دام برس: ينبغي أن يكون السلم الأهلي الهدف الأسمى لكل السوريين و الذي يعني وقف القتل و الإقتتال ، و كل ما يؤدي إلى تفعيله و إذكاء ناره ،ووقف التهجير و الاعتقال ، لقد حان الوقت لكلِ مثقفي الأمة و للنخبةِ المخلصة أن ترفع الصوت عاليأ بأن القتل لا يؤدي إلا إلى القتل ، و أن هذه الدائرة المعيبة لن تتوقف ما لم تنتصر إنسانيةُ المكلومين على جراحهم ليدرؤو الفتنة التي بتنا نكتوي بنيرانها و نقف حائرين ؟ مع من نتكلم ؟ و من نخاطب ؟ و إلى أين نمضي ، و بكلِ أسف نلاحظ من ينبري ليهاجم دعاة السلمِ الأهلي و يتهمهم بالغباء أو الإنتهازية ، أو الضياع أو فقدان البوصلة . دائرةَ القتلِ ينبغي أن تتوقف ، و لا بد أن نستعيد السلام و لا بد أن نستعيد السلم الأهلي، لقد دفع الشعب السوري بكلِ طوائفهِ و مكوناتهِ خيرة أبنائه في محرقة الوطن . سوريا تستحقُ الإخلاص و المخلصون لسوريا الوطن ، يجب أن يتوقفوا عن نشر المقالات التحريضية التي تبرر الانتقام و الثأر ، ينبغي أن تتوقف الخطابات و اللقاءات الإعلامية التي تؤجج نار الفتنة و تتهم الآخرين بالعمالة و الخيانة و الإنحراف ، و التي يمكن أن تؤدي إلى التصادم بسبب قوة العقيدة الدينية أو الحزبية أو الإثنية ، يجب أن تختفي ظاهرة العنف و التحريض من عقول المنتمين لهذه الأمة ، و الجميع مطالبون بالعودة إلى مفهوم السلم الأهلي معارضةً و موالاةً .
النظام مطالب بتغيير أسلوبه مع المواطنين و المعارضين منهم بعد أن قرر رئيس البلاد أن التعامل مع المدنيين لم يكن في المستوى المطلوب في لقاءاته الصحفية ، و لا تزال جميع وسائل الاعلام التابعة للنظام المرئية و المسموعة و المكتوبة تساهم بشكل كبير جدا في تغييب ثقافة السلم الأهلي وغياب التسامح داخل المجتمع و إن ما تنشره من أخبار و مقابلات و ادعاءات إنما يعبر عن غيابٍ في المسؤولية الأدبية التي يجب أن تتميز بها هذه الدوائر ، التي ينبغي أن يكون رائدها وأد الفتنة و إضفاء روح التسامح و تشجيع التوافقية و اللقاءات المثمرةَ بين الشباب ، و لن يكون مثمراً لكل وسائل الإعلام أن تعتقد بأن من تراه في المرآة قد يكون دميةً تصلح للتحاورِ و التفاوض . لا بد لوسائل الإعلاممن الإقرار بوجود الآخر و إلا فإنها ستبقى تخاطب نفسها فقط ، لا بد للجميع من الإقرار بأن هذا الوطن هو للجميع و أن الإختلاف لا يفسد للودِ قضية اليس هذا ما نادت به الشرائع على إختلافها |
||||||||
|