دام برس:
بسم الله الرحمن الرحيم .. وحكمت المحكمة ببراءة مبارك. إن هيئة الإدعاء ستقدم الأدلة والبراهين على الأسباب التي دفعت الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك بأن يطلق تلك الإدعاءات الباطلة وتلك التهم الكاذبة على المرحوم ياسر عرفات ونبدأ بالقول بأن محمد حسني مبارك ورغم كونه في تلك الحقبة التاريخية قائداً للقوات الجوية إلا أنه لم يكن سوى أحد العسكريين الذين لا يرقون ولا مكان لهم في مجالس ومصاف الزعماء العرب آن ذاك فمن أين أتى ذلك الرئيس المخلوع وهو محدود الإطلاع والقيمة إلا فيما يختص بالسلاح الذي كان موكلاً إليه؟ وكذلك نحب أن نشير إلى أن الحقد الذي كان يكنه الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك للمرحوم ياسر عرفات كان واضحاً وجلياً منذ أن كان محمد حسني مبارك نائباً للرئيس وكيف كان إنعدام قيمته ومركزه في ذلك الزمن ما يجعل من ياسر عرفات قائداً وشخصية عربية لا تنزل عند لقاء نواب الرؤساء وما شابه ذلك وكم من المواقف التي لا تزال مختزنه في ذاكرة الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك عن رفض المرحوم ياسر عرفات الإجتماع به نيابة عن الرئيس السادات وكيف كان إصرار عرفات عدم السماح بمجرد دخول حسني مبارك إلى المكان الذي يتواجد فيه ياسر عرفات مما كان يسبب الإحراج والقهر لحسني مبارك من تعالي وترفع رمز الثورة الفلسطينية وهو كان وبالمناسبة ولإحقاق الحق لم يكن يفعل ذلك من باب الكبرياء ولكن كان يفعل ذلك كما كان يردد ويقول لأعوانه ومرافقيه إنني ٱجتمع فقط بأصحاب القرار فإن كان صاحب القرار غير متوجداً أنتظره وإن كان يرفض لقائي ذهبت إلى من يرحبون بلقائي فأنا لست ممن يفرضون أنفسهم على أحد.
كان ولا يزال حقد الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك على عرفات واضحاً وجلياً حتى في زمن المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية الأولى وكيف تم تهميش محمد حسني مبارك وتنحيته عن تلك المفاوضات والتأثير عليها وليس ذلك وحسب بل كان كل ما يدور في تلك المحادثات والمفاوضات ممنوعاً على مصر وعلى حسني مبارك التدخل فيها حتي جهاز المخابرات المصري لم يكثف نشاطاتها حول تلك المفاوضات والإجتماعات وكما هو معروف لدى الجميع أن محمد حسني مبارك لم يكن محبوباً لدى رجالات المخابرات المصرية وهو بالمناسبة الجهاز الذي سهل عميلة الإنقلاب عليه وبالتنسيق مع المخابرات العسكرية المصرية والتي كانت وحتى ساعة الإنقلاب عليه تكن له شديد العداء وذلك إنتقاماً من زجه في وسائل الإعلام في عهد رئاسته بأنه هو صاحب الضربة الجوية الأولى وما إلى ذلك من خرافات وبطولات حربية نسبها إلى نفسه في تلك المعركة التاريخية بين مصر وإسرائيل وقام بحرمان راعي الضربة الأولى الحقيقي في القوات الجوية المصرية وهو الفريق أول طيار محمود شاكر عبد المنعم وكان في إحدى اللقاءات يشتاط غضباً عندما كان محمد حسني مبارك رئيساً وكان في زيارته المرحوم ياسر عرفات وكان حاضراً في ذلك اللقاء الفريق أول طيار محمود شاكر عبد المنعم والذي كان يقول له عرفات في كل مرة يلتقي بها الفريق أول محمود شاكر أهلاً بصاحب الضربة الأولى الحقيقي وكم كان حسني مبارك يتميز غيظاً وغضباً في كل مرة كان يستمع فيها إلى تلك العبارة. لقد كانت حقبة التاريخ العربي والفلسطيني والتي عاشها وعاصرها ياسر عرفات مليئة بأحداث إنعكست في بعض جوانبها على السيد عرفات سلباً في بعض جوانبها وإنعكست إيجاباً في جوانبها الأخرى، لا يوجد هناك من ينكر على السيد ياسر عرفات تاريخه وما قام به من أجل القضية الفلسطينية ومن أجل الشعب الفلسطيني، ولكن، هل كان ناجحاً رحمه الله في كل مسعاه في تلك القضية؟ هذا ما سنقوم بتفنيده في دفاعنا ولعل الصورة تتضح لكل من كان غامضاً بالنسبة له ما كان يدور في فلك الثورة الفلسطينية منذ إنطلاقتها الأولى وحتى يومنا هذا. لقد كان ولا يزال الشعب بالفلسطيني في كفاح مستمر من أجل تحرير أرضه واقامة دولته عليها والعيش بكرامة حاله حال بقية دول العالم، إلا أن الأقدار والأحداث شاءت عكس ذلك وساقت الوطن الفلسطيني بإيعاز من قوى كانت ولا تزال تتحكم بمصير هذا العالم، ساقت هذا الوطن الفلسطيني إلى أن يصبح وطناً لغير الفلسطينيين وأن يكتب على الفلسطينيين حرباً طاحنة لإثبات هويتهم وأحقيتهم في تلك الأرض أمام قوىً عظمى أنكرت عليهم حق هذه الهوية وحق ملكيتهم لتلك الأرض. قامت الثورة الفلسطينية وحاربت كل تلك القوى العالمية بجبروتها وبقدراتها المتناهية والثورة الفلسطينية مسلحة بإيمانها بوجود هويتها الفلسطينية وعدم السماح بأن تزول كما تطمح قوي القهر العالمية وبأحقيتها في تلك الأرض التي قامت نفس تلك القوى العالمية بمنحها لشعب إسرائيل بقرار وورقة صدرا عن هيئة دولية هي من المفروض أنها قامت من أجل إحقاق الحق ورفع الظلم والقهر عن شعوب العالم فكان أول قرارتها هو إيقاع الظلم بالشعب الفلسطيني وقهره عن طريق سلب أراضيه وإعطائها لغيره وطناً. قرر الشعب الفلسطيني أن يثور على هذا الواقع الظالم فكان كفاحه الأول بالمعول والمنجل والسكين وقدم في كفاحه ولا يزال الألاف من أبناء شعبه رجالاً وأطفالاً ونسأً لم يكن الموت الذي سلطته قوي القهر عليهم ليرحم طفلاً صغيراً ولا إمرأةً حبلى ولا شيخاً جليلاً كان الموت الذي حكمت به قوي الطغي والظلام عادلاً يشملهم جميعاً ولا يستثني منهم أحداً. ومن المعول والمنجل والسكين إنتقل الفاح الفلسطيني الي بارودة صدئةً ومسدس لا يقتل ربماً فئراً وهكذا حتى تمكن الشعب الفلسطيني من جمع ولم الصف العربي من حوله. حاولت بعض دول العرب مخلصة إستعادة الوطن السليب للفلسطينيين وسعت دول عربية خائنة إلي حرمانهم من ذلك الوطن الفلسطيني وإلى الأبد وبين فشل المخلصين ونجاح الخونة خرجت منظمة التحرير الفلسطينية من رحم ذلك الصراع بارك خروجها ونشأتها من كان لهم مصلحة في قيام تلك المنظمة وجد في القضاء عليها كل من كان لهم مصلحة في بقاء الشعب الفلسطيني مشرداً بلا وطن.
كان المرحوم ياسر عرفات أحد علامات منظمة التحرير البارزة ونجح في جلب وتركيز الأضواء حول القضية الفلسطينية ومن مهندس فلسطيني في دولة الكويت إلى مهندس ومخطط للكفاح المسلح الفلسطيني نجح في هندسة وإنشاء العديد من صروح ذلك الكفاح المسلح منها من كانت أساساته قوية وثابتة حتي يومنا هذا ومنها من إنهار وكان لإنهيارها زلزلةً ودوياً لا تزال أصداء تلك الزلزلة وذلك الدوي تتردد في أرجاء القضية الفلسطينية. إنهيارات في الأردن وفي لبنان وتونس وليبيا، وسبحان الذي يصيب على الدوام ولا يخطئ فكما كان ياسر عرفات محقاً في حمله لغصن الزيتون بيد وبندقية المناضل في اليد الأخرى إلا أنه أخطاءعندما تاه بالشعب الفلسطيني في صحاري ودهاليز الدول العربية أكثر من أربعين عاماً لكي ينزل ويركع عند رغبات الغرب في نهاية المطاف وهو الذي كان بإمكانه ما دام الأمر كذلك أن يوفر على الشعب الفلسطيني الألاف من خيرة شباب الشعب الفلسطيني وأبنائه الذين قضوا في كفاح مسلح عقيم لم يسترد من الأراضي الفلسطينية المحتلة ولا حتي شبراً واحداً بل على العكس لقد كان في عرض محمد أنور السادات إبان صلحه مع إسرائيل أضعاف أضعاف ما حصل عليه الفلسطينيون اليوم، وعودة إلى تلك الحقبة والتى كانت السبب في إنعقاد جلسة قضيتنا هذه نقول أن ياسر عرفات كان جزءً من مخطط المخابرات العسكرية المصرية وأن من أجل أن ينجح أشرف مروان العميل المزدوج بين مصر وإسرائيل في أكبر عملية تمويه قام بها جهاز مخابرات والدلائل تشير إلى أن إسرائيل إعترضت شيفرة لاسلكية خاصة بمنظمة التحرير يخاطب بها مكتبها في نيقوسيا مكتبها في مدينة لارنكا مفادها أن هناك يوم سبت عصيب قادم علي شعب إسرائيل. |
||||||||
|