Warning: session_start(): open(/var/cpanel/php/sessions/ea-php56/sess_ohbmi85f8ustvou1d50tnihku2, O_RDWR) failed: No space left on device (28) in /home/dampress/public_html/include.php on line 2

Warning: session_start(): Cannot send session cache limiter - headers already sent (output started at /home/dampress/public_html/include.php:2) in /home/dampress/public_html/include.php on line 2

Warning: Cannot modify header information - headers already sent by (output started at /home/dampress/public_html/include.php:2) in /home/dampress/public_html/include.php on line 93
مؤسسة دام برس الإعلامية

الرئيسية  /  رأي دام برس بقلم مي حميدوش

بين التكبير والتكفير تكتب رسالة التدمير .. الجزء الثاني .. بقلم : مي حميدوش


دام برس:

بعد أحداث ايلول تحولت الدعوة الجهادية التكفيرية إلى مرحلة جديدة تم عبرها استدراج الولايات المتحدة الأمريكية من أجل احتلال أفغانستان والسيطرة على تلك المنطقة الحيوية في العالم وبذلك تم إيجاد ذريعة يتم استخدامها في أي مكان في العالم يراد احتلاله.

يتمثل الخطر الحقيقي الحالي الذي يحيق بالإسلام والمسلمين في الفكر التكفيري الوهابي المتطرف الذي يستحل دماء الابرياء من مسلمين وغيرهم لأجل تنفيذ غايات
وأهداف خاصة، ويكمن السر في سمة العنف والإرهاب التي اكتسبها الدين الاسلامي الحنيف في توجيهات دينية متشددة من قبل شيوخ ادعوا التدين اغلبهم من دويلات الخليج ، ينشرون افكار وهابية هدامة تدعو لقتل كل من يخالفهم بالرأي والاجتهاد وتاريخ هؤولاء حافل بفتاوى الإجرام.

إن خطر الفكر التكفيري الوهابي لا يقتصر على استهداف العتبات والأماكن المقدسة انما يتعدى ذلك الى البشرية جمعاء بغض النظر عن الدين او المذهب او
الاتجاه الفكري، فمثل خطرها كمثل الخطر العالمي الذي كانت تمثله النازية والفاشية في منتصف القرن الماضي.

يرى بعض الدارسين للفكر لإسلامي ان الوهابية مجرد حزب سياسي لبس عباءة الدين، فالوهابية ليست مذهب من مذاهب المسلمين، كما انها ليست حركة اصلاحية، كما يحاول بعض الكتاب والباحثين تصويرها، بل هي حركة تدميرية هدامة، تعتمد الالغاء والإقصاء والتكفير وعدم الاعتراف بالآخر ما لم يلتزم بكل ما تذهب اليه، انها حركة تدميرية تلجا الى كل الوسائل غير الشريفة للوصول الى اهدافها ونيل مآربها، وعلى راس هذه الوسائل، القتل وانتهاك الاعراض واستباحة الحرمات
والاستيلاء على مال العدو الوهمي.

فالوهابية ليست سوى فكر شمولي خطير يعتمد التطرف والعنف والكراهية وإلغاء الاخر والحقد والتكفير لتصفية الخصم، فهي خطر على الاسلام المعتدل وعلى
المسيحية أيضاً ويخطئ من يظن انها في خدمة هذا المذهب او ذاك الاخر من المذاهب الإسلامية انها في نهاية المطاف فكر هدام يسعى لتدمير الاسلام من
خلال تصويره وكأنه دين القتل والتدمير والعنف والذبح، او كأنه دين لا يعترف بأحد ما لم يسلم امره اليهم جملة وتفصيلا وبلا نقاش او حوار، او انه دين متخلف لا يعترف بالآخر ولا يعتمد الحوار والمنطق والدليل العقلي، ولا يعترف بالأديان السماوية الأخرى او انه دين لا يعتقد بالتعايش بين بني البشر او انه دين لا يعترف بالتعدد والتنوع الذي خلقه الله تعالى من اجل خير وصلاح البشرية، من خلال التعارف والتواصل وتاليا التكامل.

