دام برس : أسرار الليل يكشفها ضوء النهار وضوء النهار حقيقة ترى فيه العيون ما لا تلحظه في العتمة ، وفعل التعرية الخريفي كما نعلم ،، يظهر الخبايا والأسرار والألغام ويكشف المستور والعورات ... .
تعالوا نزيل الغمامة الثورجية والدينية عن العيون ،،، تعالوا ننبش أوراق الخريف ونفتش عما تخبئه وأي جحيم يستتر تحتها ،، تعالوا نقوم بخلع الأقفال عن بوابات العقل الجمعي وسكب ماء الحقيقة البارد على وجهه قطراتٍ تكونت على شكل تساؤلات واعطائه حقنة منشطة ، على أمل أن لا ينام العقل أو صاحب العقل وينام معهما الضمير أو يعود إلى حالة الغيبوبة التي كان يغرق فيها " عند البعض " ،، تساؤلات مشروعة لكنها بريئة وهدفها الإيضاح .. لا غير .. .
لقد قامت إسرائيل بفعلٍ خريفي الطابع كان له أثراً إيجابياً من حيث لم يقصد قادة العدو على القيادتين السورية والإيرانية . المعروف أن ملامح وأثار الخريف يراها البعض كئيبة وحزينة فيما يرى البعض الآخر في الخريف متعةً وروحانيةً ورومانسية ، وكما تتساقط أوراق الأشجار وتملأ شوارع المدن وتتوسد ارصفتها ، عرت إسرائيل ثلاثة أرباع الكون من حكومات ورؤساء وقيادات وشعوب ومنظمات وهيئات دولية ، لكن ما يهمنا هو ذاك القطيع الذي تحتويه الحظيرة الأعرابية من أصحاب الدشاديش واللحى ومشايخ الفتنة ودعاة الجهاد وتجار الدماء ، أو من تزين نجمة داؤود جبينهم دليلاً وبرهاناً على " الإيمان والتقوى " من مجاهدي الشرق والغرب الزاحفين إلى أرض الجهاد التي لا أرض سواها ،، سورية عرين الأسود ، عرت إسرائيل كل من هاج وماج وأرعد وأزبد و فلق صدور صبرنا بتصريحات يومية فيما يخص العدوان الكوني على سورية أرضاً وشعباً وجيشاً وقيادةً ، ذاك الذي تم اختصاره واختزاله بمفردة " ثورة " وتغليفه بغلافٍ ديني ذو طبيعة حجرية متأتية من مغائر وكهوف العصر الحجري ... . مشعل الذي بات يلقب في كثير من أزقة المخيمات الفلسطينية في قطاع غزة كما في الضفة الغربية ومخيمات الشتات " بخالد المخصي " ،، لا يعتقدن أحدكم أن صواريخ المقاتلين الجبابرة كانت تهطل على مناطق كيان العدو بإرادة مشعل ورغبته ومشيئته وأوامره ، لقد فرضت المبادئ الأساسية للمقاومة و المنطق والعقل " والتاريخ النضالي المشترك " على مشعل أن يقبل ويرضخ ولو بشكل مؤقت لمشيئة المقاومين على الأرض إلى حين إيجاد مخرج " مشرف " للجميع بمن فيهم العدو الإسرائيلي للخروج من الورطة الجماعية ، سيما أن حماس لم تكن تقاتل وحدها وليس محتماً أن تستجيب باقي فصائل المقاومة لنداءات مشعل وأوامر امرائه وسادته من يهود الحجاز .. فهناك الجهاد الإسلامي وسرايا القدس وكتائب الشهيد أبو علي مصطفى وغيرها . ولم يكن بمقدور معسكر الخنوع والخيانة الأعرابي الإخونجي الذي إنضم إليه مشعل برتبة إخونجي تابع أن ينقذ العدو الإسرائيلي من ورطته إلا من خلال إتفاق هدنة كالذي كان .. إتفاق يغل أيادي المقاومين ويشل اراداتهم ،، ويسعى لضمهم من حيث ارادوا أو لم يفعلوا إلى معسكره ، فمشعل قبل راضخاً للمشيئة القطرية التركية المصرية التي تنفذ بدورها أوامر الولايات المتحدة الأمريكية والناتو وتعمل وفقاً لمصالحه ورغباته ومشيئته واهدافه .. .
