Warning: session_start(): open(/var/cpanel/php/sessions/ea-php56/sess_elghkvcc4sl3opgqp0djf2cun4, O_RDWR) failed: No space left on device (28) in /home/dampress/public_html/include.php on line 2

Warning: session_start(): Cannot send session cache limiter - headers already sent (output started at /home/dampress/public_html/include.php:2) in /home/dampress/public_html/include.php on line 2

Warning: Cannot modify header information - headers already sent by (output started at /home/dampress/public_html/include.php:2) in /home/dampress/public_html/include.php on line 93
مؤسسة دام برس الإعلامية

الرئيسية  /  أخبار

لماذا واقفت سورية على تسليم الكيماوي ؟ بقلم: د. محمد ياسين حمودة


دام برس : لماذا واقفت سورية على تسليم الكيماوي ؟ بقلم: د. محمد ياسين حمودة

دام برس:

سوريةُ ... اختارت العنبَ وليس الناطورَ ! فأكلت العنبَ وطردت وأبعدت الناطورَ ! فمَن من لم يفهم عنِّي مَثل التخيير السُّوري بين العنب والناطور فليُصغِ معي إلى عِواء " واوِيَّات كُروم غوطة دمشق " مِن أخونجيّةٍ كَفروا بالله وبالوطن والشَّرف ... وثورجيّةٍ حمقى ، وجامعة السُّوء التي سمَّوها "عربيةً !" التي جَمعت نِعاجاً ظنَّت أن أمريكاً أنبتَت لها قرونَ التُّيوس لِتناطِح بها سوريةَ (ولم تعلم أمريكا حديثة العهد بالحضارة والمدنية بأن سورية لا تُناطح التيوسَ ). 
ففرَّ الناطورُ وولَّى هارباً وتركَ وخلَّف وراءه جميعَ أولئك المتخلِّفين وإناثَ التيوس والمَرضى والمغرورين .

لقد وصلَ عواؤهم إلى مسامعنا هنا في أمريكا !
أمَا سمعتُم عواءهم في أرضكم في الليالي المُظلمة من هذا الشهر ؟
إنه لم يكن ناطوراً على العنب .... أبداً ....
لقد كان راعياً لِلواويَّات غير مأمونٍ على الكَرْم ولا على العِنب .

نعم يا أعزائي في سورية الأبيَّة !
لقد طردَت قيادةُ سورية الحكيمة قبلَ أيام ناطورَ العالَم - الفاسِدَ الخائنَ غيرَ المأمون على الكُروم والعِنب ... ولا على أمنِ الشعوب والدُّولِ !!! كما زعمَ وسمَّى نفسَه خلال عقودٍ طويلة ...
فأصبح اليومَ على يَد سورية مَعزولاً مذموماً مدحوراً ...
فساء واسْودَّ وجهُه أمامَ البشرية وأمام شعبه ...
بل حتى أمام زوجته وابنتَيْه اللواتي خالَفنه في طموحاته واستنكرن عليه حماقاته .
أعني هنا بالناطور لِمن لم يفهمني بعدُ " الشيطانَ الأكبر " مُسَعِّر الحروب ، صانِع وتاجر السِّلاح الذي لا ينام ...
ولا يهدأ له بالٌ ...
ولا تَرفُّ له عينٌ دون إلحاق الأذى والخراب والدَّمار واختراع الإرهاب وخلق الفوضى ونشر الجهل والأمراض !!!
فلم تنجُ مِن شرِّه أمَّةٌ واحدةٌ منذ مائة عام ... لقد عرَفه الناسُ أكثرَ مما عرفوا تأبَّط شَرّاً في أدب العرب .

