دام برس -  حوار: محمد قاسم الساس
شغلت العالم بحضورها المتألق وأثارت الجدل حولها تبعاً للنجاح الذي حققته في هذا الموسم. ضيفتي ممثلة سورية شابة تختلف عن زميلاتها بشخصيتها المتفردة التي تملؤها الطبية والمصداقية، وكذلك أداؤها الرفيع بالإضافة لجمالها المختلف عن سواه. حيث وجدتها تضج حيوية وتملؤها الثقة بالنفس. في أول إطلالة إعلامية لها بعد نجاحها الباهر الذي حققته بتجسيدها شخصية "ميرفت" ضمن المسلسل السوري الاجتماعي المعاصر (بنات العيلة)... الممثلة السورية النجمة "نظلي الرواس" تحل ضيفةً غاليةً معنا لنفتح معها كواليس هذا العمل، ونكشف معاً مفاتيح النجاح، ونعرض للعلن كل الملفات على اختلافها. وما بين الإنسانة والنجمة والزوجة دار حديثنا لتكشف لنا الكثير من المفاجآت.  

1_ بدايةً... أهنئك على نجاحكِ الذي حققته في هذا الموسم بتأديتكِ شخصية "ميرفت" ضمن مسلسل (بنات العيلة) للمخرجة رشا شربتجي، هذا العام عامكِ، أليس كذلك؟
إن شاء الله... أتمنى أن يكون هذا العام "عام نظلي الراوس"، خاصةً بعد الجدل الذي أثارته هذه الشخصية التي لعبتها وتضاربت الآراء حولها وكذلك درجة التعاطف والتعاطي معها، علماً بأنه يوجد العديد من النجمات اللواتي قدمن أدواراً رائعة، ولا يسعني إلا أن أقول لهن: يعطيكن ألف عافية، لأنكن أمتعتمونا بهذه الأعمال الجميلة.

2_ كيف تم ترشيحكِ لهذا الدور؟
بصراحة تلقيت اتصالاً من الشركة المنتجة _كلاكيت_ كي أجسد إحدى شخصيات العمل ووقتها لم تكن شخصية "ميرفت" هي المعروضة عليّ وبعد قراءتي للشخصية التي أرسلوها لي اعتذرت عن المشاركة لأنني لم أحبها ولم أجد نفسي فيها، من ثم أخبروني بأن المخرجة "رشا" تريد مني تجسيد شخصية أخرى وهي شخصية "ميرفت"... لا أخفيك بأنني عندما كنت أقرأ النص كاملاً لفتت نظري هذه الشخصية وقلت في نفسي ترى من ستجسد هذه الشخصية المركبة؟ بالإضافة لكل من شخصية أم البنات التي لعبتها "تولين البكري" ومضيفة الطيران التي جسدتها "قمر خلف"...

3_ (أقاطعها بقولي) هذا يعني بأن الشخصية التي عرضت عليكِ لم تكن إحدى الشخصيات الثلاث التي تحدثت عنهن؟
للأمانة لا ولا أريد الخوض بالأسماء... بعد تعاوني مع المخرج "مثنى الصبح" في مسلسل (جلسات نسائية) العام الماضي كان يوجد لدي رغبة بالعمل مع المخرجة "رشا شربتجي" كونها مبدعة ولها عينها الخاصة، والعمل معها بمثابة توقيع لوجودك بالوسط الفني بشكلٍ أقوى، وبالتالي وافقت على تأدية "ميرفت" لتوفر الشروط التي أبحث عنها، والحمد لله العمل ككل لقي النجاح وكذلك دوري فيه.

4_ اختياركِ لدورٍ واحد تظهرين فيه جاء أسوةً بنجوم الصف الأول الذين يفضلون التواجد بهذه الطريقة لإثبات نجاحهم بقوة ولتقولين بأنكِ هنا؟ أم اختياركِ يعود لمسألة العرض والطلب لا أكثر ولا أقل؟
عرض عليّ المشاركة في كل من مسلسل (صبايا) ومسلسل (أرواح عارية) وفيلم (عرائس السكر)، أحببتهم ولكن لم أجد فيهم المساحة التي أنشدها فاعتذرت عن المشاركة فيهم. لقد دخلت إلى هذه المهنة ببساطتها وبعفويتي... أحبها كما هي ولا أريد الدخول بتفاصيلها وتعقيداتها كمسألة الصفوف والمنافسة وإلى ما هنالك من مسائل عديدة. لست مع المشاركة بأكثر من عملين في الموسم الواحد كي لا بتشتت المشاهد إثناء المتابعة إلا إذا تطلب الأمر ذلك، خاصة مع وجود ملّكة تجسيد أكثر من شخصية في ذات الوقت عند بعض الفنانين. بالنسبة لي أفضل التواجد بعمل أو أثنين مهمين أقول من خلالهما بأنني موجودة ويحسب لهما حساب خاص "وهيك بيكون كتير برافو"، فالتواجد والنجاح ليس مرهوناً بعدد الأعمال بل بالجودة التي تتوفر في هذه الأعمال.

