دام – برس – عاطف عفيف :
إن فرحة النجاح لا يعادلها فرحة وكما قال المطرب الراحل عبد الحليم حافظ في أحد أغانيه " ما لقيت فرحان بالدنيا ذي الفرحان بنجاحو"، وبالطبع تصبح هذه الفرحة مضاعفة عندما يتوج هذا النجاح بالتفوق، لكن فرحة الطالب فارس أمين أحمد من أبناء اللاذقية بنجاحه كانت ممزوجة بالحزن والإحباط رغم أنه حصل على علامة 277 علامة في شهادة الثالث الثانوي للفرع العلمي.
فلقد كان وقع النتيجة على فارس بمثابة الصاعقة خاصة بعد أن حصل على علامة 27 علامة بمادة اللغة العربية من أصل 40 أي بخسارة 13 علامة ، لا سيما في المادة التي يحبها ويعشقها ، وفي الوقت الذي حصل ببقية المواد العلامة التامة دون نقص أي علامة .
وفي شكوى لدام برس قال فارس بأنه ومن خلال مراجعته لما كتب فهو متأكد أنه لا ينقصه سوى نصف علامة  أو علامة على الأكثر، مشيراً أنه من محبي وعشاق اللغة العربية فلقد كان رائداً باللغة العربية لمدة سنتين بالصف الخامس والسادس بمجال الفصاحة والخطابة ويكتب الشعر منذ كان صغيراً وحائز على جائزتين في مسابقة آذار لأدبيات الشباب باللاذقية في عام 2008 -2010 ، وشارك بعدة أمسيات شعرية وهو مازال طفلاً.
لذلك يرى من الصعب التصديق بأن ينقصه هذا الكم الكبير من العلامات وفي مادة واحدة خاصة وأنه حصل في بقية المواد العلامة التامة.
والجدير بالذكر أن فارس حصل على 308 من أصل 310 في الشهادة الإعدادية فالتميز كان يرافقه في جميع مراحل حياته، دخل مدرسة المتميزين في حمص عام2010 -2011 ولم يكن الفارق بينه وبين عدي ناصر الأول في سبر المعلومات للمتميزين في الفترة ذاتها سوى 0.12،درس العاشر في مدرسة المتميزين لكن في الصف الحادي عاشر اضطرت المدرسة  لإرسال الطلاب - ومن بينهم فارس- إلى محافظاتهم بعد تأزم الوضع في محافظة حمص بسبب الأزمة والعمليات الإرهابية التي قام بها المسلحون والمجرمون، وبقي فارس فترة طويلة وهو جالس في منزل اهله الكائن في المشروع العاشر باللاذقية ويتحسر كيف أقارنه يداومون ويذهبون يومياً إلى المدرسة ، واستمر هذا الوضع عدة أشهر على أمل العودة والالتحاق بالمدرسة و كلما سأل الأهل الجهات المسؤولة كان الجواب يظل معلقاً حتى إشعار آخر، واستمر هذا الوضع حتى شهر نيسان حيث قرر الأهل نقل ابنهم من مدرسة المتميزين بحمص إلى مدرسة المتفوقين باللاذقية وبعد إجراءات مضنية ومعقدة لن ندخل في تفاصيلها وافقت وزارة التربية وجرى نقل فارس إلى اللاذقية بعد أن فاته القسم الأكبر من العام الدراسي ولكن بقدراته العالية ومسابرته استطاع فارس أن يتابع الدراسة ويتجاوز كل المشكلات وبشكل طبيعي وأن ينجح إلى الباكالوريا وبتفوق أيضاً.
تقول والدته وهي دكتوره في كلية الهندسة المدينة بجامعة تشرين :  تفاجئ المعلمون والإدارة في المدرسة التي يدرس فيها فارس بنتيجته في مادة العربي لأنهم يعرفون إمكانياته ومستواه المتفوق والمتميز بهذا المجال.
وتضيف كان الاجتهاد والمثابرة والتميز يرافق فارس من الحضانة وفي كل مراحل دراسته .
ونوهت ان هناك ضغوطات شديدة وعمل شاق يتعرض له العاملون في الامتحانات نتيجة زحمة العمل وقد يكون حصل بعض الالتباس في عملية نقل العلامات في عملية التصحيح.
وأضافت قدمنا اعتراض في 9/7/2013 نأمل من الجهات المعنية التعامل بجدية واهتمام مع الاعتراضات وأن تأخذ حقها بالتدقيق.
وأبدت والدته خلال حديثها مع دام برس أكثر من مرة قلقها من أن يتم التعامل مع هذه الاعتراضات بطريقة روتينية وشكلية، فأي كانت النتيجة ستترك أثرها على مستقبل فارس إما سلباً أم ايجاباً.