دام برس: لأسـبـاب البعض مـنها يـعـود الـى الـتـزامـات اخـلاقـيـة تـربــى عـليهـا كـاتب السـطـور فـي كــنـف العائلـة والعشـيـرة والمـحـيـطـ المجـتمعـي وآخـرى مـرتــبـطـة بـإيـمـانـيـات عـقـائـديــة نهـل مـِنْ مـنــابـعـهـا الفـكـريــة والســـيـاسيــة وتــرعـرع فـي احـضـان مـبـادئهـا القـوميـة العروبيه التقــدميــة حـتـى اصـبـحت بـالنســبـة لــه دســتـور حـيـاتـي يـتعـدى كـل الـمـُسـميـات ويعلـو فـوق كـل الانـتـمـاءات , و بـالـرغـم مـِنْ كـل الحـيـف الـذي لـحق بـه والكثيـريـن معـه بســبب هـذا الالـتـزام الأخـلاقـي والمـبـدئـي لكنــه دأب عـلـى عــدم المـَـسـاس بـالثـوابــت الـوطـنيـة والـقـومـيــة , وعمل دائما على الـتفـريـق بـيـن مـاهـو جـوهـري منهـا وبيـن مـا هـو طــاريء فرض نفسه كـنتـاج عرضي لســيـاسيـات دخـيلــه خـلـقـتهـا تـقـلبـات مـناخـيـة دولـيــة جـاءت بتحـالفـات جـديـدة للمنطقــة عـلـى ركـام اخـرى مـُســتهلكـة ما عادت قـادرة عـلـى مـواكـبـة مـؤامـرة النظـام العـالمـي الجـديـد ومـتطـلبـات وصـولها الـى اهــدافها الاســتراتيجيـة فــي الســيطـرة عـلـى مـقـدرات الـدول الـتي لا تســيـر عـلـى خـطـى القـوى الـكونيـة صـاحـبـة الـقـرار فـي العـالــم , ولـكـن الآن وبعــد طـفـو المـؤامـرة الإقـليـميـة والـدوليـة عـلـى ســوريـة ( الـتي اعـتبـر صـاحـب الـشــأن ومـنـذ الـبـدايـة قـضيتهـا قـضـيـتـه ومعـركـتــها معـركــتـه والــى الـدرجـة الـتي جـعلـتـه مـوضـع انـتقـاد واســقـاط مـِنْ العـراقـييـن قـبـل غـيـرهـم الـذيـن بـرروا انتقـاداتهـم الســاذجة هــذه عـلـى اعتبـارات إن كـاتب السـطـور لـم يـعطـي قضيتـه الـوطنيـة العـراقـيـة واحـداثـهـا المـتجـددة مـنـذ بـدايـة الاحـتـلال الـى اللحظــة واحـد بـالمـئـة ممـا يخـص بـه ســوريـة وشـعبهـا وجـيشهـا وشــخص قـائدهـا الاخ الرئيس القـائـد الدكتـور بشــار الأســد مـِنْ اسـتقـتـال دفـاعـي للـرد عـلـى الاقـلام المـأجـورة الـتي تحـاول أنْ تنـال من ســوريـة وتـعـطـي المبـررات لـلمتـآمـريـن عـليهـا ) الـى الســطـح بهــذة الطـريقــة الهمجيــة الشــيطـانيـة الـتـي لـم يـتـم الـتعـرض بمـثـلهـا الـى اي بــلـد آخـر عـبـر التـاريـخ الحـديـث مـِنْ حـيث تـعـدد وتــنـوع محـاور الـتـآمـر عليهـا وتـصـادم فـصـولــها مـع بـعـضهـا , واتســاع فـضـاءهـا الســيـاسـي والعســكري والاقــتصـادي والاعــلامـي والاســـتخـبـاراتــي , هـذا التـآمـر الـكـونـي الـذي وصـل حـد الـتفـنن بــه ليتجـاوز كـل الـقـيـم ويتعـدى كـل حـدود الاخـلاقيـات فـلـم يــتـرك اصحـابــة اســلـوب رخـيص او ثـميـن إلا واســتخـدمـوه ولا بحـيلـة لعـب عليهـا البشــر مـنـذ أنْ اوجـد الله الخـليقــة الا وسـخـروهـا لخـدمـة مشــروعهـم الســافـل الـذي اســتهـدف الانســان والحيـوان والحـجـر , و لـم يســلـم مـِنْ اجـرامهـم احــد فـالتفجـيـرات الانتحـاريـة والقـذائــف التـي تــرمـى بصـورة عشــوائيـة والاغـتيـالات والغــدر لـم يـُبقــي مكـون مجـتمعـي ولا طـيـف مهـنـي بشــري ولا جـامـع او كـنيســة او دار عبـادة او دراســه