دام برس – دينا محمد محمود
إن مع تطور الحياة و التطور التكنولوجي أصبحنا بحاجة إلى مناهج اشمل من المناهج السابقة على الرغم من جماليتها و فعاليتها من حيث السلاسة و السهولة على المعلم و المتعلم فقد قامت بإعداد جيل متماسك يملك ثقافة متنوعة من قومية وطنية علمية و غيرها و مع هذا التطور الحالي للعلم و دخول التكنولوجيا إلى حياتنا بشكل كبير تطلب ذلك تغيير المناهج و بشكل مفاجئ .
ولكن هل قامت وزارة التربية بتجريب هذه المناهج على جميع المستويات و في جميع المحافظات أم اكتفت بالتجريب على مدارس معينة في عدد من المحافظات المتقدمة و الذي قد يؤدي إلى عدم فعاليتها في المناطق المتأخرة تعليمياً كالمحافظات الشرقية .
ومن هنا يجب إن نلفت النظر إلى الملاحظات التالية :
أولاً : لم تقم وزارة التربية بإعداد المدرسين و المعلمين و خاصة خريجي دور المعلمين و تأهيلهم لهذه المناهج .
ثانياً : إن المناطق المتقدمة علمياً تستطيع أن تستوعب هذه المناهج بالتعاون مع أهالي الطلاب الذين قاموا بتأهيل أطفالهم كدخولهم الروضة مثلاً ولكن في المناطق الفقيرة نسبياً لا تستطيع مساعدة أبناءها في استيعاب هذه المناهج وذلك لوجود إضافةً إلى الفقر مشكلات أسرية و تعدد للأولاد وغيرها .
ثالثاً : إن توزيع المدرسين و المعلمين في محافظات القطر لا يواكب هذه المناهج فكثير من المدارس في المحافظات لا تستطيع أن تؤمن الأعداد الكافية من المدرسين و المعلمين ليقوموا بتدريس هذه المناهج فمثلاً نجد مدارس كثيرة في الأرياف لا يؤمن لها مدرسين أكفاء أو لا يؤمن لهم مدرسين نهائياً و خاصة في مادتي اللغة الإنكليزية و الفرنسية و بذلك فإن الطلاب لا يتلقون تعليمهم بشكل جيد و قد أعلنت وزارة التربية أنها ستقوم بتعيين 5064 خريج ضمن برنامج تشغيل الخريجين وهذا العدد هم بحكم المعينين و سيتم تعيينهم بالتدريج فهل هؤلاء قادرون على تدريس المناهج الجديدة دون دورات تدريبية ؟
رابعاً : في مسألة التعيين ورد في جريدة الوطن العدد رقم 1293 تاريخ 28 تشرين الثاني 2011 في مديرية تربية الحسكة أن هناك محسوبيات في النقل و التعيين و نعتقد أن هذا ينطبق عل بقية مديريات التربية في المحافظات .
وقد صرحت وزارة التربية أن 12 ألف مدرس نالوا شهادة دمج التكنولوجيا بالتعليم و هل دمج التكنولوجيا بالتعليم يغطي جميع المناهج التربوية من رياضيات – عربي – إنكليزي و غيرها .
وبذلك نصل إلى أن المناهج الجديدة تعاني من صعوبات منها حشو زائد للمعلومات إن كان على الطالب أو المعلم و عدم ملائمة المعلومة في أغلب الأحيان لعمر الطالب كما أنها لا تناسب جميع الطلاب فالمعلومات التي تقدم في المناهج الجديدة تناسب فئة عمرية أكبر فما يقدم في الصف الرابع كنا نتلقاه في الصف التاسع حتى الأناشيد التي كانت محببة للطالب أصبحت أصعب و أكثر ركاكة فما هو المطلوب من طالب الصف الأول أكثر من القراءة و الكتابة وعمليات الجمع و الطرح البسيطة ؟ و إذا أتينا إلى كيفية تنفيذ هذا المنهاج و توزيعه خلال الأسبوع و العام لوجدنا أن المعلم مطالب بإعطاء أكبر كمية من المعلومات و بأقل وقت وإذا حضر أي مسؤول أو أي موجه ووجد أن المعلم مقصر في إعطاءه توجه له المساءلة فما هو المطلوب هنا إعطاء المعلومة أو السير كما هو مخطط له في التربية من توزيع للحصص و الوقت و الذي هو جدلاً غير كافي لان المعلم في المناطق الفقيرة يأخذ دور المعلم و الأهل .
نحن بحاجة للتطور و لكن بشكل يناسب كل البيئات على اختلاف مستوياتها و إلغاء مسألة الدوام المسائي و العمل على إنشاء روضات في أغلب المناطق و القيام بجولات ميدانية لهذه المناطق المنسية و التي كأنها خارج ملاك التربية و بناء مدارس تحوي الوسائل المناسبة للتطور وإصدار القوانين المناسبة للمعلم والتي تفرض احترامه .
و السؤال الذي يطرح نفسه من الذي يعرف مصلحة الطالب أكثر الوزير - مدير التربية - الموجه التربوي - أم المعلم  ؟

Dinamahmoud12@hotmail.com