الرئيسية  /  أخبار

عواقب التصعيد التركي .. بقلم : غصوب عبود


دام برس : عواقب التصعيد التركي .. بقلم : غصوب عبود

دام برس

يخطئ من يظن أن التصعيد العسكري والإعلامي الذي تقوم به الحكومة التركية يمكن أن يرفع معنويات المسلحين الذين يقاتلون الدولة السورية تحت مسميات عديدة ويخطئ من يعتقد أن الدعم التسليحي والمالي الذي وصل إلى مئات المليارات يستطيع أن يغير المعادلة في الشرق الأوسط .

وتخطئ الحكومة التركية إذا ظنت أنها تستطيع بتدخلها هذا أن تغير موازين القوى في سورية فبعد أكثر من سنة وثمانية أشهر من الدعم اللوجستي والمالي والتسليحي والتدريبي لآلاف المسلحين في معسكرات أقيمت خصيصا لمسلحي القاعدة  والمسلحين العرب والأجانب الذين توافدوا من كل حدب وصوب لخدمة الوهابية السعودية ونصرتها بتوجيه مباشر من الساسة الأمريكيين املآ في خلق معادلة جديدة في الشرق الأوسط تستطيع من خلالها إحكام سيطرتها على هذه المنطقة والعمل من خلالها على خنق وإشغال روسيا والصين بزنار وهابي أصولي يعمل لاحقا على وقف اندفاعها وصعودها الدولي وتقويض تحالفاتها الجديدة عالميا التي ستعمل على كبح جماح أمريكا وحلفائها بالاستفراد الاحادي الجانب  بالسياسة العالمية ، لم تستطع إن تحقق أي اختراق استراتيجي لابل تأكد لأمريكا ولمنفذي مشروعها قوة ومنعة  وتماسك وقدرة الجيش السوري والحلف المساند له وتخطئ الحكومة التركية إذا استمرت بالمخطط المرسوم لها وتخطئ إذا دخلت بحرب مع سورية لان سورية تملك من القوة النارية والتسليحية التي تستطيع أن تردع أي عدوان عليها ولان سوريا أصابها من التخريب الذي يقوم به عملائها على الأرض السورية وهي لن تخسر الكثير إذا دخلت بالحرب مع تركيا طبقا لذلك لان الرد السوري سيجلب الدمار للدولة التركية التي تدعم وتسلح وتدرب المسلحين دون إن يلحقها الدمار والتخريب داخل أراضيها  وسيستغل دخولها مثل هذه الحرب عدوها اللدود  منذ عشرات السنين (حزب العمال الكردستاني) ليكسف عملياته العسكرية مستغلا انشغالها بالحرب على سورية بالإضافة إلى تأجيج مشاعر ملايين السوريين ضمن الأراضي التركية وبالأخص لواء اسكندر ون الذي سيشكل العدوان على سوريا عاملا وحافزا قويا  للوقوف مع دولتهم الأم سوريا مما سيخلق مشاكل كبيرة لتركيا هي بغنى عنها .

وتخطئ حكومة اردوغان إن ظنت أن الغرب سيقف معها بتفكيرها العثماني القديم لان الغرب لم ينسى بعد الماسي التي تعرضت لها  شعوبها في ظل الاحتلال العثماني لأراضيها والمجازر التي ارتكبتها السلطنة العثمانية بحق شعوبها .

لهذا يجمع المراقبون أن من مصلحة تركيا الاعتراف بخسارتها وان ترضى بهزيمتها الحالية على الأراضي السورية وان تعمل على سحب مسلحيها ووقف دعمهم والدخول بحوار هادئ مع سورية والعمل معا لإرساء الأمن والأمان بالمنطقة .
 

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=12&id=23154