دام برس
وجه المهندس محمد سعيد الدقر كتاب مفتوح إلى السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله, عبر موقع دام برس , هذا مضمونه :
تحية طيبة وبعد:
- بداية أقدم هويتي : محمد سعيد الدقر ، مواطن سوري ، مهندس ميكانيك، في نهاية العقد الثامن ، أديت فريضة الحج منذ عقدين ، مسلم سني .سياسي : وكوني من جيل عاش مرارة الاستعمار ، وحلاوة الاستقلال لا يفرق بين الوطن والضنى ، فإنني مع الإصلاح الجاد ، الذي يقوده المخلصون الأكفاء ويتقون الله بأوطانهم.
- استمعت إلى خطابكم في احتفال عيد المولد النبوي الشريف بتاريخ 7 شباط ، حيث أشرتم في مستهل حديثكم ، عن تقارير تحذر من المدّ الشيعي في العالم الإسلامي ، وذكرتم أن أحد هذه التقارير تقدر عدد من تشيعوا في العالم الإسلامي ، يتجاوز الخمسين مليون ، منذ انطلاق الثورة الإيرانية عام 1979 ، وأبديتم تعجبكم من هذا الرقم وتساءلتم أين هم ؟
- واسمح لي أن أجيبكم عن سؤالكم لأقول : أن العدد غير مبالغ فيه للاعتبارات التالية :
في نظر البعض ، كل من يبدي إعجابه بالثورة الإيرانية أصبح شيعياً ، وكل من يبدي احترامه للإمام الخميني أصبح شيعياً ( مقابل ذلك إذا أبديت إعجابك بالزعيم الإفريقي نيلسن مانديلا فلا حرج بذلك) ، كل من يثني على الصناعة الإيرانية أصبح شيعياً ، وكل من يقول أن المقاومة انتصرت في حرب تموز 2006 أصبح شيعياً ....!
- من هذا المنطلق وبموجب هذا التقابل ، فإن التقدير أعلاه صحيح بل قد يكون أقل من الواقع ، ومن المؤسف أن هذه النظرة تزداد نموا نتيجة للضخ الإعلامي .
- وهذا التوجه ليس جديداً في عالم السياسة . في الستينات من القرن المنصرم كان كل من يتكلم عن العدالة الاجتماعية أو محاربة الفقر ... يتهم بالشيوعية ، بل أكثر من ذلك كان يجرم في بعض الدول .
- انتقل من التشخيص العام لهذا الموضوع ، لإثبات ذلك من خلال تجربتي الشخصية. من ممارستي مهنة الهندسة لأكثر من خمسين عاماً ، وعلى ضوء التجارب والمشاهدات التي مررت بها ، ألفت كتاباً عن الصناعات العربية ، وخصوصا في بلدي سورية ، وشرحت فيه التخبط الذي أصابها نتيجة لقوانين التأميم، التي طبقت في بعض الدول العربية ، والفساد التي ترتب عن ذلك ، وحاولت أن أوضح حقيقة تاريخية ، أن التأميم كان السبب في انهيار الاقتصاد... وتناولت فيه خطط التعليم ومواضيع أخرى ....، وهذا الكتاب رفض نشره من قبل دور النشر وبقي في الأدراج منذ عام 2006 .
- منذ عامين ، وعندما قطعت الأمل في إمكانية نشره ، بدأت أشعر أن المنيّة قد توافيني قبل نشره ، لذلك رأيت من المفيد أن يقرأه أصدقائي ليطلعوا على مضمونه .
- وكانت المفاجئة ، أن أحدهم لم يعجبه مضمون الكتاب، واتهمني بالتشيّع، على الرغم من أن مضمونه سرد علمي لوقائع وشواهد تثبت حقائق !
سيدي :
هل تعلم لماذا؟ لأني :
1- اقتبست مقولتين للإمام الخميني ، إحداها تتعلق في أهداف التعليم والأخرى تحذر من الاستهلاك المفرط . علما بأن الكتاب مليء بمقولات لعدد كبير من العلماء والفلاسفة والمفكرين من جميع أنحاء العالم وعلى مرّ التاريخ ومن مذاهب وطوائف مختلفة ...
2- لأنني قارنت بين انجازات الوطن العربي خلال خمسين عاماً ، وانجازات الجمهورية الإيرانية خلال ثلاثين عاماً في مجال التصنيع الحربي .
3- لأنني مجّدت في انتصار المقاومة عام 2006 .
- وكل ذلك لا يتجاوز الصفحتين من كتاب يضم 400 صفحة ، ومع ذلك كان هذا يكفي له بأن يتهمني بأني تخليت عن مذهبي !
- وهذا الموضوع سبق وتعرض له الإعلامي الكبير حمدي قنديل من خلال برنامجه الشهير "قلم رصاص"، الذي تبثه إحدى الفضائيات ، حيث ذكر في إحدى الحلقات، التي كان يتحدث فيها عن انتصار المقاومة ما يلي :
" إذا كنت اتهم بأنني تشيعت لأني أمجدّ بانتصار المقاومة في حرب تموز فليكن ذلك : فأنا شيعي ! "
وفي اعتقادي منذ ذلك الحين نزل عليه الغضب من كل الجهات واختفى ظهوره على الشاشات الفضائية .
السيد الأمين العام :
أرجو أن لا تثيركم تلك المقولات،لأنها صادرة عن قلّة لها خلفية سياسية وليست عقائدية. كلنا مسلمون، تربطنا أركان الإسلام. لذلك فنحن في مركب واحد، شركاء في المصير، لا يستطيع أحد أن يفرّ منه، مهما حاول تبديل بوصلته !
نعتز بأي انجاز يتم على أية بقعة في العالم الإسلامي ويؤلمنا أي مكروه يقع عليه .
وتفضلوا بقبول فائق الاحترام .
دمشق 8/2/2012
محمد سعيد الدقر