الرئيسية  /  رأي دام برس بقلم مي حميدوش

السياسة السورية والفن السابع الهوليودي العالمي والسقوط المدوي لمشروع التآمر على سورية.. بقلم : مي حميدوش


دام برس : السياسة السورية والفن السابع الهوليودي العالمي والسقوط المدوي لمشروع التآمر على سورية.. بقلم : مي حميدوش

دام برس

سبعة عشر شهرا قد خلت وما زال الحدث الأهم والأبرز حول ما يجري على الساحة السورية يتصدر العناوين الرئيسة لوسائل الإعلام المسموعة والمقروءة والمرئية والممولة من اللوبي الصهيوني وأدواته في المنطقة من مشايخ النفط والمستفيدين من مشروع الشرق الأوسط الجديد، وما أنفتئت تلك المؤسسات الإعلامية المشبوهة تسعى جاهدة لغزو العقول قبل القرى والبلدات وزعزعة الثقة بالدولة قبل الأمن والاستقرار، كل ذلك وفق خطة ممنهجة ثلاثية الأبعاد تستهدف خط الممانعة وثقافة المقاومة ووحدة الجيش والشعب هذا البعد الأول، أما البعد الثاني يتمثل بخلق تكتل وإجماع دولي يمهد لتكرار السيناريو الليبي على الأرض السورية مستخدما كتلة هشة من مجموعة غير متناسقة لا تملك هدفا ولا مشروعا تدعي الثورة من أجل الحرية والديمقراطية تحت ما يسمى "المعارضة الوطنية" التي ولدت من رحم ثقافة الاستسلام والاستزلام والتبعية، أما البعد الثالث الذي هو محور الموضوع فيأتي بفعل وتأثير ما خلصت إليه التقنية المتطورة لوسائل الاتصال عبر فبركات إعلامية وأخبار زائفة و حكايات خيالية تشبه حكايات الجدات عن الغول والعنقاء والخل الوفي، وحكايات السلاطين والأمراء والشاطر حسن.
لكن هذا الغل والعهر السياسي لم يقف عند هذا الحد فجيشوا ومولوا مجموعات إرهابية مأجورة وحرضوا مشايخ الدجل لزرع الفتنة وحاصروا البلاد والعباد بقرارات جائرة إلا أن المارد السوري ما زال منتصب القامة راسخ رسوخ الجبال راياته مشرعة تتحدى الصعاب، هذا الفارس السوري المتسربل بعلم الجمهورية العربية السورية ما زال يمتطي صهوة جواده على كتفه البندقية وفي يمينه سيف يوسف العظمة.
لقد خاب فألهم أولائك الذين حاكوا خيوط المؤامرة في الغرف المظلمة أو لعلهم لا يتقنون علم الحساب السياسي، يجهلون قراءة التاريخ ويتجاهلون تنبؤات المستقبل وبين هذا وذاك تنادوا وارتأوا أنه ربما يستطيعون أن ينفذوا إلى إرادة المواطن السوري من خلال الفن السابع فلطالما استطاعت استوديوهات هوليود أن تزور حقائق التاريخ وتتاجر بقضايا الشعوب ولما لا والممول أي بلغة الفن السابع " المنتج " مستعد للدفع، وكاتب السيناريو ينفرد بملكة خيالية تساعده المؤثرات في تصوير ما يقنع المشاهد من هنا تبدأ الحكاية بعد أن كشف جهاز الاستخبارات الصينية في وقت سابق عن أن أضخم عملية سينمائية تقوم بها شركة "مترو غولن ماير" في استوديوهاتها في هوليود في الولايات المتحدة الأميركية تخدم أجندات سياسية صهيو عربية وهذا المشروع يهدف إلى تصوير عملية سينمائية تظهر فيها مشاهد تبدو حقيقة لعملية مزيفة تمثل "سقوط نظام الرئيس بشار الأسد".
وفي هذا السياق نقلت القناة الروسية الثانية لقاء مع المتحدث باسم جهاز المخابرات الصينية حيث قال أن لدى الاستخبارات الصينية معلومات مسربة ومؤكدة  من مصادر لها ضمن فريق عمل المشروع، تفيد بأن شركة "آسا ديز داك ريلي" ومقرها مدينة فيلادلفيا بولاية نيفادا في الولايات المتحدة الأميركية هي المنتج الرئيسي للمشاهد التي أطلق عليها سراً اسم "السقوط المدوي" والهدف منها في النهاية إضعاف معنويات الجيش العربي السوري والمؤيدين للرئيس السوري بشار الأسد بعد أن ثبت وحدة وتماسك المؤسسة العسكرية والتفاف الجماهير الشعبية حول قيادتها وانتقال أعداد كبيرة من المواطنين من مربع المعارضين إلى مربع المؤيدين بعد أن اكتشفوا الحقيقة و أدركوا أبعاد المؤامرة.
لقد استحضروا المشهد الليبي وعملوا على استنساخ تصاميم مجسمة ذات أحجام حقيقية تمثل القصر الجمهوري السوري وجبل قاسيون ومطار دمشق الدولي وملعب العباسيين وبناء القيادة القومية وكل من ساحات الأمويين والعباسيين والسبع بحرات ومكتبة الأسد الوطنية ومنطقة جسر السيد الرئيس حافظ الأسد في العاصمة دمشق، إضافة إلى مطار الضمير العسكري وإحدى المزارع الخاصة التابعة لأحد كبار الضباط، والهدف من ذلك كله رسم مشاهد حقيقية لسيناريو "سقوط النظام" تماثل تلك التي كانت في باب العزيزية حيث ساهمت تلك المشاهد في تسريع عملية إسقاط الدولة في الجماهيرية الليبية. 