إن الفكر الوهابي أصبح عقيدة لتنظيم القاعدة و اتباعه في العالم حيث انتشرت فتاوى القتل والتكفير في كافة أنحاء العالم وبالتالي تم تأدية الخدمة المطلوبة من هذه التنظيمات الإرهابية لصالح الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية.

يعتبر تنظيم القاعدة الأداة التنفيذية الحقيقية لمنظري الفكر الوهابي وعلى الرغم من معاداة الولايات المتحدة الأمريكية لتنظيم القاعدة ووضعه على لوائح
الإرهاب إلا أن الواقع يروي قصة تحالف بين القاعدة وواشنطن تكشفت مع مرور الزمن.

ظهر اسم القاعدة عنوانا للتنظيم الذي يتزعمه بن لادن، فقد طلب عزام من أسامة تنظيم سجل للمجاهدين العرب يتضمن مسار حركتهم قدوما وذهابا والتحاقا
بالجبهات، وعلل عزام طلبه هذا بازدياد عدد الوافدين للجهاد وما تبعها من زيادة في عدد حالات الإصابة والقتل، وما يمثله نقص هذه المعلومات من حرج لمكتب الخدمات الذي كان يدير حركة المجاهدين في أفغانستان. وعندما أصبحت هذهالسجلات إدارة مستقلة، كان لا بد من إطلاق اسم عليها لتعريفها ضمن إدارات
مكتب الخدمات، وهنا أطلق عليها عزام اسم سجل القاعدة، على أساس أن القاعدة تتضمن كل التركيبة المؤلفة من الأنصار ومعسكرات التدريب والجبهات .

بعد الانسحاب السوفيتي واغتيال عزام، عاد أسامة بن لادن إلي مسقط رأسه في السعودية ، وابتعد عن العمل السياسي المباشر، لكن الأحداث المتعاقبة المفاجئة
دفعت به سريعا إلي الساحة السياسية وسرعان ما استدعي بن لادن أعدادا كبيرة من الأفغان العرب، والتقي مع أيمن الظواهري من جديد، وبدآ معا في تكوين الجناح
العسكري لتنظيم قاعدة الجهاد الذي سيشغل العالم منذ ذلك الحين وحتى إشعار آخر.

عمل تنظيم القاعدة على ثلاثة محاور:

المحور الأول: الاهتمام بزيادة فاعلية عمل الشبكات الإسلامية المسلحة في البلقان.

المحور الثاني: تقديم دعم أفضل لأعضاء الشبكات الإسلامية المسلحة في الصومال وأثيوبيا.

المحور الثالث: بذل أقصى مجهود لزيادة فعالية مكاتب الشبكات الإسلامية في لندن ونيويورك، وكانت تلك أول إشارة من الظواهري للتأكيد على اهتمام التنظيم
الجديد بما سمى بالخلايا النائمة في الولايات المتحدة وأوروبا.

كان عام 1995 عاماً حافلاً بالنشاط بالنسبة لتنظيم القاعدة فقد أراد قائده الميداني أيمن الظواهري تدشين نشاط الجبهة الجديدة بعدة عمليات للتأكيد على
قوة الشبكة الإسلامية المسلحة، خاصة بعد إحباط السلطات الأمنية في مصر لعمليتين إرهابيتين خطط لهما الظواهري بعناية فائقة.

بدأت القاعدة في أفغانستان مرحلة جديدة حافلة بالتحولات والانجازات العملية , حيث كانت أفغانستان قد فتحت مرة أخرى في عهد طالبان ذراعيها لاستقبال
المقاتلين العرب من كافة الجنسيات، وسرعان ما وجدت الفئات المطاردة والمشردة من كوادر وأعضاء التيار الجهادي في أفغانستان ملاذا آمنا، وربما إجباريا مع استعار حملات المطاردة ليبدأ العرب جولتهم الثانية في أفغانستان مع النصف الثاني من عام 1996. ومع الترحيب وحسن الجوار الذي أبداه الطالبان لتلك الطلائع القادمة, بدأت الساحة تستهوي عموم الجهاديين وأصحاب الطموح باستئناف المسار إلى هناك.

