دام برس:

 عندما زار السيد الرئيس بشار الأسد محافظة الرقة واحتشدت الجماهير لملاقاته وتحيته , يومها عبر أهلنا في الرقة عن مدى محبتهم للوطن وقائد الوطن وقد بادلهم السيد الرئيس المحبة، يومها حاول أهالي الرقة حمل سيارة السيد الرئيس تعبيراً عن الحب والتأييد المطلق لمسيرة الإصلاح في تلك اللحظة عدت بالذاكرة إلى اليوم الذي حمل به أهل دمشق سيارة القائد الخالد حافظ الأسد في ثمانينيات القرن الماضي يومها كانت سورية أيضا تعاني من إرهاب العصابات المسلحة هذا هو تاريخنا يعيد نفسه وسورية دائما تسدد ثمن مواقفها القومية المقاومة.

إلى درة الفرات الوادعة انتقلت عصابات التكفير والتهجير لتعيث فساداً في تلك الأرض الطاهرة، لقد اعتاد المواطن السوري أن يرى آلة الإجرام السلفية تنتقل بين أرجاء الوطن لتضرب استقراره خاصة بعد أي نصر يحرزه حماة الديار.

هناك العديد من الأسباب التي دفعت العصابات الإرهابية المسلحة للهجوم على محافظة الرقة ومن تلك الأسباب إصرار أبناء الرقة على الالتحاق بصفوف الجيش العربي السوري حيث لا يمضي يوم إلا وتزف به الرقة شهيدا من أبنائها.

مع بدء الأحداث على الساحة السورية كانت محافظة حلب تشكل هاجساً لقيادات التآمر في اسطنبول ومع انتقال القتال إلى حلب بدء الترويج لفكرة نقل الأعمال الإرهابية إلى مدينة الرقة لما تمثله من أهمية إستراتيجية، وقد حاولت العصابات المتطرفة أن تثير المشاكل في تلك المحافظة وعبر وسائل عديدة لكنها لم تنجح في نقل الحراك المسلح إليها وبقي أهالي محافظة الرقة صامدون في وجه الفتن. 

ومع تسارع الأحداث غابت محافظة الرقة عن واجهة الأحداث حتى جاء خبر عاجل على إحدى محطات الكذب والتضليل مفاده أن مدينة الطبقة سقطت بيد مرتزقة الناتو وأن منشأة سد الفرات باتت تحت وطأة المسلحين، وكعادتها كانت تلك المحطة تعطي أمر العمليات للعصابات السلفية ببدء الهجوم على محافظ الرقة ومع ضربات الجيش العربي السوري انسحب مقاتلي الجيش الانكشاري إلى أوكارهم استعدادا منهم لشن هجوم أعنف علهم ينالون رضا أسيادهم من أمراء نفط وغاز.

اليوم في الرقة يكتب تاريخ سورية الحديث بمداد من دماء الشهداء وكما كل محافظات القطر العربي السوري هب الشعب الأبي لنصرة حماة الديار ودحر المعتدين، تروج اليوم محطات الإعلام العبرية لسقوط محافظة الرقة بشكل كامل بيد ثوار الناتو في مشهد يذكر بما جرى في ليبيا يوم أسقطت تلك المحطات مدينة طرابلس إعلاميا ولكن سورية شعباً وقيادة وجيشاً لن تسقط في فخ التضليل الإعلامي فمن صمد لمدة سنتين في وجه حرب كونية قادر على تحقيق الانتصار.

اليوم تشهد الرقة زحفا مغوليا جديدا لتدمير آثارها وتحطيم تاريخها لكن الأرض التي ضمت ثرى الشهداء قادرة على تخطي آثار الدمار والنهوض من جديد.

وإذا عدنا لزيارة السيد الرئيس بشار الأسد نجد مشهد لم يفهم المتآمرون معناه عندماأتى احد المصلين وقام بإلباس السيد الرئيس العباءة تلك كانت رسالة عفوية من أهل الرقة الشرفاء معناها أنك يا سيادة الرئيس الشخص المناسب لحل الأزمة ولقيادة مسيرة الإصلاح فسر يا قائدنا يا بشار , سورية معك حتى تحقيق الانتصار.