دام برس: اذا كان الألم يخيم كغيمة سوداء على سورية فإن الحالة الوجدانية وحدها على سموها , ليست كافية لتعويض فقدان الأحبة أو عودة الأمن والأمان إلى البلاد أو تأمين الخبز والماء والوقود والدواء على امتداد ساحة الوطن , فمن رحم الألم يجب أن يولد الامل.. ومن عمق المعاناة تجترح أهم الحلول فالغيمة السوداء في السماء تحجب نور الشمس.. لكنها تحمل في طياتها مطراً وطهراً وأملاً بالخير والعطاء حينما تمطر. هي ليست مجرد كلمات قالها السيد الرئيس بشار الأسد إنما هي خطة ومنهج عمل نابعة من قلب مواطن سوري ومن عقل قائد حكيم. مرسوم العفو الذي أصدرة الرئيس الأسد اليوم هو رسالة إلى كل مواطن سوري , رسالة تقول عودوا إلى حضن الوطن , لأن سورية هي وطن الجميع ومن الواجب علينا حمايتها وإعادة الاستقرار لها , لقد آمن السيد الرئيس بشار الأسد بأن سورية هي وطن للجميع وبأن الأبواب ستبقى مفتوحة لكل من يود العودة إلى وطنه، إن الشعب السوري يعلم بأن كل من أخطئ وتاب فهو أخ له ولكن على شرط أن لا يساهم في سفك الدم الحرام، قد يختلف السوريون بالرأي ولكل شيخ طريقة كما يقال لكن الأهم هو أن لا يفسد هذا الخلاف للود قضية وبأن يبقى الحوار هو العنوان الذي يجتمع السوريون عليه. ومن هنا لابد للسوريين في هذه المرحلة أن يأخذوا دورهم كاملاً في تعزيز الوحدة الوطنية، لذلك لابد أن نتعامل مع أي موضوع بصدق على مبدأ إذا أردت إصلاح المجتمع فعليك البدء بنفسك، وهذا حوار طويل لكن الأهم رؤية الأشياء الإيجابية وعدم الذهاب وراء الجهل , وإذا أمكن الأشياء التي نريد إصلاحها بشفافية بعيداً عن النقاشات العقيمة التي تُختلق بين الأشخاص. علينا اليوم كسوريين أن نترك كل الخلافات وأن نبدأ ببناء الوطن من جديد لأن سورية هي نتاج تاريخ أولاً ومعبر وممر للأنبياء ومقر للأولياء الصالحين، هي الإسلام والتسامح والمحبة،إسلام الحياة لأن القيمة ليست أن نتعايش مع الآخر , وإنما القيمة أن نحيا مع الآخر، قيمة الحياة إذاً هي القيمة، والتعايش ليس قيمة إنه شيء طارئ، وأن تحيا فهذا يعني أنك إنسان تقدر لنفسك وللآخرين مالك ولهم وعليك وعليهم. |
||||||||
|