الرئيسية  /  أخبار

حماس هي من خسرت سوريا وليس العكس .. بقلم: نورا الحاج


دام برس : حماس هي من خسرت سوريا وليس العكس .. بقلم: نورا الحاج

دام برس

الرابع عشر من تموز يوم سيبقى حاضرا في ذاكرة الشعب السوري، في ذلك اليوم شهد مخيم اليرموك في مدينة دمشق حوادث متفرقة أظهرت أن بعض الأشقاء الفلسطينيين دخلوا على خط الأزمة السورية. لقد كان الموقف الفلسطيني من الأزمة السورية يعتبر من القضايا الشائكة جداً في تطورات الوضع السوري، فالفلسطينيون يتمتعون في سوريا بنفس حقوق السوريين، يدرسون ويعملون ويعيشون معهم ويتمتعون بحقوق المواطنة كاملة.

وهنا لابد لنا من أن نتحدث عن حركة " حماس" التي كانت ومازالت مشمولة برعاية القيادة السورية التي قدمت لها كل أشكال الدعم من اجل الاستمرار في العمل المقاوم ولقد كان موقف الحركة مثيرا للجدل في الشارع السوري، فالقيادة السورية تحملت الكثير من الضغوط الدولية وبقيت محافظة على نهجها في دعم حركات المقاومة على اختلاف توجهاتها ومعتقداتها، سورية وعلى امتداد التاريخ كانت تشكل الحاضن لكل حركات التحرر وعندما تعرضت سورية الصمود إلى مؤامرة كونية بأدوات عربية اتبعت حركة حماس سياسة النأي بالنفس وفي بداية الأزمة تفهم الشارع السوري أن الحركة وقيادتها لا تريد أن تتدخل بالأزمة أو أن تتخذا موقفا منها مبررة ذلك بأنه شأن سوري داخلي، ولكن بعد التحرك المفاجئ في ملف المصالحة الفلسطينية وإتمام عملية التبادل التي شملت إطلاق سراح الأسير جلعاد شاليط وظهور أبو الوليد على شاشات التلفزة العالمية في مؤتمر صحفي عقد في دمشق ليشكر كل الأطرف وينسى أن سورية هي الداعم الرئيسي للحركة التي يمثلها فهذا الموقف ترك أثرا في نفس كل مواطن سوري عروبي شريف ومع توالي الأحداث يغادر بعض قادة الحركة خارج دمشق التي كانت الملاذ الآمن لهم بعد أن رفضتهم كل دول العالم والمشكلة الأكبر أن سورية ومن دوافعها العربية والتي وقفت إلى جانب قطاع غزة المحاصر ومدته بالمال والسلاح والمعونات الإنسانية من منطلق حرصها على دعم القضية الفلسطينية يرد عليه رئيس وزرائه المحاصر والذي فجأة سمح له بمغادرة القطاع إلى دول الخريف العربي ليقبل يد شيخ الفتنة الذي استباح دماء السوريين.

يرى بعض المحللين السياسيين أن حركة حماس اتجهت مع تيار ما يسمى الربيع العربي لتحافظ على مكتسباتها السياسية في حكومة غزة وخاصة أن الأخوان المسلمون يشكلون الرافعة الرئيسية في عدد من الدول التي أصابها إعصار الربيع الصهيوعربي.

ولا يخفى على أحد أن حركة حماس تعتبر من أحزاب الأخوان المسلمون تنتهج بأفكارهم وتعتقد بمعتقداتهم.

وعلى الرغم من ادعائها أنها تقف على الحياد وزعمها أنها لا تتدخل بالشأن الداخلي لسورية، فقد صدم الشارع السوري مرة جديدة بقول حركة حماس إنها تأمل بأن يصبح العيد عيدين عند التخلص من النظام في سورية خلال شهر رمضان المبارك، هذا القول جاء في تصريح رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني القيادي في حركة حماس، في لقاء له مع وكالة أنباء الأناضول التركية، جواباً على سؤال حول موقف الحركة من الأزمة السورية.

ولم تكتفي حركة حماس بذلك حيث نقلت مجلة روز اليوسف المصرية عن "خالد مشعل" عرضه لتقديم معلومات عن الجيش العربي السوري للكيان الصهيوني مقابل الإفراج عن بعض المعتقلين في السجون الإسرائيلية.

وهنا لابد أن نقول أن الضغط السعودي القطري على حركة حماس استطاع أن يجبر خالد مشعل على الخروج من سوريا وتطبيع العلاقات مع الأردن ومن ثم الانتقال إلى قطر والسعودية.
هذه التحركات المريبة التي تقوم بها حركة حماس هي طعنة غدر في ظهر سوريا الصمود التي احتضنت حركة حماس وقدمت لها الدعم المعنوي والمالي والعسكري لمواجهة العدو الإسرائيلي.
ماذا يعني ذلك يا خالد مشعل ؟ هل هذا هو التوقيت الصحيح لكي تذهب وتعيد علاقاتك وترممها ؟ في وقت تواجه فيه سوريا اخطر أزمة منذ أن حملت لواء المقاومة ضد العدو الصهيوني ! لا اعتقد أن كل ما يحدث جاء بالصدفة وهناك أمور كثيرة تجري بالخفاء وما عودة خالد مشعل المفاجئة للأردن بعد انقطاع دام ثلاثة عشر عاما إلا دليل قوي على ما يجري، يا خالد مشعل زيارتك لعواصم التأمر العربي ضد سوريا  هو إعلان حرب ضد الصمود، وفي كلمة أخيرة حماس هي من خسرت وليس العكس

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=12&id=21756