الرئيسية  /  من هنا وهناك

وزارة السياحة السورية تفتتح مصنع الزجاج في التكية السليمانية.. وأيادٍ مبدعة كثيرة تنتظر من يمسح عنها الغبار


دام برس - رنيم الماغوط :

اليوم وبعد وفاة أبو حسن القزاز شيخ الكار أغلقت وزارة السياحة لإجراءات روتينية مصنع الزجاج الشهير في التكية  السليمانية  وعلى قلة أرباب هذه الحرفة هي الآن مهددة بالانقراض.
بعد عام وشهرين على إغلاق المصنع أعادت الوزارة افتتاحه في يوم السياحة العالمي لكنه يحتاج إلى الدعم من هنا قامت دام برس بالتحقيق التالي :
صناعة الزجاج هل تصل للانقراض؟
تراجع السياحة وقلة الامكانات وغلاء المازوت كلها أسباب قد تودي تدريجيا إلى تلاشي المهنة.
تقول ميسون كركولي "حرفية في المعمل" عائلة القزاز توارثت المهنة أباً عن جد وهي مهنة صعبة تحتاج إلى صبر وإبداع وحرفة وتحمل لحرارة الفرن العالية، وتضيف أن أبو حسن علم ابنه المهندس محمد المهنة  وهو يسعى إلى إعادة إحيائها لكن نتمنى من وزارة السياحة تقديم دعم ولو جزئي له بمادة المازوت فإعادة فتح المصنع ومسح الغبار عن زجاجه تحتاج يوميا ما يقارب 100 ليتر من المازوت ، تواصل كركولي هذه الصناعة اليدوية التي امتازت بها أسواق دمشق العتيقة وانتشرت تحفها في كل أنحاء العالم .
مهن الشام المنسية من يمسح عنها الغبار؟
الحرفيون والمبدعون اليوم منسيون في زحمة الظروف التي تعاني منها البلاد ونتيجة غياب السياح يقول أبو محمد "حرفي فنان في الرسم على الرمل" : " أبو حسب كان فناناً وليس حرفياً كان يصنع الزجاج بحب وفن كبيرين وعندما ضاقت به الحال وقل عمله توفى فمهنته كانت حياته.
ويضيف أبو محمد إن هذا الجيل يتوجه كثيراً للأعمال التي تحقق الربح السريع وأعمالنا تحتاج إلى صبر وفن وأناة، هي تراث غاب عن أذهان الناس في هذه الظروف القاسية لذا نتمنى دعمها من قبل الوزارة فالسياحة  في دمشق ركن أسياسي قدمت للاقتصاد في ظروف سابقة مليارات الليرات"
أولويات المواطن قوته فمن يشتري؟
غلاء المعيشة اليوم أبعد المواطن عن التفكير بشراء أشياء لها علاقة بالحرف والتذكارات فما حال أصحاب تلك المهن؟  تقول السيدة منى " زائرة للتكية "  :إن ما نشاهده من إبداع يجذبنا لشراءه لكن ضيق الحال جعل هناك أولويات هي الطعام والملبس.
حرفيو وفنانو دمشق مصرون على مواصلة عملهم فمن يقدر؟
رغم غياب السياح الأجانب وصعوبة الظروف لازالت أسواق الأعمال اليدوية مفتوحة أمام المواطن متنفسا من ضيق الحياة والظروف. تقول السيدة إيميلي فرح "فنانة في الرسم على الفخار في التكية السليمانية " : لازلنا نواصل العمل رغم ارتفاع أسعار المواد وصعوبة العمل وقلة الزائرين،  لكن دمشق القديمة ومحالها هي مكان راحتنا ومتنفسٌ لنا، لا يمكننا التوقف عن العمل لأجلها وتسعد بقدوم كل زائر يشاهد عملها.
ربما لا نشتري لكن أضعف الإيمان نظرة تقدير.
كثير من الفنانين والحرفيين والمبدعين في حارات الشام القديمة لازالوا ينتظرون في وجوه المارة نظرة تقدير وإعجاب فهذا ما بقي لهم.
يقول السيد مازن  "أحد زوار التكية " : إن تلك الأعمال التي تملأ حارات الشام تشدني أن آتي باستمرار لأشاهدها وأتمعن بها فتلك متعة لا تضاهى،  ويضيف قبل وفاة أبو حسن القزاز كنت آتي وأشاهده لم يكن يصنع زجاجاً بل كان يقدم عرضاً مبهراً للناظر أثناء نفخه للزجاج وقولبته.
وما  أكثرهم في دمشق هؤلاء الفنانون على اختلاف حرفهم ربما لا أشتري سوى نادراً مما أشاهد لكنني آتي دوماً  وأقدر جيداً ما أشاهدهُ وهذا أضعف الإيمان.
وزارة السياحة : نرجو الدعم.
دام برس توجه رجاءً لوزارة السياحة لتقدم الدعم الكافي لاستمرار تلك المهن. تقول السيدة ميسون كركولي العاملة في مصنع الزجاج: "نتمنى من الوزارة أن تدعم السيد محمد لإعادة تشغيل مصنع الزجاج وغيره من الحرفيين ينتظرون يداً تدعم  فدمشق ستعود يوماً مقصداً للسياح يجب الحفاظ على تراثها ومبدعيها لذلك اليوم ".
رنيم الماغوط
 

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=82&id=33188