الرئيسية  /  أخبار

سيدة جهادية تسعّر الخلاف بين داعش والنصرة


دام برس:  

تبذل قيادات التنظيمين “داعش” و”جبهة النصرة” جهوداً حثيثة بهدف إبقاء الخلاف بينهما ضمن الصف القيادي للتنظيمين دون أن يتسرب إلى قاعدة كل منهما، والأهم دون أن يتسرب إلى الإعلام.

ورغم الخلافات الكبيرة بين التنظيمين فقد نجحا في الحد من تسريبها إلى درجة كبيرة، ولاسيما في الفترة الأولى من خلافهما في نيسان الماضي، عندما حدث تنازع بين تيار الجولاني وتيار البغدادي على ملكية المقرات ومستودعات الأسلحة والذخيرة، حيث رضخت النصرة للأمر الواقع الذي فرضته داعش عبر استيلائها على معظم هذه المقرات والمستودعات، ولم ينبس أحد من الطرفين بكلمة واحدة عن هذا الموضوع فبقي بعيداً عن الإعلام وتهويلاته، بحسب ما يخشى قادة التنظيمين.

لكن الأمور تغيرت بعد ذلك، وأصبحت بعض خلافات التنظيمين تظهر للعلن ويجري تسريبها إلى الإعلام بطريقة أو أخرى، ولكن كانت القيادات تسعى إلى احتواء الخلاف ولملمة ذيوله على الفور، كما حدث في الشدادي بدير الزور بسبب الخلاف على ملكية بئر نفط، حيث سارعت قيادتا كلا التنظيمين إلى نفي أن يكون قد حدث اشتباك عسكري بينهما مع التأكيد على أنه لم تسل نقطة دم واحدة، وهي النقطة التي ركز عليها العدناني المتحدث الرسمي باسم داعش في تسجيله الصوتي الأخير ليثبت حكمة قيادة دولته العتيدة.

ولكن التنظيمين وجدا نفسيهما فجأة أمام تسريب خطير، قامت به “سيدة جهادية”، منذ يومين، واندلع بسبب هذا التسريب ما يمكن تسميته أكبر خلاف وأشده علانية بين أنصار التنظيمين. ورغم أن الخلاف له طابع فكري وعقائدي إلا أنه من المتوقع أن يوسع من الشرخ بين انصار التنظيمين ويعمق الهوة بينهما.

فمنذ يومين قامت الإعلامية النشطة بمناصرتها للجهاديين وصاحبة الصيت الشهير في هذا المجال “حمام الدوح جمانة” بتسريب عدة كتب قالت أن أحد شرعيي جبهة النصرة طلب منها تسريبها ونشرها على الانترنت. وهذه الكتب الثلاثة هي عبارة عن ردود على كتب نشرتها داعش في وقت سابق لإثبات مشروعية دولتها وصحة البيعة لأميرها البغدادي، وأهم كتب داعش هي “مد الأيادي لبيعة البغدادي” و” موجبات الانضمام للدولة الاسلامية في العراق والشام” من تأليف الشيخ أبي همام الأثري، وكان شرعيو داعش يبذلون جهوداً حثيثة لنشر هذه الكتب وترويجها في خطوة ضمن خطوات أخرى كان الهدف منها تشجيع أكبر عدد من السوريين على مبايعة البغدادي.

وما ينبغي التوقف عنده نقطتان الأولى أن “حمام الدوح” كانت من اشد مناصري داعش، لكنها منذ حوالي شهر بدأت بالتغريد على تويتر موجهة انتقادات لاذعة لأداء داعش وسلوكها متهمة إياها بالغلو والتطرف، كي تتوج حملتها بتسريب الكتب. والثانية أن مؤلف الكتب كان من ابرز شرعيي داعش قبل أن ينشق عنها وينضم إلى جبهة النصرة، ولم يكتف بذلك بل قام بتأليف كتب للرد على المرجعية الفقهية التي تستند إليها داعش لإثبات مشروعيتها.

والكتب المسربة من قبل حمام الدوح هي ردود على كتب داعش السابقة وهي: الكتاب الأول ” الرد على صاحب (موجبات الانضمام للدولة الإسلامية في العراق والشام…اعتراضات وجوابات)” والكتاب الثاني “تبيين الزيف والجهل وإظهار العوار في كتاب بيعة الأمصار للإمام المختار”.

لا أحد يعرف كيف وصلت هذه الكتب إلى يد “حمام الدوح” وهل نشرتها بالفعل بناء على طلب من أحد شرعيي جبهة النصرة أم باجتهاد شخصي منها واختلقت قصة الشرعي؟.

لكن الأكيد بحسب معلومات خاصة لوكالة أنباء آسيا، أن هذه الكتب كانت متداولة في الغوطة الشرقية بين أنصار جبهة النصرة، وقد نشرت تحديداً منذ حوالي الشهر ولكن لم يقم أي من أنصار الجبهة بنشرها على الملأ أو يفكر مجرد تفكير بوضعها على الانترنت أو تداولها في مواقع التواصل الاجتماعي لأن الجميع يدرك مدى حساسية هذه الكتب لاسيما لجهة طعنها في مشروعية دولة داعش وفي صحة بيعة البغدادي.

وفور تسريب هذين الكتابين، شهدت ميادين تويتر نزالات حامية بين أنصار التنظيمين تبادلا خلالها انتقادات واتهامات تسمع لأول مرة بهذه الحدة والوضوح ما يشير إلى مدى التاثير الذي أحدثته حمام الدوح بتسريبها الكتب. ولم تقتصر النزالات والسجالات على أنصار التنظيمين بل اشترك فيها قيادات كبيرة من الطرفين من وزن أبو المنذر الخالدي وتركي الأشعري من طرف جبهة النصرة والشيخ تركي البنعلي وابو اسامة العراقي ومحارب الأنصاري من طرف داعش، حيث دخل الجميع في نقاشات حامية تبادلوا خلالها الكثير من الانتقادات والاتهامات التي تطعن بمشروعية بعضهما وصحة مرجعيته الفقهية، وقد وصلت الخلافات لدرجة أن كل طرف اصبح يعتبر الطرف الآخر آثماً، ولاسيما انصار داعش الذين اعتبروا كل من يطعن ببيعة البغدادي أو يرفضها مرتداً ويجب قتاله حتى يؤوب إلى الحق.

يمكن القول أن هذا أول نقاش علني بهذا المستوى يجري بين قيادات الطرفين على موقع التواصل الاجتماعي، ويكشف عمق الهوة بين التنظيمين وقياداتهما، وقد لا تكون حمام الدوح “ناطقة رسمية” باسم النصرة حائزة بذلك على الولاية العامة رغم أنها سيدة، كما تهكم أنصار داعش على أنصار الجبهة، ولكن الأكيد أن حمام الدوح ستكون أول إمرأة “جهادية” ينسب إليها تسعير الخلاف بين أكبر واقوى فصيلين بين الفصائل المسلحة في سوريا وفضحه على العلن بهذا الشكل غير المسبوق.

أنباء أسيا

 

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=12&id=33295