الرئيسية  /  ثقافة وفنون

سلاف فواخرجي في أقوى تصريح لها .. الرئيس بشار الأسد لن يسقط ولا أقبل أن يُنادي رئيسي باسمه ..لا يمكن لأي نظام يبقى صامداً على مدى عامين إن لم يكن الشعب هو من يريد رئيسه ويدعمه


دام برس : سلاف فواخرجي في أقوى تصريح لها .. الرئيس بشار الأسد لن يسقط  ولا أقبل أن يُنادي رئيسي باسمه ..لا يمكن لأي نظام يبقى صامداً على مدى عامين إن لم يكن الشعب هو من يريد رئيسه ويدعمه

دام برس:
أجرت النجمة السورية سلاف فواخرجي حواراً مطولاً مع صحيفة "الوطن" المصرية، فتتحدث عن مواقفها وآرائها في الشأن السوري. هل تأثرتِ بحملات الهجوم ضدك بسبب موقفك المؤيد لنظام بشار الأسد؟
أولاً أنا لا أقبل أن يُنادي رئيسي باسمه فهو رئيس دولة سوريا مهما اختلفت الآراء، والنظام ليس نظام السيد الرئيس بل نظام الحكومة السورية، حتى وإن وُجد فيه بعض الفاسدين، وهذا واقع نعترف به جميعاً، والجيش العربي السوري هو جيش بلدي وليس قوات الأسد كما يقول ويكتب البعض، وهو رمز الشرف لأي بلد وهو حامى البلد والعرض، ورئيسي إنسان شريف وهو من يحبه ويحترمه ويدعمه معظم الشعب، ومساندتي لا تخصني وحدي بل تخص غالبية السوريين، فإن كنا نسانده فنحن نساند سوريا برموزها، رئيسها وجيشها وعلمها ونشيدها الوطني وكل مواطن شريف.

أما عن تأثري بحملات الهجوم فذلك لا يهم، فالمهم أن بلدي تأثر، ومن أنا أمام بلدي أو أمام أمهات الشهداء؟ أنا مواطنة سورية قبل كل شيء وأفدى بلدي بروحي.

ما ردك على ما تردد بأن القطاع العام في سوريا ينتج أعمالا لك لمساندتك للنظام؟
ينبغي ألا أرد على أقاويل كهذه، لأنني قبل أي أزمة أو بعدها نجمة عربية، وأعمل في القطاعين العام والخاص، وهم مهتمون بالعمل معي في جميع الظروف، وما لا يعرفه البعض أنه بالنسبة للدولة ليس هناك فرق بين موالٍ أو معارض، إن صح استخدام هذه التسميات. ولكن ما حدث مؤخراً هو هجرة العديد من الممثلين والممثلات بعيداً عن سوريا وهذا خيارهم طبعا، وبالمقابل هناك من أراد البقاء في سوريا وهذا أيضاً خياره، مع التنويه بأن هناك عدداً من الفنانين قد يكونون معارضين آثروا البقاء في بلدهم، والكل يعمل بلا استثناء، فالجميع سوريون قبل أن يكونوا أي شيء آخر.

ماذا تتوقعين في الأيام المقبلة؟
أنا متفائلة بطبعي ومتأكدة بأنه مهما طال الوقت، ومهما زاد الظلم، لا بد أن يظهر الحق، ومؤمنة بانتصار سوريا.