5_ ورد اسمكِ بعد الأسماء التي حملت البطولة على "تتر" المسلسل، هل كنت راضية عن هذا الترتيب؟
بصراحة لقد فوجئت بذلك وحزنت، لأنه كان من المفترض ورود كل أسماء البنات في البطولة بالإضافة لوجود أسماء لها تاريخها مثل (م.ثناء دبسي وم.مها المصري وأ.سليم صبري) كان يتوجب عرضها بشكلٍ لائق أكثر من الطريقة التي عرضت في الشارة.

6_ ألم تستفسري عن الموضوع خاصةً إذا تمت مخالفة ما تم الاتفاق عليه سابقاُ؟
لا أدري لماذا حصل ذلك؟ وهل الشركة هي المسؤولة أم المخرجة... وللأسف بأنني لم أكن ضمن اللذين اتفقوا على هذا الأمر أثناء توقيع العقد، فهذا الجانب علمت به لاحقاً. كل القصة بأني شاركت في العمل لأنني أحببت تجسيد "ميرفت" وكنت على يقين بأن أسمي سيرد ضمن قائمة "في" تلقائياً لأهميته في العمل.

7_ في المقابل وجدنا بأن محطةmbc  قد خصصت لمشاهدك "برومو" حمل عنوان المسلسل، فهل تري في ذلك إنصافاً لكٍ؟
بصراحة أحببت الفكرة وبالتأكيد أنصفتني لأنني وجدت فيها دعماً لي، وشعرت بأنها بمثابة شكر لأدائي لهذه الشخصية وبهذه الطريقة.

8_ كتبت الصحافة وكذلك النقاد بأنكِ تستحقين جائزة لإبداعكِ في تأدية هذا الدور المركب، وبأنكِ انتقلتِ لمرحلة اختيار الأدوار والمنافسة، ما تعليقك ع ذلك؟
أشكرهم على فكرة منحي جائزة، علماً بأنني عندما أديت دوري لم أفكر وقتها بمسألة الجوائز وإلى ما هنالك، كان كل اهتمامي منصباً بأن أؤدي دوري على أكمل وجه. لم أدخل الوسط من باب تحقيق شهرة ما أو أن أكون رقم 1 أو 2، لست نداً مع أحد والعكس صحيح، كوني أؤمن بمسألة النصيب. ربما قد تستغرب طريقتي ولكن هذا هو أسلوبي فالقصة لدي أبسط مما تتخيل، ربما لأنني لم ألعب عدة أدوار بعد تخرجي من المعهد للوصول لمرحلة اختيار الأدوار، خاصة كوني غير مسؤولة مادياً عن عائلتي، وهذا مكنني من أن يكون الفن بالنسبة لي لعبة إما أن أدخلها وأنا سعيدة وإما لا. 

9_ بالمقابل وجهت انتقادات للنهاية التي ألمت بـ "مرفت" كونها ارتكبت جرائم لم تعاقب عليها وتعاطف الجمهور معها رغم الشر الذي يسكنها، حيث رأوا في هذه النهاية تشجيع على العنف وارتكاب الجريمة بسبب غياب العقاب، فما رأيك؟
أريد أن أطرح سؤالاُ هنا: هل الشرير في الحياة دائماً ينال عقابه؟ الجواب: أكيد لا، فلماذا دائماً نحمل الدراما أكثر من طاقتها؟ لماذا علينا تقديم الحلول المعتادة التي يتوقعها المشاهد؟ مهمة الدراما تسليط الضوء على شخصيات موجودة في الحياة وليس من واجبها تقدم الحلول دائماُ. ويتوجب عليّ هنا أن أشكر الكاتبة "رانيا بيطار" على هذه النهاية الجميلة التي اختارتها، كما وأشكر المخرجة "رشا شربتجي" على الطريقة الإخراجية الرائعة وكذلك أتوجه بشكر لكل فريق العمل.

