دام برس - أحمد صارم
"سيسقط النظام السوري خلال فترة قصيرة !" هذا ما جادت به قرائح جهابذة الخليج منذ أكثر من عام ، مرت الأسابيع الأولى مما يسمونه "ثورة" و عدنا لنسمعهم يقولون : سيسقط قبول حلول شهر رمضان الكريم ، و ذلك على اعتبار أنهم مؤمنون أتقياء من أصحاب الدعاء المستجاب ... مرّ شهر رمضان و بعده العيد و لم يسقط النظام ...
ثم بدأ أعلام الثورة يطالبون بالتدخل الخارجي بشكل (حماية دولية) و بعد ذلك بـ(الحظر الجوي) مطالبين بـ (طرد السفراء) و بـ (منطقة عازلة) قبل أن يتبين لهم أن القوى الغربية لا تجرؤ على اتخاذ مثل هذه الخطوات تجاه سورية كما حصل مع ليبيا.
و بالتوازي مع ذلك كان هنالك تعويل على العمل المسلح ضد الدولة اعتماداً على الدعم العسكري والتحريض الإعلامي الخارجي ، إلا أن ذلك انتهى بهم إلى هزائم عسكرية و تراجعهم عن جميع المناطق التي قاموا بالعربدة فيها ، و مرة أخرى ثبت أن النظام لا يمكن أن يسقط بهذه الطريقة أيضاً.
و عدنا لنسمعهم أنهم سيسقطون النظام عبر شل البلاد من خلال (إضراب الكرامة) ، و لكن هذا الإضراب لم يكن له وجود إلا على بعض القنوات الخليجية ، و جميع المناطق التي ادعوا حصول الإضراب فيها كانت تعيش وقتها في حالة خلل أمني و استمرت الحياة الطبيعية في باقي المناطق (عمل ، دراسة ، تجارة ...) ، و انتهى الجدول الزمني المحدد للإضراب قبل نهاية العام الماضي و تبين أن هذه الطريقة هي الأقل نفعاً نظراً لأنها تتطلب مشاركة شعبية.
و مع بدء العام الجديد عاد التركيز الإعلامي إلى العمل العسكري رغم تراجع حدته و انحصاره في مناطق معينة ، و لكن بعد هزيمة المسلحين في حمص و تراجعهم في بقية المناطق بدأ الحديث عن (نقطة الصفر) التي تتضمن "مشاركة الجميع بدون استثناء في مظاهرات عارمة في جميع المناطق و بعمليات عسكرية حتى النصر" .
و كما انتهت جميع المحاولات السابقة بالفشل ، من الطبيعي أن تكون نهاية (نقطة الصفر) مشابهة ، و لكن الفرق هنا أن رمي جميع الأوراق يدل على وصول راميها إلى مرحلة الإفلاس و اليأس و بالتالي نهاية الحركة الفوضوية في البلاد و العودة التدريجية للاستقرار الأمني و الإقتصادي إن شاء الله !