الرئيسية  /  أخبار

منغ .. أسطورة الدفاع ... منغ ..مقاتلون أسطوريون وليس مجرد مطار (قصة حصار دام قربة عام)


دام برس : منغ .. أسطورة الدفاع ... منغ ..مقاتلون أسطوريون وليس مجرد مطار (قصة حصار دام قربة عام)

خاص دام برس - بلال سليطين :

بعد أكثر من /10/ أشهر من الحصار المطبق الخانق نفذت خلالها المجموعات المسلحة المدعومة من "الغرب والخليج وتركيا" أكثر من /43/ هجوما ًعسكرياً برياً وبالأسلحة الثقيلة والصاروخية على مطار منغ العسكري تمكنت هذه المجموعات التي تضم مقاتلين من حوالي /50/ دولةً من الدخول إلى داخل المطار العسكري (غير المستخدم) والسيطرة على أرض المطار بعد أن انسحبت وحدة الحماية التابعة للجيش العربي السوري منه والتي لا يزيد عدد مقاتليها عن /50/ مقاتلاً.

وحدة حماية مطار منغ تعتبر أسطورة حقيقية في الصمود والدفاع، حيث استطاع هؤلاء المقاتلون تستطير أروع الملاحم خلال دفاعهم عن حرم المطار وقتلوا على مشارفه آلاف المهاجمين من جنسيات مختلفة، ورغم سوء الواقع واشتداد الحصار على المطار خلال الفترة الطويلة الماضية رفض المقاتلون بداخله تسليمه بأي ثمن، وقدموا التضحيات الجسام دفاعاً عنه ودفنوا عشرات جثامين الشهداء داخل حرمه من بينهم قائد المطار العميد الشهيد "علي محمود" الذي ارتقى شهيداً قبل حوالي ثلاثة أشهر من الآن.

المطار الذي صمد قرابة عام كان يحصل على الإمدادات بالذخيرة والطعام من الطائرات السورية التي كانت ترمي للمقاتلين حاجاتهم من الجو لعدم قدرتها على الهبوط في حرم المطار، وتقول الروايات ومقاطع الفيديو ان المقاتلون فضلوا أكل العشب أحيانا من شدة الجوع على خيانة الوطن وتسليم المطار، لكن هذه الإمدادات لم تكن لتكفي في ظل وجود عدة إصابات بين المقاتلين داخل المطار والذين وصل بعضهم لمرحلة انتشر فيها الدود على جرحه في ظل منع مجموعات تنظيم القاعدة دخول أي طبيب إلى المطار أو تمرير مواد طبية علاجية للجرحى، مما اضطر المقاتلين في المطار لاستخدام هواتفهم النقالة للاتصال بطبيب في مستشفى الشهيد زاهي أزرق باللاذقية كان يعطيهم التعليمات وماذا عليهم أن يفعلوا وكيف يتعاملون مع الجرحى وكثيراً ما نجحت تعليماته وإرشاداته في إنقاذ بعض المصابين من الموت.

المطار خلال المرحلة الماضية كان مقسوماً لقسمين قسم يسيطر عليه وحدات الحماية التابعة للجيش السوري (عبارة عن مبنى القيادة ومساكن الضباط وعدد من المباني الأخرى وأربعة قطاعات دفاع وحماية) وقسم آخر يسيطر عليه تنظيم دولة الإسلام التابع لتنظيم القاعدة عبارة عن (مهبط وخنادق وحفر عند سور المطار).

