الرئيسية  /  ثقافة وفنون

في معرضه الأول ...عصام يوسف يتقمص لوحات أنور الرحبي


خاص دام برس - بلال سليطين :

لا يميز متلقي الفن في اللاذقية بين اللوحات المعروضة في صالتي "هيشون" و"أوركسترا" إلا من خلال التوقيع الذي ختم به كل فنان لوحته، لدرجة ظن فيها البعض للوهلة الأولى أن الفنان "أنور الرحبي" قد نقل لوحاته من صالة "هيشون" في اللاذقية (التي يقيم فيها معرضاً) إلى صالة "الأوركسترا" في وقت كانت هذه اللوحات للمهندس "عصام يوسف" الذي يفتتح معرضه الفني الأول مستنداً في منتجه إلى تجربة "أنور الرحبي" ومكرساً للعديد من مفرداته.

وعلى مايبدو فإن "عصام يوسف" تعثر في خطوته الأولى نحو عالم الفن ووقع في فخ النسخ أو التأثر بتجارب الآخرين، حيث أنه ظهر متقمصاً لشخصية "أنور الرحبي" في لوحاته من خلال المرأة الحاضرة في اللوحة وكذلك الخطوط التي يستخدمها والوجوه وإن كان اختلف عنه قليلاً في تسريحة شعر الأنثى على اللوحة.

خطوط وجه المرأة التي عشقها "يوسف" ورسمها بدت وكأنها ذات خطوط وجه المرأة التي عشقها "الرحبي" ورسمها، على اختلاف حجم الريشة التي يستخدمها كل منهما، علماً أننا ومنذ عرفنا اللوحة الأولى للفنان "الرحبي" قبل سنوات طويلة عرفنا معها هذه الخطوط وان كان "يوسف" استطاع رسمها بنجاح دون أن يرسم التاريخ الذي مر به "الرحبي".

\"\"

إلا أن "يوسف" حاول تمييز نفسه بأنه وسع المساحات اللونية واستخدم تقنية مبتعدة عن المدرسة الأم (أنور الرحبي) فالفنان "أنور" يعتمد على المساحات اللونية الصغيرة مبتعداً عن التقنية في توزيع اللون وبارعاً في توزيعه بلوحاته، وفي تعليق لأحد الفنانين على ظاهرة المساحات الواسعة لدى "يوسف" قال:«لقد حاول الهروب منها بالاعتماد على بعض الزخرفة، لكن ظل الكثير منها عارياً خصوصاً في الجانب العلوي من اللوحة».

"يوسف" جسد لنا في لوحاته السمكة واستطاع أن يتخلص من زعانفها ويستبدلها بأجنحة تطير، لكن هذه السمكة بدت في اللوحة وكأنها بديل عن المكون التاريخي الذي يضعه الفنان "الرحبي" في أعماله وهو "الحصان، والجمل" ويعزو المختصون ذلك إلى اختلاف البيئة التي ينحدر منها كلاهما فالرحبي ينحدر من بيئة البادية بينما ينحدر "يوسف" من بيئة البحر.

بذلك يكون الفنان "عصام يوسف" قدم لنا تجربة مكررة ومقاربة وفق الصور والمعطيات المشاهدة، وهي تجربة مختزلة من حيث الخط والفكرة واستبدال الكائن الحيواني الذي يرافق أنثاهما (الرحبي ويوسف).

وإذا كانت هذه التجربة هي الأولى للمهندس "عصام يوسف" فكلنا أمل أن يتلافى ثغراته في تجاربه القادمة وألا يتقمص تجربة غيره، خصوصاً وأنه يمتلك عيناً ناضجة وبريشته يستطيع أن يميز نفسه كفنان متفرد بأسلوب يحقق من خلاله هوية فنية خاصة به لنطالعها في معارضه القادمة متمنين له التطور السريع.

وهنا لابد من الإشارة إلى ظاهرة غياب النقد عن الساحة الفنية لمحافظة اللاذقية وشيوع ظاهرة المجاملات التي لا تقدم للفنان شيئاً ولا تبين له ثغراته وعيوبه في حال وجودها، حتى أن الفنانين الذين يطلعون على تجارب بعضهم البعض ويتنقلون بين معارض بعضهم البعض يعتكفون عن الإدلاء بأي كلمة نقدية للفنان في وجهه ويفضلون الحديث في غيابه، ناسين أن الحكيم يؤمن بأن "شكراً لمن يهدي إليه عيوبه" وأن النقد هو الذي يصنع الفنان.

ملاحظة: الصورة الرئيسية للفنان عصام يوسف , والثانية للفنان أنور الرحبي .
 

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=31&id=33141