وقد تم تقسيم المجموعات التكفيرية إلى مجموعات عربية ومجموعات غير عربية كلها تعمل من أجل هدف معلن هو الجهاد وإقامة ما يسمى دولة الخلافة أما الهدف الخفي كان يشكل لغزا بين دوائر استخبارية على رأسها الموساد.

1- تنظيم القاعدة بزعامة الشيخ أسامة بن لادن. وقد بايع بن لادن أمير المؤمنين بيعة إمامة.

2- الجماعة الإسلامية المقاتلة بليبيا، وكان أميرهم أبو عبد الله الصادق المعتقل حاليا. وركز برنامجهم على الإعداد لجهاد نظام القذافي في ليبيا والمشاركة في دعم القضايا الجهادية بشكل عام، والمساهمة في دعم طالبان.

3- الجماعة الإسلامية المجاهدة في المغرب (مراكش). وركز برنامجهم على إعداد وتدريب عناصرهم الذين يفدون ويغادر أكثرهم، بهدف الجهاد ضد النظام الحاكم في المغرب الأقصى. وكان أميرهم يدعى أبو عبد الله الشريف.

4- جماعة الجهاد المصرية، وكانت قد تقلصت إلى حد كبير، وركزت على إعادة بناء الجماعة ولم شتاتها بهدف جهاد النظام الحاكم في مصر. وكان أميرهم الدكتور أيمن الظواهري.

5- الجماعة الإسلامية المصرية، وهي مجموعة صغيرة جدا، انحصر وجودها بصفة الهجرة, ولم يكن لها نشاط مهم بعد تبني مبادرة وقف جهاد النظام المصري التي عرفت باسم مبادرة وقف العنف. وأقام أكثر رموزهم في إيران, وانتقل بعضهم في عهد طالبان إلى أفغانستان.

6- تجمع المجاهدين الجزائريين، وكان هدفهم لم شمل من استطاعوا من كوادرهم لإعادة ترتيب الجهاد في الجزائر بعد النكبات التي مني بها.

7- تجمع المجاهدين من تونس، وكان هدفهم الإعداد والتدريب وجمع الشباب التونسي بغية الجهاد في تونس. وكان لمعسكرهم مساهمات تدريبية, وكان من بيهم كوادر سبق لها الجهاد في البوسنة.

9- تجمع المجاهدين من الأردن وفلسطين, وركز برنامجهم على الإعداد والتدريب بهدف الجهاد في الأردن وفلسطين. وكان أميرهم أبو مصعب الزرقاوي.

10- معسكر خلدن (معسكر تدريبي عام)، وهو من أقدم المعسكرات العربية, ويعود تأسيسه إلى مرحلة مكتب الخدمات والشيخ عبد الله عزام. وكان أميره الشيخ
الملقب ابن الشيخ - صالح الليبي، يعاونه أبو زبيدة. وكانت أهداف المعسكر تدريبية محضة لدعم الجهاد في كل مكان. وبلغ عدد من تدربوا فيه منذ تأسيسه سنة
1989العشرين ألفا.

11- معسكر الشيخ أبو خباب المصري، وهو معسكر تدريبي عام متخصص في التدريب على تصنيع المتفجرات والكيمياويات واستخدامها.

12- مجموعة معسكر الغرباء، وكانت مرتبطة بالطالبان وكان لها أيضا معسكر تدريبي عام ومركز دراسات وأبحاث ومحاضرات. وقد تم تأسيسها عام 2000 كمدرسة تدريبية تقوم بالإعداد الفكري والمنهجي السياسي والشرعي والتربوي والعسكري الشامل.

 

وقسمت المجموعات الغير عربية إلى ثلاثة مجموعات وقد شكلت هذه المجموعات الرديف الاساسي للعصابات الإرهابية المسلحة.

