دام برس:

لم تكتفِ الدولة السورية بدحر المؤامرة الكونية عليها بهمّة وشجاعة وبسالة الجيش العربي السوري لا بل سببت لأصحاب المؤامرة حالة من الهستيريا لم نرها يوماً حيث بدؤوا يتخبطون شمالاً وجنوباً ... شرقاً وغرباً ويدلون بتصريحات للقنوات المغرضة  متشدقين عالياً بأكاذيب وقصص مفبركة من معلميهم (أمريكا وحلفائها) وعلى سبيل المثال:
خرج علينا أحدهم على إحدى القنوات المغرضة مصرحاً بأن المعارضة انتصرت كون الحكومة السورية وافقت على الحوار معها ومع من حمل السلاح، وأن سورية أدركت أخيراً أنها في موقع الخاسر!!!!، ليس هذا فحسب بل هناك من يراوغ  بأن المعارضة لن تحضر مؤتمر أصدقاء سورية بروما وإذ بها في اليوم التالي تقول إنها تراجعت عن قرارها وأنها ستحضر المؤتمر على أساس هي من تقرر وليس أمريكا وحلفاؤها ، والأنكى من كل ذلك تصريح المنشق سليم إدريس من استنبول نافياً بأن المعارضة المسلحة لم تتلقَ يوماً أي دعم عسكري ( عتاد وأسلحة ) من أي دولة كانت وأن أسلحتها تحصل عليها من داخل سورية ( عفواً سليم حاخام ... الغنائم العسكرية التي ضبطت على أيدي الجيش العربي السوري في بعض المناطق الحدودية وغيرها مكان تواجدكم وعليها ختم البلدان المصنعة مثل أمريكا وفرنسا وألمانيا وكرواتيا وإسرائيل هل بالإمكان أن تُعلمنا من أين جاءت ...؟ !
على كل حال لنفرض بأن ما يقولونه صحيحاً .... هل أحد ما من العالم العدو قبل الصديق يجيب على هذه الأسئلة بالنسبة للأهداف التي وضعها المشروع الصهيو أمريكي على سورية ..... .. هل تحققت كلها أو واحد منها ....على سبيل المثال:
• السيطرة على منابع النفط والغاز المكتشفة على سواحل البحر الأبيض المتوسط (بانياس)، هل استطاعت أن تضع يدها عليها؟
• إسقاط سورية كدولة ممانعة ومقاومة وانحرافها عن الحلف المقاوم من إيران إلى حزب الله إلى المقاومة العراقية ...... هل هذه الرغبة تحققت...؟
• إسقاط النظام بكل مكوناته السياسية والاجتماعية والاقتصادية ..... هل تحقق ذلك مع أن سورية صامدة بالرغم من كل العقوبات الاقتصادية والاجتماعية الأممية والدولية عليها...؟
• إسقاط الرئيس بشار الأسد والعمل على الضغط عليه من كل الاتجاهات لتغيير بوصلته التي عهدناها (الرجل المقاوم والممانع للصهيونية)... هل تحقق هذا الشرط مقابل تنفيذ رغباتهم من أجل الموافقة على محاورته .....؟
• إضعاف الجيش العربي السوري وتشتيته وكسره بحيث تستطيع جيوشهم المرتزقة السيطرة على المدن الكبرى (دمشق وحلب) وغيرها .... هل استطاعت أقدامهم أن تطأ أرضهما ؟
• انجرار الشعب السوري إلى فتنة طائفية وعرقية وإحداث فوضى بحيث يؤدي ذلك إلى اقتتال دموي بين فئاته .... هل حصل ذلك ؟
• اللعب على الأحاسيس والمشاعر من خلال بث فيديوهات وفبركات لبعض السوريين ممن لجؤوا إلى النزوح لدول الجوار .... هل تحقق ذلك خارج نطاق برنامج الحكومة لاحتوائهم والطلب منهم للعودة إلى ربوع سورية حيث هي أولى بأبنائها لتأمينهم كإخوانهم الموزعين على مراكز الإيواء ... ؟
في الحقيقة والتي يعرفها العدو قبل الصديق وبالرغم من الاستنفار الكامل لإعلامهم المغرض ببث بعض الإشاعات والأكاذيب من هنا وهناك بتحقيق انجاز ما هنا أو هناك في هذه المنطقة أو تلك ما هي إلا لزعزعة الروح المعنوية للشعب السوري (حالة إفلاس)، كل ما ذكرته من أهداف آنفة الذكر والتي جاؤوا لتحقيقها على الأرض السورية ... يا ترى هل تحققت ؟!
.... بدون شك أنتم من سيجيب على تلك الأسئلة والتي يعرفها القاصي والداني بأن تلك الأهداف لم تتحقق أبداً وحتى أكون صادقة نعم هدف وحيد تحقق ... أعترف وأقر به كما السوريين بكل مكوناتهم حتى الذين غرر بهم بأنهم حققوه ذلك المتعلق بتدمير البنى التحتية لسورية وقتل الأبرياء بدون ذنب إلا أنهم متشبثين بوطنهم وبجيشهم وبقائدهم.
كل ما تسمعوه  وما تروه على شاشات إعلامهم المغرض ما هو إلا قناع مزيف لخروج أمريكا بماء الوجه من فشلها من الأزمة السورية التي غيرت كل المعالم السياسية والاقتصادية والاجتماعية الدولية والإقليمية لصالحها(تحدثت في مقالاتي السابقة حول هذه المتغيرات) تجري الرياح بما لا تشتهي السفن (هذه حال أمريكا وحلفائها).
سورية التي قادت الأزمة لوحدها بحنكة وذكاء والتي دفعت تضحيات بشرية (مدنية وعسكرية) كبيرة  للحفاظ على أمنها وأمانيها ووجودها، تعرف تماماً متى تقول كذا ومتى تقوم بما هو مطلوب منها ولا يمكن أن تفرّط بأي جهد يحفظ الدم السوري ... فكيف وهي في موقع المنتصر، لذلك ما تقوم به من حراك سياسي بشخص وزير خارجيتها وليد المعلم إن كان في روسيا أو إيران ما هو إلا وضع شروط لانتهاء الأزمة بناء على رغبتهم كما صرح بها الوسيط الروسي وهذه هي الحقيقة (لا تهتموا للإعلام المغرض وما يبثه حيث يبث ما يخص الأزمة السورية عكس ما يحدث تحت الطاولة بين أمريكا وروسيا) وإن غداً لناظره قريب.أما حراك المعارضة واجتماعاتها ومؤتمراتها ما هي إلا (متل يلي عم يدوّر على إبرة بكومة قش) كما يقول الشعب السوري بالعامية حين يفقد كل شيء.
أخيراً بفصل الربيع نعم فصل الربيع الذي نعرفه نحن لا كما يعرفونه هم، سوف يعلنها السوريون للعالم أجمع يعلن انتصاره بفضل شهدائه العسكريين والمدنيين من جهة وتماسك الثالوث السوري (الشعب والجيش والقائد)، ووقوف الأصدقاء والأوفياء والشرفاء في العالم إلى جانبنا (جانب الحق).    
المنار المقدسية