دام برس: لا عودة لأيام الحرب الباردة ,هذا هو عنوان المرحلة القادمة في السياسة العالمية الجديدة , وبعيداعن مشاريع الخريف العربي في الأمة العربية تتجه الانظار إلى شبه الجزيرة الكورية , حيث لم يكن يوم 31 آذار يوما عاديا في خارطة السياسة العالمية يومها صرح الزعيم الكوري الشاب كيم جونغ أون في خطابه أمام الجلسة المكتملة للجنة المركزية لحزب العمل الكوري في بيونغ يانغ بأن السلاح النووي الذي تمتلكه بلاده هو وسيلة لردع معتدين محتملين وأساس لرخاء البلاد. ما يجري اليوم في كوريا من توتر ازدادت حدته بعد فرض المزيد من العقوبات الظالمة على بيونغ يانغ، ردا على التجربة النووية الأخيرة والمشروع النووي بشكل عام، وتزامنت العقوبات مع المناورات المشتركة بين واشنطن وسيئول. وفي شبه الجزيرة الكورية التي لم تعرف الهدوء منذ عام 1953، يلاحظ الآن تكثيف للسياسة العدوانية الغربية، كما يلاحظ في منطقة المحيط الهادئ عموما، التي ينتقل الصراع الدولي إليها تدريجيا، بعد اطمئنان غربي على مصير الشرق الاوسط، وتحديدا على أمن اسرائيل واستمرار ضخ النفط. بيونغ يانغ أعلنت انتهاء زمن اللاحرب واللاسلم، ولا تريد تحمّل عقوبات وحصار خانق لاحقا، علاوة على التهديدات المستمرة والنفاق الذي يعتبر المناورات الأمريكية في جنوب كوريا ونشر القاذفات الاستراتيجية إجراء دفاعيا ضد الاستفزازات المحتملة من بيونغ يانغ.
اليوم وصل التوتر إلى أعلى مستوياته في شبه الجزيرة الكورية، لكن العقوبات المفروضة على كوريا الديمقراطية ليس لها أي جدوى، وهنا تعد الولايات المتحدة وحلفاءها لشنّ الحرب، أما بيونغ يانغ ورغم التهديدات، فمن غير الوارد أن تضرب واشنطن بقنبلة نووية أو تحاول احتلال سيئول لكن القيام بعملية عسكرية محدودة، أو قصف موقع ما أمر ممكن، كما حصل حين قصفت المدفعية جزيرة جنوبية في عام "نبلغ البيت الأبيض والبنتاغون رسميا أن سياسة العداء المتصاعد دوما لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، التي تتبعها الولايات المتحدة، وتهديدها النووي المتهور سيُسحقان بالإرادة القوية لكل أفراد القوات المسلحة والشعب المتحدين وما تملكه جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية من وسائل متطورة أصغر حجما وأخف وزنا لتوجيه ضربة نووية متنوعة، وان العملية، التي لا رحمة فيها والتي أعدتها قواتها المسلحة الثورية في هذا الصدد، تمت دراستها والتصديق عليها نهائيا". هذه هي رسالة كل المناضلين والمقاومين من الشرفاء إلى كل من يحمل راية الاستبداد واستعباد الشعوب.
|
||||||||
|