دام برس :

يتساءل المتابعون للشأن السوري هل سيكون الحل السياسي للأزمة السورية على الطريقة اللبنانية أم الصومالية ؟  وللإجابة عن هذا السؤال لابد لنا من متابعة نشاط التحركات الدبلوماسية الباحثة عن حل سياسي في سوريا، حيث يأتي هذا النشاط في ظل مخاوف سياسية وشعبية من مخاطر استمرار الصراع وتأثيراته على دول الجوار، وعلى مصالح الدول الكبرى بالمنطقة وخاصة روسيا والولايات المتحدة الأميركية.
في الحقيقة يرى المراقبون بأنه لا حل غير الحل السياسي في سوريا وذلك على أساس مرجعية اتفاق جنيف، ونتائج الاشتباك على الأرض حيث يرى البعض بأن الحكومة السورية ذاهبة إلى دعوة لحوار مفتوح مع مجمل مكونات الوطن السوري السياسية وحتى بعض غير السياسية  منها، لإتاحة الفرصة للتوصل إلى اتفاق بين السوريين على جملة من العناوين من بينها الانتخابات ويرى آخرون أن المبعوث الاممي إلى سوريا لم يستطع أن يتقدم أكثر مما تقدم، لأنه مبعوث أممي ويمثل أجندة أميركية على مستوى المنطقة، فالولايات المتحدة راهنت على الفوضى والعنف في سوريا، من قبل زج مجموعات إرهابية مسلحة على الطريقة الصومالية من أجل تدمير سورية وتفتيها إلى إمارات سلفية متناحرة ومازال النموذج الصومالي والأفغاني حاضرا في الأذهان ومازالت الدولة والمجتمع صامدين في وجه ذلك
في ضوء ذلك كشفت تسريبات صحفية إلى وجود خطة روسية أميركية يعمل المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي على الترويج لها، تقوم على تشكيل حكومة توافق عليها كافة الأطراف في سوريا على أن يبقى السيد الرئيس بشار الأسد يمارس مهامه الدستورية حتى عام 2014 بشرط أن يتم تحديد صلاحيات السيد الرئيس التي كفلها الدستور، بحيث تنقل صلاحيات رئيس الجمهورية إلى رئيس الوزراء وهنا ستظهر مسألة أخرى بحيث يتم توزيع الرئاسات الثلاثة بشكل طائفي وهذا يذكرنا بالنموذج اللبناني القائم حاليا والذي كان للسيد الإبراهيمي اياد خضراء عليه في الطائف.
ومابين النموذج الصومالي والنموذج اللبناني يستمر تدفق السلاح والمرتزقة إلى الداخل السوري عبر دول الجوار ويستمر مسلسل اكذب على قنوات التضليل والفتنة ويستمر ارتفاع منسوب الدم السوري المسفوك.
ونحن بدورنا نسأل السيد الإبراهيمي هل أخذتم بعين الاعتبار رأي الشعب العربي السوري في الحلول المقترحة؟
هل تقدرون خطورة الاستمرار في مسلسل القتل والتدمير اليومي لمقدرات سورية؟
هل نسيتم أن سورية مرت بظروف مشابهة في ثمانينيات القرن الماضي وقد تجاوزت الأزمة وأعادت بناء هيكلية الدولة على أسس ثابتة ومبادئ راسخة؟
الإجابة على كل تلك التساؤولات تأتي عبر التفاف الشعب العربي السوري بغالبيته العظمى وبكافة مكوناته حول قيادته الحكيمة المتمثلة بشخص السيد الرئيس بشار الأسد لأنه يمثل المشروع القومي الحضاري وحول الجيش العربي السوري صاحب العقيدة النضالية لأنه يمثل الحامي للدستور والمحافظ على كرامة المواطن وسيادة الوطن.