الرئيسية  /  كتاب وآراء

الأردن في خطر .. بقلم : فوزي بن يونس بن حديد


دام برس:

بعد دراسة التقارير التي تنشر بين الحين والآخر، تراءت للحدث عين قناة الجزيرة المخربة، فهي كما يبدو تدشن حالة من الهيجان الشعبي، وتهيج الشعوب على حكامها دولة دولة، فبعد المشاهد الساخنة في الدول التي أطاحت بالحكم فيها، تبث حلقات يومية من بلد الحدث وتنشر جواسيسها في كل مكان لينقلوا لها ما يجري في تلك البلدان بالصوت والصورة، وجندت لذلك الرجال والنساء على حد سواء وتمنحهم الحصانة الإعلامية والورقات البنكية ما يكفيهم لتحمل المسؤولية حتى إذا نقل الحدث على غير وجهه وتناقلته الوسائل الأخرى كوفئ على عمله برحلة استجمام في أي بلد يختاره.

ولكن من واقع الحال فإن الجزيرة لم تعد قناة إخبارية محايدة كما نشأت بل أصبحت تمتهن الجوسسة في أوقح معانيها، تنثر أعوانها في أماكم حساسة وتبث سمومها للعالم وتنقل صورة مغايرة للحقيقة حتى يصدقها المشاهد الذي يبدو أن ملّ أخبارها واكتشف أسرارها وعدها قناة مبتذلة تبحث عن قشّة لتحدث بها زوبعة، وهذا واضح جلي فقد تناقصت أعداد المتابعين لها على مستوى العالم تراجعا كبيرا لأنها تمارس لعبة مكشوفة ظنت أنها تدير خيوطها بإتقان فإذا بعنكبوت ذكي يصر على اختراقها يفضحها على الملأ لترينا سوأتها الموبوءة.

حديثي هذا لم يكن من فراغ، فما تفعله الجزيرة من حوارات ونقاشات عن الحراك الشعبي في الأردن لهو نذير شؤم على هذا البلد، فهي تعد العدة من خلال شبكة مراسليها وجواسيسها المصورين والتقنيين لاتخاذ ما يجب اتخاذه من أجل إحداث بلبلة في الأردن، ولا أشكّ لحظة واحدة أنها تبحث عن المكان المناسب لتنطلق منه ما يسمونه ثورة فتحفز الناس على الخروج والظهور أمام القناة وتعدهم بأنه لا يصيبهم شيء مادامت كاميرا تصوير قناة الجزيرة وراءهم، فمن يعتقلكم سنفضحهم على الملأ وسنقول انتهاكات لحقوق الإنسان واعتداء على حرية التعبير، فالمتظاهرون ينادون بالحرية والكرامة  والدولة تقمعهم، سيروا ولا تخافوا انتفضوا وما عليكم بالباقي فنحن نكفل لكم كل ما تحتاجون إليه، المال موجود والقناة ومن فيها تحت إمرتكم، فالمهم هو الانتفاضة على الحكم.

هذا الخطر قد لا يشعر به الأردن الآن، لأن الحرب في سوريا على أشدها وما إن تخمد الحرب هناك حتى يستعد طاقم الجزيرة بمن فيه لإيقاد عود ثقاب في مدينة هي بعيدة عن العاصمة ولم تكن الدولة تعيرها اهتماما كبيرا، يبدأ الحدث من هناك، ثم تتسع رويدا رويدا لينتقل المقاتلون في سوريا إلى الأردن ويعلنون ما يسمى بالجهاد ضد الاستبداد، ويتحول المشهد من سوريا إلى الأردن وتنصب الأنظار إلى المملكة الأردنية ويصبح من كان يأوي اللاجئين يبحث عن مأوى للاجئين الأردنيين فينعكس المشهد وينسى أمر سوريا برمته وكيف تعيش كما نسيت الجزيرة أمر تونس ومصر وليبيا واليمن وغيرها، هي تنبش عن الجديد وتبحث عن الصديد، ولا تريد إلا ما تريد، نتريد تحقيق نبوءة كونداليزا رايس في المنطقة ليخلوا المشهد من أي تعكير، ولتبقى هذه الدول تعاني من شبكات الإرهاب المنتشرة فيها، وتجعلها لا تعادي أمريكا ولا أوروبا ولا تهددها بأي حال من الأحوال لأنها غارقة في وحل داخلي يصعب الخروج منه بسلام.

إن المشهد جلل، والحذر مطلوب من الدول، لأن المخطط سائر كما رسم له، فهل سيتغير المشهد رأسا على عقب؟ أم أنه يسير وفق ما خطط له؟ ذلك ما يمكن أن نعرفه في قادم الأيام وحينما تكشر قناة الجزيرة على أنيابها وتبحث في مواقع الخلل، لتظهر صورة أخرى من الابتذال والزلل.

فوزي بن يونس بن حديد

abuadam-ajim4135@hotmail.com
 

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=48&id=26940