لقد حبسَ الناسُ  أنفاسَهم ... وهربَ النومُ عن جفونهم ، هربَ الأمنِ عن فؤاد الجَبان - كما قال أبو العلاء المعري - وارتفعَ ضغطُ الدَّم في العروق .... وبلَغت القلوبُ الحناجرَ ... لذُعرِ وهَولِ وشدَّة ما توقَّعوه وتوجَّسُوا منه خِيفةً وهَلعاً وذُعراً ... بعدما سَمعوا ورأوا من عَربَدَته وشاهدوا حُشودَه ومناوراتَه ...

بعد أن أزبدَ وأرغدَ وتَعملَقَ وهدَّدَ بتدمير سورية وقصفها بصواريخه التي تقتل وتدمِّر وتترك آثارها الشعاعية لقرون طويلة تهلك الحرثَ والنَّسلَ والزراعةَ والبيئة وتلوِّثُ وتسمِّم الأرضَ والترابَ والهواءَ ...

تماماً كما فعل سَلفُه الغبيُّ بوش في العراق فصارت المواليد تخرجُ من أرحام الأمهات مُشوَّهةً ... مُخيفةً ... مُفزِعةً ... لا تُشبه أطفالَ الآدميين ... ورأينا الغددَ السرطانية غطَّت وجوهَ النساء والأطفال والرِّجال والحيوان ...
أمَا فهمَ أغبياءُ الأخونجيّة السوريون ودعاةُ الحرب والقصف على سورية هذه الأخطار ؟ 

على أن زوبعة الناطور هذه كانت في فنجان ... عند من يُحسِن قراءةَ الأحداث !
لقد كان ذاك الناطور سيِّء الحظِّ يَتزَعْرَن ... ليس إلاَّ  - كما قلتُ لكم أكثر من مرَّة ، فهو لن يَجرؤ على مهاجمة سورية التي علَّمت الناسَ الحضارة والشجاعة والحِكمة في إدارة الاستراتيجية والسياسة فكانت منتصرة أبد الدهر .

ولسانُ حاله يقول: امسكوني عن هذا الأسد ... امسكوني عنُّو !!!

لقد كان أوباما يَصيح ... ويصرخ ويقدِّم رِجلاً ... ويؤخِّر أخرى ... على أنه قذفَ صاروخين في الهواء مِن بعيد ... ليسقطا في البحر !!! ما شاء الله !!! بعيداً عن شواطئ سورية  ليَثقَ بنفسه أولاً ثم يطمع أن يرفع معنويات عملائه وحلفائه !!!
لكنه لم يفعل صنيعَ الرِّجال بل اعترفَ بجُبنه وخوفِه ولطالما سمعناه يقول ويكرِّر: أنا سأقصف سورية بالصواريخ من بعيد ... بعيد من البحار ... وسوف لن أضع رِجلي  في محرقة سورية خوفاً من الشَّيِّ .

لكننا سمعنا الشّبل ابن الأسد – كما قرأنا في مقابلة صحيفة غربيَّة يقول له : قرِّب يا قَبضاي لَنشوف ... وشوف شو حَنعمِل بك ... نحن لا نَشوي الناس لكننا سوف نربطك بوعدٍ غير مكذوبٍ إلى جانب تلك الواويَّات في أقفاص كروم دارياً ودوما ومعلولا وصيدنايا ....

مَشاهد مُخيفة مرعبة عاشتها وعانت منها البشرية أسابيع طويلة !
فكان لا بد لسورية مِن طرد ناطور السُّوء !!!

وكيف ذلك ؟

لم يتطلب الأمرُ مِن الأستاذ وليد المعلم وزير خارجية سورية ... العاقل ... الهادئ ... الحكيم إلا أن يُلقي سِنَّارتَه السِّحريَّة ... سِنّارةَ الصيَّاد الخبير بعِلم نَفسِ أسماك القرش الغَبِيَّة الشَّرسة فما كان من كبيرها وأغباها " أوباما " إلاَّ أن هُرع فالتَقم الطُّعمَ فعَلِقَ بها وعَلِقَت معه غواصاتُه وحاملاتُ طائراته وبوارجُه الذكيَّة وبقيةُ أساطيله الفتَّاكة . (هل تذكرون رثاءَ المنفلوطي لقطِّه يوم أرداه صاحبُ الحَمام شهيدَ عاطفة اللَّقَم ؟ لا باركَ اللهُ في طعامٍ *** إذا كان هلاكُ النفوسِ في المِعَدِ !

