دام برس:

باستمرار تتكرر الدعوة إلى طريق جديدة لرأب الصدوع من خلال الثقافة و الغيرية و قبول الرأي و الرأي الآخر ، التعنت و الإصرار لن يؤدي إلى نتيجة ، و غالباً ما تحدث القناعة عندما يٌسقط في أيدي أصحاب الحل و العقد فيبدؤون بالبحث عن البدائل و مع ذلك نقول ، إنه واجب المثقفين و العقلاء أن تنطلق المبادرة من بين أيديهم ، و إلقاء حصاة صغيرة في مياهٍ راكدة يولد دوائر متوالية ذات طاقة صغيرة قد تلامس مشاعر العفويين و البسطاء ، أما المؤدلجين فلهم تفاسير فقهية متواربة تحكمها الانتهازية و المصلحة و الأنا و مع ذلك لا بد من المحاولة و الاستمرار رغم وعورة الطريق ، كفى كفى نهجٌ يخاطب الجميع من الموالاة و المعارضة و الصامتين ، و في كفى كفى بالرغم من أننا ما زلنا نحبو ، لكننا بدأنا و نستطيع القول بأننا سنقف على أقدامنا بعد قليل ، حبذا لو نلتقي جميعاً على دعوة كفى كفى ، لنشق لسوريا طريقاً جديدةً تتحقق من خلالها المواطنة الحقيقية و القبول بالرأي و الرأي الآخر و اليقين القاطع بأن سوريا لكل أبنائها ، و إذا كانت العصا و البندقية تستطيع أن تطوع الظاهر ، فإنها لم و لن تغير القناعات لدى كل المنتمين إلى الهويةِ السورية ، سوريا لكلِ أبنائها و كفى كفى .

بتواتر مرتفع تتوالى الدعوات إلى بناء تركيبات و تكوينات و تيارات جديدة تدور حول هذه المفاهيم ، و من المناسب جداً قبل إطلاق مثل هذه المحاولات العودة إلى ما هو موجود فعلاً و  بناء اللحمة لتوسيع الأطر الموجودة أصلاً و التي تدور في فلك هذه المفاهيم ليتم التوسع أفقياً في مثل هذه التيارات وصولاً إلى بنياتٍ فاعلةٍ يكون لها دورٌ حقيقيٌ في بناء سوريا المستقبل . إن التخبط الذي تعيشه الحركة الوطنية في سوريا بكافة مكوناتها  ينجم عن الضربات التي تعرضت لها على مـرِالعقود مما جعلها عاجزة عن بناء قوتها الذاتية لتكون فاعلة في خدمة الأمة بكلِ مكوناتها ، إن ظهور العديد من التيارات و المنابر و إن كان يمثل في ظاهره  ملامح صحية للحراكِ الوطني ، إنما يجسدُ في حقيقته  شرذمةً و لربما تدميراً و تفرقاً في الرؤى لا تخدم أهداف الشعب و تنصبُ في مصلحة أعدائه ، المطلوب اليوم التلاقي  على قواسم مشتركة تحقق آمال الجميع و تسعى لرأب الصدع و بناء القوة السورية الإجتماعية لتكون صلدةً تجاه ما يخطط لهذه الأمة في القريب المنظور في الشرق الأوسط الجديد ، إقرأوو مذكرات كوندوليسا رايس