دام برس – أحمد صارم
أي شخص سيتعبر أنه من الغريب و المثير للعجب أن يشاهد رقاصة في ملهى ليلي تحاضر عن الشرف و النزاهة ، أو أن يشاهدها تتهم نساءً أخريات بعدم العفة و الإنحلال الخلقي...
و لكن هذا المشهد يحصل بشكل مماثل كل يوم و كل ساعة ، فالقنوات السلفية التي تبث من دول خليجية تنادي الآن بالحرية و الديمقراطية في سورية و تدعم التظاهرات ضد نظام الحكم فيها ، و بنفس الوقت تقف ضد الإحتجاجات التي تطالب بذات الأشياء في دول الخليج و تؤيد الفتاوي الرسمية بحرمة التظاهر و اعتبار المتظاهرين (ضالين) يجب القضاء عليهم !
العهر الإعلامي و السياسي و الأخلاقي لا يقف عن هذا الحد ، فالممالك الخليجية التي تقف في الصف الأمريكي-الإسرائيلي تطالب سورية بتحرير الجولان و محاربة إسرائيل ، و كأنهم يعادون إسرائيل و سيساندون سورية ضدها كما ساندوا حماس و حزب الله من قبل !
و على ذات المنوال ، يدعون إلى الجهاد تارة و إلى تدخل عسكري غربي في سورية تارةً أخرى متجاهلين ما يحرم ذلك دينياً مثل الآية الكريمة (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة) ، و متجاهلين أيضاً وجود عدو يحتل أراضٍ عربية و إسلامية مقدسة منذ أكثر من 60 عاماً و يهدد بهدم المسجد الأقصى بشكل دائم عدا عن القتل و التشريد و الحصار ، بل نجد أنهم يصادقون هذا العدو إما سراً أو علانية و يعادون جميع من يعاديه!
و هنا يحق لنا أن نسأل : لماذا لا نجد فتاوى بالجهاد ضد إسرائيل أو القوى العسكرية الأمريكية الموجودة في دول الخليج ؟ ما هي جنسية النفط الذي يستخدم كوقود للطائرات و الدبابات الإسرائيلية طوال الستين عاماً الماضية ؟ أين أنتم من الحرية و الديمقراطية و كل ما تدعون به ؟!
و لكن ربما يكون الجواب : لا حياة لمن تنادي !