دام برس حين يكون الحمل عسيراً في أولى الشهور على المرأة الحامل , تصير فكرة إنجابها فكرة كابوسية تعيشها كل لحظة خاصة أنها تتوقع الاسوأ عند المخاض , ولكن أن يأتي المخاض فارغاً أشبه بالمخاض الصوتي بعد الوحام الفاحشّ , ثم يستمر وهم أحلامها بولادة الفارس العربي من وراء حملها ما يقارب السنتين , وفي نهاية العذاب هذا تلجأ الى شيخ طريقة قطري كي يعمل لها عمل , ويفك عنها عين الحسد والفشل , ويلبسها حلة جديدة ومسمى جديد ويرش عليها زعفران الرضا والقبول , ثم تتأمل أن يتمخض هذا الحبلّ الجديد عن شيء لا يمت للأصوات المزعجة جراء احتقان الغازات الكريهة في داخلها , هذا ما أسميه عشم ابليس في الجنة على رأي أخوتنا المصريين الكرام .
وعلى ما يبدو أن مقولة الرجل المسنّ التونسي العجوز الذي ابتدع شعار الثورات << هرمنا هرمنا >> قد طالت لعنتها مجلس اسطنبول , وهرم هذا المجلس وبدأت مفاصله ترتخي ولم يعد فيه القدرة على العطاء الاعلامي أو حتى السياسي , وسعاله المبحوح صار مستنكرا حتى من ضيوف الرحمن الذين استقبلوهم , لقد هرم هذا المجلس وتستطيع أن تقول أنه تعفنّ أكثر مما هو معفنّ في أصل الأمر . لقد هرم ولم تنفع معه كل الاسعافات الأولية التي دفعت ثمنها بلاد الحجاز ودويلة الغاز , لم ينفع معه كل الشحنات الكهربائية كي تنعش قلبه المتباكي على شعب سوريا , لم تنفع معه حتى الدعوات له في مساجد دمروها مسبقا ولا اشعال الشموع في كنائس نهبوها وسرقوها.
وهنا بدأت العمليات التجميلية تأخذ دورها في تشريح جسد هذا المجلس , وبدأت المباضع السياسية تلعب دورها في ترميم الجلد الذي اهترأ , وشدّ الخدود وترقيع الوجه وسحب الدهون , لأنه من غير الطبيعي أن يتم التلاعب بأسماء الأبطال دون الاستغناء عن بعض فقرات التهريج التي أرهقت المجتمع الدولي من الضحك المبكي , ومن غير الطبيعي أن لا يلعبوا على حبل الأقليات بعد أن كان رأس هذا المجلس سني ثم صار كردي والآن بحمد الله صار مسيحي , ويبدو أن الفقرة القادمة من مسلسل أفواه وأرانب سيتمخض عن رأس حربة جديد قد يكون يهودي . وعليه فان طفل المعجزة الذي سيحلمون به في رأس هذ السنة سيكون مبشراً بميلاد جديد مع أجراس العيد وسيكون المجلس أشبه ما يشبه الشحرورة صباح أطال الله في عمرها .
لقد صار لدينا مسخّ جديد ونسخة مشوهة عن فيلم مصنوع بالدم الأحمر , وإعلانات جديدة تواكب مرحلة نهوض هذا المجلس من قبر الاهمال والاستسخاف , وصارت الشعارات أخفّ هجوماً والطلبات أقلّ ثمناً , والوجوه أكثر بريقاً بفعل أدوات المكياج كي تخفي عيوب الزمن وفاتورة الانتظار الطويل. وبدأت مرحلة جديدة سيكون لها عناوين كثيرة ولن تغيب عنها أبدا اسطوانة أم كلثوم التي تقول فيها " أشكيك لمين " , هذا عدا عن المسرحيات الجديدة التي ستطرح هذا الموسم أسماء لم تكن في بالنا يوماً , وستنتعش موجة الانشقاقات الاعلامية وانتفاضة الفنانين وغضب بعض الأقلام المأجورة. وستكون عنوان هذه المرحلة المرتقبة بكل تأكيد وبدون أي مبالغة أغنية شيخة الغناء العربي هيفاء وهبي " بوس الواوا " ..؟؟
هو قالها يوماً << هرمنا هرمنا >> ونحن الآن نقول لهم << قرفنا قرفنا >> , وحالة الاقياء منكم صارت ملازمة لنا في كل ظهور لكم وبكل خطاب تنهقون به وبكل كلمة هوائية تنفخونها في وجوهنا , لقد قرفنا من أحلامكم التي ملؤها الأطماع ولونها لون الدماء وحجمها أكبر من حجمكم , لقد فعلتم تماما كما فعل الضفدع حين رأى الثور وظن أنه اذا نفخ نفسه سيصير مثله وكانت النتيجة كما تعرفون حالة انفجار فظيعة , مثل الحالة التي تعيشونها تماما إلا أننا نحن من ننفجر من الضحك عليكم وأنتم تقومون معنا بالواجب أيضاً فتفجرون أرواحنا وأجسادنا وتفجرون بيوتنا ومحلاتنا حتى انفجرت منكم مرارتنا . لقد قرفنا منكم ولم تعد أكبر عمليات التجميل تجملكم في عيوننا , وكل مساحيق الكذب التي تضعونها على بياض كلامكم لن تخفي سواد قلوبكم , وكل صلاتكم ودعائكم وكل الأموال المجيشة من ورائكم لن تجعلنا نرضى عنكم . كيف نرضى بمن رضيّ لنا الموت والذل والهوان , كيف نرضى بمن رضيّ لنا الحصار وتكالب الأخوة علينا , كيف نرضى عمن رضيّ على نفسه تقبيل الأحذية وبيع شرفه على عتبات حدود أرضنا , كيف نرضى عمن رضي سفك دمائنا وقتل أبنائنا لأجل مقطع رخيص تبهرون به قنواتكم المحرضة , بكل اختصار وباسمي وباسم الشعب السوري الشريف أقول لكم كيف نرضى عمن رضيّ على نفسه الدياثة ..؟؟ على حافة الوطن
ما يدعو للسخرية حقاً أيها السادة بلال فوراني |
||||||||
|