وإذا حدث وسقط النظام هل تغادرين سوريا أم تظلين بها؟
لن يسقط نظام بلدي، بل سيتغير وسينصلح، ولن يسقط السيد الرئيس بشار الأسد بإذن الله، لأنه صمام الأمان لسوريا، ولأن الشعب يريده، ولا يمكن لأي نظام مهما كان مستبداً أن يبقى صامداً على مدى عامين، إن لم يكن الشعب هو من يريد رئيسه ويدعمه، ولكن للأسف ليس هذا ما تسوقه وسائل الإعلام العربية، بما فيها المصرية، التي أحزن عندما أشاهد بعضها، فهم مغيبون عن الواقع الحقيقي والمعاش في سوريا، أو على الأقل لا يقدمون إلا وجهة النظر الواحدة التي تبنوها، ولم يروا الجانب الآخر إن لم أقل الغالبية العظمى المدركة أن ما حصل ليس ثورة بهدف الحرية والديمقراطية، وأن شخص السيد الرئيس ليس هو الهدف، وبتنحيه يزهر الربيع، لا أبدا، الهدف الذي لم يعد خافياً على أحد هو تدمير سوريا بكل مكوناتها، تاريخيا وإنسانيا واقتصاديا وفكريا، والنظام ليس أشخاصا وأسماء، النظام ضد الفوضى، وليس منا من يريد الفوضى أو دمار البلد.

يحاول البعض تصوير متغيرات الساحة السياسية العربية على أنها مؤامرة فما رأيك؟
لا شك أنها مؤامرة واضحة ومكشوفة وسيناريو غربي معد سلفاً. وهنا دعني أسأل: أين ليبيا اليوم وتونس واليمن ومصر وسوريا؟ أين الأمن والأمان؟ لماذا باسم الديمقراطية والحرية تدمر البلاد وتفرق الشعوب ويموت الآلاف ويغتال العلماء وتسرق الآثار؟ هل من يطالب لنا بالديمقراطية يمتلكها أو حتى يعرفها؟ لماذا تستهدف الجيوش العربية، كجيوش سوريا والعراق ومصر؟ ومن هو المستفيد؟ هل كانت كل هذه الشعوب وأولئك الحكام كفرة وملحدين وجاء الربيع الإسلامي صدفة ودفعة واحدة؟ هل أمريكا وإسرائيل تدعمان وتحبان الإسلام؟ لماذا لم تصدر الفتاوى الدينية بالجهاد لأجل فلسطين ضد الاستعمار الصهيوني؟ ولماذا لم تقم الثورات وتتحرك النخوة العربية عندما تم اقتحام وتدنيس المسجد الأقصى؟ لماذا جمدت عضوية سوريا فى الجامعة العربية وهى من المؤسسين لها؟ ولماذا هدمت السفارة السورية في مصر ولم يحرك أحد ساكنا؟ ولماذا تعرض زملائي الفنانون للضرب وهم يقفون أمام مبنى الجامعة يطالبون برفع الظلم عن سوريا من إخوانهم العرب؟

لماذا تتعرض فنانة بقيمة رغدة للاعتداء في دار الأوبرا فقط لأنها ألقت قصيدة؟ ولماذا يساء إلى فنانة كبيرة كإلهام شاهين بعد كل ما قدمته وتقدمه إلى الفن؟ ولماذا أتعرض أنا وعائلتي إلى الخطف والترهيب أكثر من مرة ولا أود الدخول في تفاصيل مؤلمة؟ أيجوز أن يمنع دعاة الديمقراطية بث القنوات الإعلامية السورية بقرار سياسي؟ أليس خرقاً واضحاً لقانون الإعلام وحرية الرأي وحرية الإنسان؟ أليس حقنا أن تكون لنا محطاتنا وقنواتنا وآراؤنا وأن يسمعنا العالم وإن كنا على خطأ؟ أليس الأجدى بهم وبأخلاقهم منع القنوات الجنسية التي تدمر مجتمعنا وأولادنا؟ لماذا قطع رأس تمثال طه حسين في مصر؟ ولماذا قطع رأس تمثال الفيلسوف والشاعر أبوالعلاء المعرى في سوريا؟ ولماذا سرقت مكتبة حلب أضخم مكتبة إسلامية في الشرق الأوسط، وفى لحظة تظهر هذه المخطوطات والكتب النادرة في تركيا؟ ولماذا كان الهدف الأول عند دخول القوات الأمريكية للعراق هو المتاحف؟ أين الآن نفط ليبيا والذي كان بيد المواطنين الليبيين وأصبح الآن بيد الغرب والناتو في الوقت الذي اهتم فيه ثوار ليبيا بتعدد الزوجات؟ وتونس الحضارة ماذا حل بها والتي كان أول قرارات حريتها الجديدة جواز «معاشرة الجواري»؟ فهل أصبح هدف المسلم هو الجارية في الدنيا والحورية في الآخرة؟ والمرأة التي كرمها الله ما مصيرها في ربيعهم الجاهلي بل الحجري؟ لماذا العقوبات الاقتصادية على الشعب السوري؟ وهل يجوز تجويعه باسم مساعدته ونيل حريته؟ ولماذا من يسمون ثواراً في سوريا هم مجاهدون من الأردن وتونس وليبيا والسعودية وتركيا وأفغانستان وبريطانيا وفرنسا والدنمارك والشيشان والسوريون قلة قليلة؟

