الرئيسية  /  كتاب وآراء

تـَـرَقـُــبْ الـعــدوان وحــتـميــة المــواجـهــــه .. بقلم: د احـمـد الاســدي


دام برس : تـَـرَقـُــبْ الـعــدوان وحــتـميــة المــواجـهــــه .. بقلم: د احـمـد الاســدي

دام برس:

حـالــة التـرقـب الـتي فـرضتهـا تـراجعـات اللحـظـات الأخـيـرة الأمـريكيــة , وإنْ شــهـدت حـراكـات ســيـاسيـة وعســكـريـة بعضهـا لإمتصـاص زخــم التهـديـدات وآخـــر لـلـدفــع نحـو هــاويتهـا , لكــن الـذي اصـبـح فـي حـكـم المـؤكــد رجـاحــة احـتمـاليــة حـدوث العــدوان , وإنَ هـنـاك رغبــة امـريكيـــة اكثـر مـِنْ أكـيـــده لإســتثمـار عنصـر الـتـمـويــه و المـبـاغــتـــه فــي عــدوانهــا , خـصـوصـا بعـد تـكـفــل دول عـربيـة بـعينهـا  بـتكـاليـف الضـربـة وتعهــد بتحمـل كـل التبعـات الـمـاليــه لهــا بـاعـتـراف كيــري فـي مناقشـات مجلس الشيوخ الامـريكـي , مـع  بـروز دور قــوي للـوبيـات اليهـوديـة النـافـذة فــي عـقليــة  المشــرع الأمـريكــي للـدفــع نحــو الحـرب .

أميركا الـتـي أَحـرقــت بنـار حـروبهـا وعـدوانـيـاتهـا المـبـاشـرة وغـيـر المبـاشـرة المـلاييـن مِـنْ البشــر وليس الالاف كمـا يحـلـو البعض أنْ يـخـفف مـِنْ هـول جـرائمهــا طـوال تـاريـخهـا المفعــم بـالــمـوت ورائحــة الـــدم , غــبــي مـَنْ يـعـتقــد إنَ قــرار عــدوانهــا علـى ســـوريــة وليـــد مسـرحيــة كيميـاوي الغــوطــة الـتي كـُـتبت فصـولهـا فــي تل ابيـب ,ونـُقـحـت فـي واشــنـطـن ,واوكل أمـر اخـراجهـا الـى بــنـدره شــهـوة ســـلطــان , ومـثلتهـا بـاحـتـرافيــة جمـاعـات الارهـاب والاجـرام المسـلـح القـاعدي وجبهــة النصــرة وكـومبـارس مـا يسـمى بـالمعـارصــة الســـوريــة , فـذاكـرتــنـا لا تـزال حـيــه , والـرســالـة الـتي حـملهـاكــولـن بـاول بـطـل مســرحيـة اســلحـة الدمـار الشــامـل العـراقيــة علـى مســرح مجـلس الأمـن الدولــي الـى دمشــق عــام 2003 لا تـحتـاج الـى اسـتقـراء وتحـليــل لمعـرفــة مـا هيــة عـقليــة المخـطط الأمـريكــي ,و مـديـات تــدحـرج كـرة ســيـاسـاتـــه العـدوانيــة ,ســواء كـانت تـلـك  الكـره جمهـوريـة بيضـاء او ديمقـراطيــة ســوداء , حـيـث الأمـر سيــان, فمـا بشـر بــه كـولـن بـاول ســوريـة بـالأمـس القـريـب , يـسيــر علـى خـطــاه ويـردد نـفســه اكـاذيبــه كـيـري , وإنْ اخـتـلفت العـنـاويـن والمبـررات , لكـن الجـوهـر يبقــى واحــد, ولا يخـرج عـن ســيـاقـات لغــة العــدوان ومـنـطق العنجهــة والاســتقـتـال فـي تبـريـر اي فعـل يصـب فـي مصلحـة اســـرائيــل , وينهـي او يحـد علـى الأقــل مـِنْ قـدرات المقـاومــة ويـفـتت عـضـد محــورهـا ,  والـذي لا يمـكن انْ يـتحـقق الـى امـريكـا واسـرائيــل مـِنْ دون اســتهـداف ســوريـة وتـركيـع شــعبهـا وجيشهـا وقيـادتهـا .

العــدوان عـلـى ســوريـة قـائـم , وإنْ كـان قــد اتخــذ اشــكـال مخـتلفــه تنحـدر بيـن التهـديـد والحصـار السـياسي والاقتصـادي وتكـرار الاســتهـدافـات الغـادرة الاســرائيليـة لمـواقـع حســاسـة علميـة وبحثيــة فـي اعـقـاب غـزو العـراق واحـتلالـه , والانتقـال الـى الدعـم المبـاشـر التســليحـي والاســتخبـاراتــي والتدريبـي  والمـادي والســيـاسـي للعصـابـات الارهـابيــة ومـا يسـمـى بــ (  المعـارضــة الســوريـة  ) لاحـقــا , لكنــه اليــوم اصـبـح مكشــوفـا ولا يحـتـاج الـى رفــع الغطـاء عـن قــدوره لمعـرفـة مـدى نضــوج طـبخـتــه , حـيث اتخـذ القـرار الامـريكـي الصهيـونـي فـي دخـول المعـركـة بصـورة مبـاشـرة وامـام مـرأى العـالـم ومـسـامعــه ,   والـتسـاؤولات الـتي يجـب أنْ نــقـف عـنـدهـا اللحـظـة ,  تـتلخـص فـي مـدى فـاعليــة عــدوانهـم هــذا ونجـاحـاتـــه بتحـقيق مـا عجـزوا عـن تحـقيقــة طـوال اكثـر مـِنْ ســـنتيـن ونـصـف مـِنْ عمـر الأزمـة الســوريـة ؟

الـذي يـراهــن علـى احتمـاليــة أنْ تــبـتلـع دمـشـق الضـربـة وتـســتهضمهـا مـِنْ دون رد فـاعـل يـوازي حـجـمهـا بـل واكـبـر منهــا فهــو واهــم واهـــم , لأن قـرار الـرد ليس حـتميـا فقـط بــل مصيــري و تـم اتخــاذة بـتنســيـق تـام مـع حـلفـاء ســـوريـة الـدولييـن وشــركـاؤهــا فـي حـلف المقـاومــة , حـيـث الـرد ســيـكـون ثمنــه بـاهضـا علـى امـريكــا وحـلفـاءهـا فـي المنطقــة , مـِنْ صهـاينـة اســرائيـلييـن الـى عـرب مـتصـهينيين , وكـل مـَنْ تســول لــه نفـسـه أنْ يـلعـب علـى ورقـة العـدوان , ويـفـتـح اراضيـه ويـدفــع امـوالـة ويـجـنـد مـرتـزقـتـه بـالضـد مـِنْ دمـشــق وســتحـرق نـار العـدوان ثـيـابــه قـبـل أن تحـرق ثـيـاب الســـورييـن , وهــذا ليس بـالشـعـارات والديمـاغـوجيـات كمـا قــد يـظـن البعـض ,وإنمـا مـِنْ واقــع قــرار قــد أُقــر , وبـنـوك اهــداف اُنـتـخـبت , وخـرائط معلـومـات شـــُـبكـت.

 al_asadi@aol.com

 

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=48&id=31608