ولا معمـل او منشــأة خـدميـة او انـتـاجيــة ولا حـي وشـارع وزقـاق الا وتــم اســتهـدافــه بـإحـدى ادوات ووسـائل المـوت والاجـرام والارهـاب التي رســمـوا عـلـى اســاسهـا خــرائـط ســفـالـة واحـقـاد مـشــروع تــآمـرهـم الشــيطـانـي , نعـم بعـد طـفـو هـذة المـؤامـرة واتـضـاح رؤيتهـا يـجـب عـلينـا الابتعــاد عـن النـرجـسيــة الســـيـاسيـة فـي احـاديـثـنـا , والتخـلـي عـن الشــعـاراتيـه والإلـتزامـاتيـه الغيـر مـُبـرره فـي اســتقـراءنـا لـواقعنـا , و علينـا أنْ نـعـيــد تــرتـيبـات ثــوابـتنـا و جـدولـة اولــويـاتهــا وفــق مـا افــرزتـه خـنـادق الـدفـاع عـن ســوريـة مـِنْ جهــة , وخـنـادق المـتـآمـريـن عـليهـا مـِنَ الجهــة الآخـرى , وأنْ نـسـمـي الشــوارع بـأسـمـائهـا لا بـأوصـافهـا , وبالصـراحـة التـي لا تنقصهـا الشـجـاعـة وكمـا تـربيـنـا عليهـا فـي مـدرسـة البعـث العقـائـدي , بـدلا مـِنْ الـتبـاكـي عـلـى مقعـد لا يشـرفـنـا فـي مجـلس النعـاج العـربـي وجـامعـة طـليـانـه المِـثـوَلـه الـتي تجـادل خـرفـانهـا المخصيــة وارتفـع صـوت ثـغـاءهـم واخـتلط مـع صـوت شخـيـر بعض منهـم , بعـد أنْ اخـتلفـوا عـلـى غبـائيـة هـل يجـب أن يكـون الحـل فـي ســوريـة ســلميـا أم ســيـاسيـا ؟ حـيث فـات هـؤلاء الامعـات إنَ الحـلول السـلميـة هـي ذاتهـا الســيـاسيـة وكـان حـري بهـم إنْ يـتناطحـوا عـلـى شــأن آخـر مـِنْ شــؤون معـالفهـم الـتبنيــه , رغـم تيـقـنـي إنَ لا احـدا فيهـم يـمتلـك قـرون للمنـاطحـة إلا اللهـم إنَ مـا بـقـي منهـا عـلى رؤوسـهـم فقط قـرون دـيـوثيتهـم وقـوادة جهـاد مـنـاكحـتهـم وليـاطتهـم . لـيـغـضـب مـَنْ يـغـضـب ولـيـتقـاطـع مـَـنْ يــتـقـاطـع فمـا عـادت هـنـاك اوراق مَـخـفيــه ولا منـاطـق رمـاديـة حـيث بـانـت ( العـروبـة ) الـتي طـالمـا دافـعنـا عـنهـا وتـبنـينـا خـطـابهـا ورســمنـا لـصـيرورتهـا صــورة ورديــة فـي ذهــنيـتنـا و انـخـدعـنـا بهـا , عـلـى حـقيـيقتهـا الجـاهليـة البـغـيضــه الـتي حـاول الـرســول ( ص ) الـقضـاء علـيهـا و اعـادة صـيـاغـتهـا وتـأهـيـل فـكـرهــا الصحـراوي وفـق عـقيـدة الاســلام الـحـَـق الانســانيـة , ولـكنــه لـم يـفـلـح فـي تـغـيـيـر عـقليتهـا الـتـي بـقـيت فـي حـالـة ســـبـاتهـا الجـاهـلـي الانتظـاري تتحـيـن الـلحظـات التـاريخيـة لـتعبـر عـن ذاتــهـا المـريـضــة , وإنــي لعـلـى يـقيـن ولا يســاورنـي الشــكـك لـو إنَ الـرســول عـاش بـيـننـا اليـوم لـبـصق عـلـى العـروبــة واعـلـن بـراءتـه مـنهـا قـبـل أي احــد مـنـا .
نعــم آن الآوان لـنعـلـن ســـوريتنـا , ونـدفــن ونـلعـن عـروبـتنـا وإرثـهـا الـذي انخــدعـنـا بـــه , وتـحمـلنـا الكـثيـر مـِنْ اجـلــه ,
بكـل تـأكـيـد ســينـبـري كـثيـر مـِنْ المـزايـديـن هـنـا ليقـولـوا إنَ هـذا الـتـبـريء انمـا هـو انتصـار لأعـداءنـا والمـتـربصـيـن بنـا وإنهــم قـد صـولـوا بـذلـك لـغـايتهـم ومـبتـغـاهـم ونجحـوا فـي تمـريـر مـشـروعهـم , وللـرد عـلـى هـؤلاء اقـولهـا وبعيـدا عـن الـتنـظـيـر والـتبـريـر , إنَ al_asadi@aol.com
|
||||||||
|