وبغية الوصول إلى حبكة تقنع المشاهد بما يتضمنه النص كان لابد من الاستعانة بشخوص تمثل أفراد من القوات المسلحة بتسلسل رتبي قد أعلنت انشقاقها عن وحداتها العاملة بمختلف أصناف الأسلحة مع الأخذ بعين الاعتبار هوية وطائفة كل واحد من هذه الشخوص، وتتالى الأحداث الدرامية في الفيلم بحيث تنقل مشاهد لمعارك عسكرية يستخدم فيها مختلف أصناف الأسلحة يوظف من خلالها المخرج كل وسائل الإبداع لأفلام رامبو الأميركية المعهودة وبعد مرور ساعات من العمليات الحربية يعلن المخرج عن نجاح الهجوم وسقوط القصر الجمهوري بيد العصابات المسلحة وبالتالي سقوط الدولة.
فيدب الذعر والهلع بين المواطنين المتلقين وتعم الفوضى أرجاء الوطن، بطبيعة الحال لا يمكن لهذا المشروع أن يكلل بالنجاح ما لم تنفرد بالبث قنوات فضائية مثل الجزيرة والعربية والسي إن إن وال بي بي سي والتلفزيون الفرنسي، وفي خطوة تمهيدية لإقناع المشككين بتلك القنوات المغرضة بدأت خطة إسقاط المحطات الفضائية الوطنية في سورية وذلك بعد أن اتخذت جامعة الدول العربية قراراً مفاده منع بث هذه القنوات على قمري العرب سات والنايل سات الفضائيين، وتشمل هذه الخطة استنساخ هذه المحطات عبر إنشاء استوديوهات مشابهة لتلك الموجودة في القنوات السورية واستخدام نفس الشارات ولم يكتفوا بذلك فقد لجؤا أيضا إلى اختطاف احد المذيعين السوريين إضافة إلى اختفاء مذيع آخر في ظروف غامضة ، ومن المعلوم أنهم سيستخدمون هؤلاء الأشخاص من أجل الإيحاء بصدق المعلومات التي سيتم بثها وفي خطوة تؤكد صحة ما نقول قامت قناة روسيا اليوم بنقل جزء من بث إحدى هذه المحطات والتي كانت تستخدم الشارة الخاصة بالقناة الفضائية السورية وتبث الأغاني الوطنية تمهيدا لأمور أخط ويرجح بعض المراقبين أن يكون شمال لبنان مكانا لبث هذه المحطات حيث يقدم تيار 14 آذار الدعم المادي و اللوجستي للعصابات المسلحة.
وكما هو الحال في جميع الأفلام لابد من البحث عن بديل للشخصيات الرئيسة في العمل لذلك تم استضافة شبيه للسيد الرئيس بشار الأسد في الدوحة حيث تناقلت بعض وسائل الإعلام هذا الخبر ونشرت صورة لجواز سفره وتنبأت مواقع الغل التابعة للعصابات الحاقدة أن يتم اغتيال " لا سمح الله " السيد الرئيس في أول أيام عيد الفطر ويقتضي التنويه أن هذه المزاعم لا صحة لها والهدف منها التأثير النفسي على معنويات الشعب السوري .
وفي ضوء ذلك لابد لنا من أن نذكر بأن يوم جريمة دمشق والتي استهدفت مقر الأمن القومي واستشهد فيها أربعة من كبار القادة السوريين قد تم قطع بث قناة الدنيا بشكل مفاجئ في خطوة أولى لتنفيذ مخططهم التآمري.
وكعادتهم المتآمرين يحاولن التغطية على فشلهم في كل مرة حيث قاموا بالتركيز على مضمون المؤتمر الصحفي الذي عقده الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية السورية حيث تحدث بأن سوريا في حال امتلاكها لأسلحة كيميائية فإنها في مكان آمن ولن تستخدم في أي مواجهة داخلية مع العصابات المسلحة لذلك فقد قامت وزارة الخارجية الروسية بالتعليق على الموضوع وإيضاح هذه المسألة التي أريد بها أن تكون حجة للتدخل الخارجي بعيدا عن قرارات مجلس الأمن.
عزيزي القارئ قد يجول في ذهنك أن ما قرأته في تلك السطور عبارة عن هواجس ولو كنا في مصباح واحد نيسان لاعتقدت أنها أكذوبة نيسان، إلا أن المراقبون والمتابعون للملف السوري الذين أكدوا مصداقية المعلومات المسربة والتي تؤكد على صحة هذا المخطط والجهات المشاركة به تدرك أهمية الوعي بتفاصيل وانعكاسات هذا المخطط وهنا لابد لنا من تأكيدا على ما ورد أن نذكر أن تكلفت هذا الفيلم قد تجاوزت اثنان وعشرون مليار دولار وقد تكفلت دويلات الخليج وعلى رأسها مملكة آل سعود وقطر إضافة إلى تركيا وبعض دول الجوار بتسديد كامل النفقات.
وليعلم أولئك الذين تحالفوا مع الشيطان أن سورية بقائدها وشعبها وجيشها عصية عليهم وستبقى أبدا معقلا للمقاومة وأرضا للبطولة والفداء.   
manager@dampress.ner

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=28&id=21759