10_ أي خصال تشتركين فيها مع شخصية "ميرفت"؟ وبأي منها تختلفين؟
على فكرة كانت السعادة تسكنني عندما كنت أؤدي دوري واشعر بالفرح كوني أحب في "ميرفت" قوتها وحيويتها وتشبهني كوني سريعة الغضب وأيضاً سريعة الهدوء، وهي مختلفة عني من حيث الشكل، فأنا لا ارتدي الكعب العالي وأنزعج من الطريقة التي كانت تمضغ بها العلكة وكذلك الطول الزائد للأظافر. هنالك أشخاص يعتقدون بأنني أشبهها لحد كبير... حرام أنا لست "ميرفت"، أنا "نظلي" التي استطاعت إقناعكم بأدائها لدرجة ربطتم بينها وبين الشخصية التي جسدتها وهذا دليل نجاح لا أكثر ولا أقل. 

11_ هل ستسعين لتحقيق خطوات مدروسة على أرض ثابتة في أدوارك المقبلة؟ أم كل ما نراه هو مجرد "فقاعة" علت في الجو قبل انفجارها؟
إن شاء الله لن أكون "فقاعة". الشهرة سهلة فيما تكمن الصعوبة في الحفاظ على المستوى الذي وصلت إليه والمثابرة لكي تتقدم إلى الأمام... الأصعب هو ما بعد (جلسات نسائية وبنات العيلة) ولذلك يتوجب عليّ التريث في اختياراتي للموسم القادم كي أقدم ما ينال على إعجاب الناس ولكي أحقق نجاحاً جديداً لي.

12_ الوسط الفني يفرض على النجمة بأن تكون حرة إن أرادت التواجد في الصفوف الأولى وتاريخ النجمات يشهد على ذلك، فهل سنسمع خبر انفصالك عاجلاً أم أجلاً على غرار زميلاتك؟
"كش برّا وبعيد" (تقولها ضاحكة) لا لا... لم أفكر أبداً في هذا الموضوع، وأن شاء الله لن يحدث شيء من هذا القبيل، لأني أستبعد حدوث الفكرة كون علاقتي مع "جلال" والحمد لله جيدة وهي مبنية على الحوار والتفاهم. زوجي رجلٌ مثقف ويعرف ماله وما عليه وعائلتي تعد أولى اهتماماتي. عندما تزوجني قبل 8 سنوات كنت ما أزال طالبة في المعهد العالي للفنون المسرحية وهو كان يعلم بأنه سيأتي يوم أدخل فيه عالم التمثيل، ولولا مساعدته الدائمة لي لما وصلت إلى ما أنا عليه اليوم... بصرف النظر إذا كان الثنائي من الوسط الفني أم لا علينا أن لا نجردهم من إنسانيتهما، ربما تنجح العلاقة بينهما ويستمر زواجهم وربما لا، وأختم بقولي بأن التفاهم والحوار هو الأساس لديمومة العلاقة الزوجية. 

13_ كيف تلقى إذن زوجكِ الممثل "جلال شموط" نجاحكِ هذا؟
يفرح لي ويبارك لي بنجاحي. دائماً نتناقش في أدوارنا التي نجسدها خاصة بأنه يوجد لدينا نظرة أكاديمية تغني المشاهدة لدينا، وهذا ما نمارسه عادةً كي نقدم الأفضل ونتجاوز العثرات في المرات القادمة.

14_ كونكِ نجمة جديدة وكتاب شخصيتها مازال مبهماً، فأي فصولٍ سوف تطلعينا عليها؟
أرى بأن الحياة جميلة ببساطتها وتعقيداتها، وأحب أن أعيشها كوني أعلم بأنه من المحتمل أن أفارقها بأية لحظة. لا أندم على شيءٍ فعلته في الماضي فلولاه لما وصلت لما أنا عليه الآن. دخلت المعهد كي أحقق حلمي في التمثيل حيث اتخذت قراراً مع سبق الإصرار بعد تخرجي بأن ألزم منزلي لمدة 5 سنوات كي أؤسس عائلي والحمد لله رزقت بطفلتين ومن ثم توجهت إلى التمثيل. أكره الروتين وأمارس الرياضة مجبرة كوني لا أحبها وعليّ فعلها كونها ضرورية. علاقتي مع الانترنيت وتكنولوجيا التواصل سطحية للأسف. أنا "بيتوتية" وأحب الطبخ لدرجة إن أردت أن أدلل أحدً ما أقوم بدعوته إلى منزلي كي أطهو له بنفسي لكي أشعره بقيمته لدي. أخيراً لا أحب لحظات الضعف وأميل بطبعي إلى القوة. 

15_ ختاماً... هل من كلمة تقولينها؟
أشكرك على المجهود الذي بذلته كي يكون لقائنا بهذه الطريقة التي أسعدتني واستمتعت بكل تفاصيلها، وتحياتي لموقع (دام برس) على أمل اللقاء معكم دائماً.
mohamadsass@yahoo.com
Facebook.com/ Mohamad k alsass