Warning: session_start(): open(/var/cpanel/php/sessions/ea-php56/sess_kcvblrr98p44bq98i4mrdq5oi2, O_RDWR) failed: No space left on device (28) in /home/dampress/public_html/include.php on line 2

Warning: session_start(): Cannot send session cache limiter - headers already sent (output started at /home/dampress/public_html/include.php:2) in /home/dampress/public_html/include.php on line 2

Warning: Cannot modify header information - headers already sent by (output started at /home/dampress/public_html/include.php:2) in /home/dampress/public_html/include.php on line 93
مؤسسة دام برس الإعلامية

الرئيسية  /  كتاب وآراء

الحرب على سورية هل هو صراع عالمي جديد أم نهاية العالم ؟


دام برس - لينا عليشة

يتساءل مراقبون , لماذا ستكون نهاية سورية نهاية العالم؟ هل لأن النتائج التي ستؤدي إليها الحرب ستكون كارثياً، أم أن القدر يقول ذلك ؟  فإذا كانت فكرة فوكوياما تقوم على أن مجرد ذهاب الفكر الماركسي والنظام الإشتراكي الشيوعي سيكون نهاية العالم، فماذا سيحل بنا في حال وقعت الحرب التي ستذهب ضحيتها دول وتموت شعوب وتنقرض أخرى، حيث ستكون نتائج الحرب التي ستحصل في حال تفاقم الأزمة السورية قريبة من التالي: خسائر كبيرة في الأرواح، وتشريد الالاف. وتدمير مدن وحتى دول باكملها. وزوال عدة أنظمة في المنطقة. وانتشار الأمراض والآفات الاجتماعية بشكل لم يسبق له مثيل. وتفشي ظاهرة الموت التسممي والسرطاني بفعل أسلحة الدمار الشامل.
ولو كان بعض المسلمون العرب يدركون ماذا يخبئ لهم الفكر الأميركي، ولو كانوا يطلعون على كتب المنظرين الأميركيين وأبحاثهم وسيناريوهاتهم وخططهم لكانوا عرفوا نهايتهم، لكن العرب أعمتهم مصالحهم عن مصالح أمتهم. يقول فوكوياما في “نهاية التاريخ” يبدو أنه “من الممكن استثناء الإسلام ـ مبدئياً على الأقل ـ من هذا الحكم العام حول الإيديولوجيات المنافسة للديمقراطية، فالإسلام يشكل ايديولوجية متجانسة ومنتظمة، مثله في ذلك مثل الديمقراطية والشيوعية، مع دلالته الخاصة في الأخلاق ومذهبه في السياسة والعدالة الإجتماعية، وقد هزم الإسلام في الواقع الديمقراطية الحرة في أجزاء كثيرة من العالم الإسلامي موجهاً تهديداً خطيراً للممارسات التحررية حتى في البلاد التي لا تمثل قوة سياسية ذات بال. وعلى الرغم من الحديث عن جاذبية الإسلام العالمية، إلا أنه تبقى الحقيقة الواضحة والأكيدة هي أن هذا الدين ليس له أي جاذبية خارج المناطق ذات الثقافة الإسلامية، فقد انتهت ايام الغزوات الثقافية الإسلامية، قد يكسب الإسلام أحياناً اتباعاً ساخطين على أوضاع معينة، لكن لا رنين له لدى الشباب في برلين أو طوكيو مثلاً. وبينما يوجد حوالي بليون من البشر ذوي ثقافة إسلامية ـ أي حوالي خمس سكان العالم ـ إلا انهم لا يستطيعون تحدي الديمقراطية الحرة الموجودة في العالم على المستوى الفكري أو النظري. وفي الواقع، فالواضح أنه بات ممكناً إختراق العالم الإسلامي ـ على المدى الطويل ـ بالأفكار التحررية، لأن مثل هذه الأفكار قد جذبت العديد من المسلمين الأقوياء خلال القرن ونصف الماضيين، ويبدو انه من أسباب إحياء الأصولية الإسلامية التهديد الذي أحست به هذه المجتمعات الإسلامية التقليدية بسبب إختراقها بالقيم والإفكار الغربية التحررية”.
إن هذا الكلام الخطير للمنظر الأميركي هو يعتبر بمثابة خطة أميركية يتم العمل عليها من أجل تدمير الثقافة الإسلامية، وهو ينطبق تماماً على الإرهابيين الذين يغزون العالم باسم الإسلام والتبشير به، وينطبق تماماً على الجماعات التكفيرية التي تضرب وتبطش وتقتل في سورية وتزعزع الإستقرار باسم الإسلام، تنفيذاً لخطة أميركية خطيرة لتدمير الثقافة الإسلامية والنهج المقاوم.
وهذا السيناريو تدفع ثمنه اليوم البلاد العربية بما يحدث فيها من أحداث مريبة ومخيفة، ولو أن أحداً من العرب الأميركيين المتصهينيين كانت تهمه أمته العربية لما كان سعى إلى تغليب مصالحه وتطبيق السيناريوهات الأميركية، فما يحدث في العالم العربي اليوم هو عصارة هذا الفكر الخبيث الذي يقدمه فوكوياما وغيره من المنظرين الغربيين للقضاء على الدين الإسلامي والأمة العربية، ويبدو واضحاً وجلياً أن ما يحصل في عالمنا اليوم هو نتيجة هذه الأفكار الخطيرة عن الإسلام والديمقراطية، ويمكن القول أن ما يحصل اليوم هو ما كان يتحدث عنه فوكوياما في كتابه “نهاية التاريخ” منذ العام 1992، ولكن بمسميات أخرى وخطط مموهة عن الإسلام.
وعلى الرغم من العرض المقدم اعلاه، والإفتراضات المفترضة عن نهاية التاريخ بنهاية سورية (التي هي مقاسة على قياس نهاية التاريخ الفوكويامية) وبمعزل عن أية حديث عن تناقض في الأفكار التي أسردها، إلا أنني لا أرى أن ما يحصل في سورية في الوقت الحاضر سيكون نهاية العالم ـ على الرغم أنه يمكن أن يكون مقدمة قوية لنهاية العالم ـ ونحن لا نتحدث من منطلق فكري خيالي “لا ديني” كما يتحدث المفكرين في الغرب، بل إننا ننطلق من تعاليم دينية إسلامية غير تشاؤمية. كما أنه في الحديث السياسي والعلاقات الدولية لا يمكن القول عن نهاية للعالم، وذلك منطلق من ثقة عمياء بأن الرئيس بشار الأسد لن يرحل، وسورية ستنتصر، والحق سيكون نهج المنتصرين، وبالتالي فلن نشهد نهاية العالم بل سنشهد بناء نظام عالمي جديد يقوم على الحق ورفض الطغيان، ودحر العدو الصهيوني من فلسطين لتحرير القدس والمسجد الأقصى، وسنشهد أكبر هزيمة تاريخية لأميركا، وسنكون بانتظار اليوم الموعود.
 

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=48&id=22813


Warning: Unknown: open(/var/cpanel/php/sessions/ea-php56/sess_kcvblrr98p44bq98i4mrdq5oi2, O_RDWR) failed: No space left on device (28) in Unknown on line 0

Warning: Unknown: Failed to write session data (files). Please verify that the current setting of session.save_path is correct (/var/cpanel/php/sessions/ea-php56) in Unknown on line 0