لماذا يُنحر ويُذبح السوري سواء أكان المواطن أو العسكري من قبل الجماعات التكفيرية، وهم يقولون: «الله أكبر» ورحمة الله وعدله وعفوه منهم براء؟ لماذا من يسمون أنفسهم مجاهدين يقومون بتفجير بيت من بيوت الله وقتل شهيد سوريا وشهيد الإسلام المعتدل العلامة الكبير الشيخ سعيد رمضان البوطي الذي أبكى باستشهاده وباستشهاد طلابه في المسجد ملايين السوريين والعرب؟ لماذا تهدم وتفجر الكنائس في مصر وسوريا وليبيا؟ ولماذا يهجر المسيحيون من البلاد وهم السكان الأصليون لها؟ وأم كلثوم أكانت كافرة وفاسقة حتى تنتقب، أم كانت وستبقى رمزاً مصرياً وعربياً وقطباً وحد العالم بأسره بعظمتها وفنها وسحرها؟ صفحاتكم قد لا تتسع لأسئلتي.

هذا عن سوريا فماذا عن مصر؟ كيف رأيت مصير الرئيس السابق مبارك؟
أتمنى لمصر أن تهدأ وتسلم وأن تعود لياليها وأيامها وهناء أهلها، فحرام حرام حرام على مصر بلد التاريخ والفن والحضارة، أن يحدث فيها ما حدث، أما عن رأيي في الرئيس السابق مبارك فليس لي الحق في التدخل في شأن داخلي يخص البلاد، فشعب مصر أدرى برئيسه وقادته إلا أنني كعربية يحق لي التدخل في أمر يخص عروبتي هو أنني أرفض من يتعامل مع الكيان الصهيوني، أما عن الحكم على الرئيس السابق مبارك فأراه حكما لا يشبه المصريين، خصوصا أنه في سن كبيرة وكنت أتمنى العمل بمبدأ «ارحموا عزيز قوم ذل»، كما أن الرحمة والتسامح هما ما تعلمناه من نبي الرحمة محمد ونبينا عيسى عليهما السلام؟

يهدد المتأسلمون في تونس ومصر حرية الإبداع ويطاردون المبدعين بدعاوى قضائية.. ألا يتملكك القلق على مستقبل الفن؟
قبل الفن والإبداع اللذين هما مرآة الواقع يتملكني القلق على مستقبل أمتنا العربية التي أرادوا لها أن تفقد صفتها كأمة وكعربية، ويبدو بوضوح أنه «سايكس بيكو» جديد وتقسيم جديد وخرائط جغرافية وديموغرافية جديدة، ولا أخشى من قول رأيي الذي توافقني عليه الأغلبية وهو أننا نسعى دائما لدول مدنية تحترم الأديان والعقائد والفكر والإبداع والخلق، وليس لصالحنا أن نتحول لدول دينية تعتمد الدين قومية لإنشاء دولتها لإعطاء التبريرات لدولة الكيان الصهيوني ووجودها وطمس حضارتنا وإرجاعنا آلاف السنين إلى الوراء.

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=31&id=26887