1- المجاهدون الأوزبك، وكانت أكبر المجموعات من حيث العدد، وانحسر برنامجهم في نقل الجهاد إلى أوزبكستان للإطاحة بنظام كريموف الشيوعي. وقد بايع أميرهم محمد طاهر جان الملا محمد عمر بيعة إمام عام، كما بايعه نائبه القائد العسكري الشهير جمعة باي. وكان لهم برنامج طموح للتجنيد والدعوة في أوساط الأفغان الأوزبك.

2- المجاهدون من تركستان الشرقية المحتلة من قبل الصين: وكانت مجموعة محدودة، هاجر أكثرهم فرارا من الحكم الصيني خفية، وكان برنامجهم تربويا شاملا بعيد المدى نظرا للظروف الصعبة التي يعيشها المسلمون في تركستان الشرقية بعد أن طبقت الحكومات الصينية المتعاقبة سياسة الهجرة الصينية إلى إقليمهم. وقد بايعت المجموعة الملا محمد عمر بيعة عامة أيضا، فطلب إليهم وقف برنامجهم العملي ضد الصين والاكتفاء بتربية من يلحق بهم، نظرا لحاجة الطالبان لعلاقات
جيدة مع الصين توازن الضغوط الأمريكية، فالتزموا ذلك.

3- المجاهدون الأتراك، وكانوا مجموعة صغيرة من الأكراد والأتراك، عملوا بشكل سري جدا، وكان برنامجهم تدريبيا فقط.

وعند غزو القوات الأمريكية للعراق خرجت الجماعات ذات الطابع الجهادي بموقف غريب شاذ ألا وهو عدم المشاركة في صد عدوان المعتدين الامريكان , وروجوا
لفتوى كبار منظريهم ألا وهو "أبو محمد المقدسي" , والمعنونة "إلى متى يبقى شباب الإسلام وقودا لمعارك لا ناقة لنا فيها ولا جمل" .

وبعد اتمام عملية احتلال العراق أصبح وجود تنظيم القاعدة في العراق وجودا حقيقيا بعد أن كان وجوده فيه رمزيا , وأصبحت الساحة العراقية من أهم ساحات
نشاطات الجماعات التكفيرية عموما والتكفيرية على جهة الخصوص , وبعد فتح جبهة العراق واستقرارها سعت القاعدة إلى فتح عدد آخر من الجبهات , فكان له العديد من الفروع في مختلف بقاع الأرض .

فبعد أن تم ضرب كل من باكستان وأفغانستان ومع استمرار الغارات التي تشنها الطائرات الأمريكية على أهداف تحددها في دول مثل اليمن وباكستان وأفغانستان
والصومال تم التوجه إلى العراق حيث شكلت بلاد الرافدين أرضا خصبة لانتشار الفكر الظلامي وتحت عناوين مختلفة ومسميات متنوعة وبحجة مقاومة الاحتلال تم
احداث المعسكرات التدريبية وتأمين العتاد والسلاح إضافة إلى المقاتلين في صورة تشابه ما جرى في أفغانستان إبان الحرب الباردة حيث تم بناء قاعدة إرهابية عالمية تشكل خطرا على دول التزمت الفكر الاسلامي المعتدل حيث اعتمدت تلك الدول مبدأ التعايش في سياستها وقد شكلت الجمهورية العربية السورية مثالا واضحا للعيش المشترك والوحدة الوطنية حيث يكون الولاء للوطن وليس للمذهب او الدين.

ومع تأمين كل أشكال الدعم للتنظيمات الإرهابية المتطرفة انتقلت الدول الداعمة والراعية للمشروع التكفيري لهذه التنظيمات إلى مرحلة جديدة من العمل المنظم
الهادف إلى تدمير كل ما هو إرث حضاري.

لمتابعة الجزء الأول اضغط على الرابط التالي

http://www.dampress.net/index.php?page=show_det&select_page=28&id=26692

يتبع ....

 

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=28&id=26712


Warning: Unknown: open(/var/cpanel/php/sessions/ea-php56/sess_ohbmi85f8ustvou1d50tnihku2, O_RDWR) failed: No space left on device (28) in Unknown on line 0

Warning: Unknown: Failed to write session data (files). Please verify that the current setting of session.save_path is correct (/var/cpanel/php/sessions/ea-php56) in Unknown on line 0