الرئيسية  /  رأي دام برس بقلم مي حميدوش

كرامة الشعب السوري لايشلّها الإضراب .. فقرر مصيره وانتخب .. بقلم : مي حميدوش


كتبت مي حميدوش

اجتمع الغربان في غرفهم السوداء. وكما العادة وليس بغريب عنهم أن يُعلنوا إعلانهم للإضراب في سورية في مُقدمة منهم لإعلان العصيان المدني الذي هم يتوقعون أن يحدث في سورية , ولكن المُلفت هو التسمية التي أطلقوها على هذا الإضراب "إضراب الكرامة" فأي كرامة من هكذا إضراب ؟ وأي نفع سيعود على أبناء سورية من وراء هذا الإضراب؟ إضراب إن حدث فسيفقد أي إنسان حر لكرامته, إن قمت يا من تدعو إليه بهذا فستأتيك مساعدات من الخارج لرأب الصدع والهوة الإقتصادية التي ستحدث نتيجة جهلك. وستقف موقف الشحاذ الذي ينتظر حفنة من العطايا العربية والغربية لتسد حاجاتك البسيطة. فأي كرامة بها تُنادي وأي إضراب ترجو أن يتحقق؟

 

مضت الدعوة لهذا الإضراب وبدأت التوقعات بالتنفيذ له , وقد تزامنت عملية البدء  بهذا الإضراب مع إعلان الحكومة السورية عن بدء إنتخابات الإدارة المحلية في تاريخ 12/12/2011 أي بعد يوم من إعلانهم المشؤوم. فانتظر المُتآمرون التنفيذ , وحلمهم أن تبقى صناديق الإقتراع فارغة يصفُر فيها الهواء , وتناجي الأوراق والمُرشحين. فكان يوم الإثنين 12/12 ليرمي طموحات الداعيين لفقد الكرامة في مهب الريح , فكانت المُفاجأة التي تحدثت عنها حتى بعض المحطات التي وقفت موقفاً مُعادياُ لسورية , ولكن طبعاً ليست العربية والجزيرة. لتقول تلك القنوات: بأنه ورغم الإضراب الذي دعت له قِوى مجلس اسطنبول كانت المفاجأة , الإقبال الجماهيري الكبير الذي شهدته غالبية المُحافظات السورية للإدلاء بأصواتهم التي أبى الشرفاء أن تبقى حبيسة البيوت والحناجر. فمالذي حدث وأي موقف وصل عليه الآن أعضاء مجلس العواء هذا وأي نتيجة لاقوها من شعب كشف كذبهم وزيف ادعاءاتهم وصهيونية مشروعهم. فما هذه الوقاحة التي هم بها, ألهذا الحد وصل بهم فقدان الكرامة ؟ فما أصعب الموقف عندما تطلب من شخص ما أن يُنفذ لك شيئاً ما وعند لحظة الحقيقة ترى بأن هذا الشخص تخلى عنك ببساطة ودونما احترام لا لسنك ولا لفكرك ؟ بل لشرفك الكبير , وطالما لم تُحقق نتيجتك المرجوة التي كُنت تطمح لها فالأولى بك كي تُحافظ على ما تبقى من فضلات كرامتك, أن تُبقي فمك مُغلقاً , لاينطق بأي حرف مهما كان صغيراً. فكفاكم مراهنة على شعب يردّ لكم كل يوم الصاع ألف. شعبٌ عرّاكم من آخر أوراق التوت التي كانت تستركم. فهنيئاً لكم فشلكم وهنيئاً لنا شعبنا .

 

 

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=28&id=16779