ما هي أسرار وقف إطلاق النار والهدنة ؟ .. ما هي الأهداف المعلنة ،، والأهم ما هي الأهداف الخفية ؟ .. كان لا بد لما كان أن يكون ،، هكذا تقول حكايا الخيانة عبر التاريخ ، كان محرجاً للكل أن يطول أمد ما جرى في غزة وكان لا بد من إيقافه بأي ثمن ، لأنه كان إلى جانب احراجه لأبطال الربيع العربي يخطف الأضواء ويشوش على الهدف الأهم .. محاولة إتمام المهمة في سورية والقضاء على عرين الأسود ، كان لا بد من صب كامل الجهود والتفرغ لإستكمال المهمة الشيطانية ،، تدمير الوطن السوري ، الفارس الأخير في زمن العبيد والجواري والغلمان ... . وماذا عن السلجوق ؟؟.. في نشاطات اردوغان السياسية وتصريحاته الخنفشارية وتعابير وجهه نقرأ تيهاً بلا حدود وضياعاً وتشتت فهو يعلم علم اليقين أن تصريحات القادة الروس وكذا الإيرانيين فيما يخص صواريخ باتريوت التي يعمل على نشرها على طول الحدود مع سورية ، ما هي إلا دبلوماسية ما قبل نفاذ الصبر والتحول إلى لغة التقريع والتوبيخ وصولاً إلى التهديد والوعيد والزمجرة والزئير ، فالدفاع عن سوريا بات بالنسبة لهذين البلدين العملاقين كما للصين أمراً حيوياً وملحاً ومصيرياً ، وسقوط سوريا يعني إستكمال خطوات استهداف كلٍ منهما والإنتقال إلى مرحلة الاستهداف المباشر وهو ما لن تسمح به قيادتا البلدينبكل حال ، وهو أيضاً ما لم يفهمه ويستوعبه " فصي " دماغ الحكومة التركية اردوغان وأوغلو ،، اللذين إن نحن بحثنا لهما عن عذرٍ ما بعيداً عن مسألة عدم الفهم والإستيعاب لوجب علينا القول انهما يقومان بفعلٍ شبيه بارتعاشات الثور أو البغل أو الحمار الذي أوقعه رفاقه الحمير في مصيدة الأسود وتركوه يواجه حتفه ... و لن ندعي أن أسودنا أقوى من حميرهم ،، رغم أن البداهة تقول ذلك ،، لكن ما نستطيع قوله أيضاً أن أسوداً داخل حدود العرين وأخرى خارجه تتولى حمايته ..فلا خشية عليه .. . من هذا المنظور نفهم زيارة لاريجاني إلى دمشق ومنها إلى إسطنبول ونفهم أيضاً التسريبات التي تحدثت عن قيام إيران بتسليح المعارضة الكردية التي إن صحت فلن يكون لها غير معنًى مؤداه أن القيادة الإيرانية تفعل هذا وذاك وستفعل المزيد للجم الثور التركي ومنعه من المضي في حماقاته والولوج أكثر في المستنقع الذي تورطت فيه حكومة اردوغان عبر الولايات المتحدة وعملائها من اعراب البادية ، على نفس الصعيد والمستوى يمكن فهم تصريحات القادة الروس بهذا الخصوص ونشاطات أجهزة مخابراتهم الأرضية والفضائية التي تقدم دون ريب خدماتها عند اللزوم للقيادة السورية وجيشها الأبي ... .
و أخيراً وإن كان لا بد من ذكرهم ،، ورغم إعتراف صاحب الملامح البعيرية حمد بن جاسم بأنه ومعه شركاؤه في الحظيرة نعاج ،، إلا انني أصر على اعطائهم غير صفة ،، لطالما طاب لي أن أرى فيهم هجيناً من الحمير والبعير والبغال ولن أنسى الأفاعي ،،، وإن نحن تركناهم وشأنهم يسمعون بعضهم أبدع ما توصلوا إليه في فنون النهيق والرغاء والشحيج والفحيح ،، وعدنا إلى حيث دفنت شعلة مشعل في رمال صحراء حمد لسمعنا ضغيباً ولا أعذب ،، وإن نحن تتبعنا مصدر الصوت ،، وجدناه يقفز على أعشاب حديقة قصر موزة ،،، أرنباً يدعي أن له ماضٍ عريق في المقاومة ومقارعة المحتل ،،ولو تسائل أحدكم عن مغزى الوصف احلناه إلى آخر الأنباء الواردة من غزة عن قيام " مقاتلي حماس بأوامر مشعل بتسيير دوريات حراسة تسهر على تطبيق وقف إطلاق النار وتنفيذ فتوى وزارة أوقاف حماس عبر المفتي سلمان الداية التي تحرم خرق الهدنة مع العدو الإسرائيلي وتعتبره "فساداً في الأرض " . لها أن تهنأ حكومة العدو ، ولهم أن يأخذوا قسطاً من الراحة جنود الإحتلال فهناك من تولى عنهم حماية وأمن حدودهم . وله هو الآخر كتاب التاريخ أن يسجل أن من يبيعها بكنوز الأرض يحكم على نفسه بالنفي والإخصاء والإقصاء عن عالمٍ من البطولة والكرامة والعزة والنخوة والشرف ويطفئ شموعه وقناديله ومشاعله ويدفنها في رمال بادية حمد أو أبو متعب ، سيسجل له التاريخ إنه باع نفسه إذ باعها وفقد هويته إذ تخلى عن قيادتها المقاومة ، وأنه سيتحول إلى غلامٍ ينضم إلى فريق العبيد والغلمان والأجراء في قصر موزة ،، وفي حالاتٍ أخرى إلى أرنبٍ يعدو في إحدى حدائق القصور الأميرية أو الملكية . |
||||||||
|