لعلكم تسألوني أعزائي شرفاء سورية : فماذا عن "بلاعيط البحر" من الثورجية الغوَّاصين وراءه والمُتعلقين بزَعانفه؟
أجيب: لا تُعيروا لهم بالاً ...
فهم ما زالوا يَقتاتون على خَرَءِ سَمك القرش وفضلاته رائدهم إلى الهلاك والخراب .

فللَّه درَّك يا وليد المعلم ! لقد ألقيتَ إلى أوباما طُعمَك بكلمةٍ واحدةٍ - من موسكو ! فكيف فيما لو أطلقتَها من دمشق عَرين العزَّة والإباء ؟ - على طبقك البارد الهادئ فجعلتَه يلتقِمه ويمجَّه ثم يلهث طوال النهار ... أما سمعتم تصريحات أوباما وشاهدتم مقابلاته اليوم ؟ أذكِّركم أعزائي بقول المتنبي : الرأيُ قبل شجاعة الشجعان *** هو أوَّل وهي المحلُّ الثاني .

وهكذا يا أعزائي
أكلتْ سوريةُ العنبَ ... وطردت ناطورَ السوء إلى غير رجعة .
وما أطيبَ وأذكىَ العنبَ الزِّيني والحلواني في كُروم داريا والعنب الأحمر في دُوما وصيدنايا !
وأقول لِمن لا يعرف تلك الضواحي من ريف دمشق بأنني أعرف كروَمها وشوارعها شبراً شبراً وكان لي فيها أيام الصِّبا ثم في الأعوام الأخيرة أكثر من ثلاثين زيارة منها زياراتي لمعلولا المقدَّسة الجريحة حيث ترقُد الشهيدة تَقلا ،  وعَدرا حيث قبر صاحبها حجر بن عدي الذي دمَّره متخلِّفو ووحوش الصحراء.

وأقول لمن سيسأل كيف ستُسلِّم سورية المخزونات الكيميائيةُ ومتى ؟
فعن أي شيء يبحثون ؟
إني أرى الخبراء الدوليين يركبون البغال في سهول وصحارى سورية ووديانها الوَعِرة .... ويغنُّون تائهين يائسين حزينين تعبين " خربانين " أغنيةَ الشيطان التي لا تنتهي: جانم جانم جانم يـــاه ...
يركض وراءهم أوردغان تلتهب وتهترئ رِجلاه وهو يصرخ : أمـان أمـان أمـان يا أمريكا أمـان ... أمـان يا وَيلي ويا ويلَ أمِّي أمـان !

والآن لعلكم تسألون: أين سيذهب أوباما بعد خسارته سمعته وغرَقه في وحلِ سورية بعيداً عن تراب سورية الطاهر ؟
أقول: إنه سيذهب إلى حمد فيستقبله ويحيِّه بقوله : أهلاً بك .... يا كارداش !!!
وسامحوني لعدم ذكر المَثل المعروف عندنا الذي اقتبستُ منه التحيَّة اللائقة بهذا المقام .

د. محمد ياسين حمودة
باحث في التراث العربي والإسلامي

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=12&id=31892


Warning: Unknown: open(/var/cpanel/php/sessions/ea-php56/sess_elghkvcc4sl3opgqp0djf2cun4, O_RDWR) failed: No space left on device (28) in Unknown on line 0

Warning: Unknown: Failed to write session data (files). Please verify that the current setting of session.save_path is correct (/var/cpanel/php/sessions/ea-php56) in Unknown on line 0