مطار منغ الأسطوري وبعد أكثر من /44/ هجوماً تم شنهم عليه تمكنت دولة الإسلام في الشام والعراق (تابعة لتنظيم القاعدة) من الدخول إلى المنطقة التي يتحصن فيها وحدات الحماية بعد معركةٍ طاحنة استخدم فيها انتحاري فجر نفسه بسيارة مفخخة داخل المطار، وتقول المعلومات أن السيارة كانت محملة بأكثر من /6/ أطنان من مادة /tnt/، وقد أدى تفجير السيارة إلى استشهاد عدد من المدافعين عن المطار، الأمر الذي استدعى التفكير بالانسحاب الآمن وإخلاء المطار لعدم إمكانية الصمود فيه أكثر من ذلك، وعلى هذا الأساس تم تنسيق عملية الانسحاب، وبحسب مصدر في قيادة القوى الجوية فإن القيادة درست بالتنسيق مع المقاتلين خطة إخلاء بأقل الخسائر واتجاه نحو جهة آمنة، وعلى هذا الأساس حلقت الطائرات في سماء المطار وشنت غارات جوية وقامت بعملية مرافقة وتامين للطريق للمقاتلين الذين انسحبوا بواسطة الدبابات، وتقول مصادر عسكرية أن غالبيتهم وصلوا إلى مكان آمن.

عناصر حماية مطار منغ كان عددهم في اليوم الذي استشهد فيه قائد المطار /4/5/2013/ حوالي /70/ مقاتلاً بين ضابط وصف ضابط وأفراد، ورغم خسارة القائد لم تتزعزع بنيتهم التنظيمية وحافظوا على صمودهم مع تولي ضابط جديد هو الضابط الأقدم رتبة في المطار مهمة قيادته خلال الأشهر الثلاثة الماضية.

الأنباء الواردة من المطار كانت تشير إلى أن هذا العدد تراجع مع ارتقاء عدد من الشهداء خلال المرحلة الماضية وأصبح أقل من /50/ مقاتلا بعضهم مصابون.

خلال انسحاب المقاتلين من المطار باتجاه الموقع الآمن تم استهدافهم من قبل ميليشيا تنظيم دولة الإسلام في الشام والعراق واستطاعوا إصابة دبابة من أصل الدبابات الأربعة التي أعلنوا أنها خرجت من داخل المطار، وقاموا بنشر مقطع فيديو على موقع اليوتيوب للمقاتلين الذين كانوا داخل الدبابة وهم بحسب ما أعلنوا عن أسمائهم (النقيب البطل "شادي سليمان" من مصياف "حماه"،  المساعد اول البطل "محمد جمعة عيد" من راس الحصن "حمص"،  الرقيب البطل "ادهم مضب" من حارم "إدلب"، الرقيب البطل "احمد بكور" من مدينة "إدلب"، الرقيب البطل "فراس تريش" من القنيطرة).

حديث تنظيم دولة الإسلام عن أن عدد الدبابات التي خرجت من المطار عددها أربعة فقط يضعنا أمام تساؤل مهم كم عدد المقاتلين الذين بإمكان هذه الدبابات أن تقلهم؟، إذا فرضنا في أحسن الأحوال أن كل دبابة تتسع لعشرة مقاتلين داخلها وخارجها فان عدد المقاتلين الذين انسحبوا لا يتجاوز أربعين مقاتلاً أسطورياً استطاعوا صد أعتى هجوم يمكن ان يشن على مطار وأجبروا المهاجمين على الانسحاب مرتين في يوم واحد قبل أن يتمكنوا من دخول المطار في نهاية الأمر.

أسطورة منغ لا ولن تسقط ابداً فانسحاب المقاتلين من المطار لا يعني سقوط الأسطورة، فالأسطورة هي أولئك المقاتلين الذين فعلوا ما لا يمكن فعله وكتبوا بدمائهم على صفحات التاريخ أروع قصة صمود لمطار عسكري أمام مهاجميه في تاريخ المعارك العسكرية، فصمود منغ لم تشهده الحرب العالمية الأولى ولا الثانية وقد لا تشهده كل الحروب اللاحقة.

أسطورة منغ بمقاتليها وليس بالمطار الذي انتفت عنه صفة المطار منذ لحظة حصاره قبل أكثر من عشرة أشهر.

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=12&id=30588