أن يسمح له أخذ وزير الخارجية القطري آنذاك حمد بن جاسم بيده ليدورا معا على "مشايخ العشائر السورية بهدف إيجاد صيغة للمصالحة والاصلاح" (حسب قوله) ..
كان مشعل في زهوة اعتقاده بأن الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين سيحقق دولة الخلافة برعاية أمريكية تحت راية الاخوان المسلمين ..!
خالد مشعل "سبق السيف العذل" هنا فقط ينطبق المثل على حالتك..

الإعلامي : اياد ابراهيم

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=48&id=33498