الرئيسية  /  من هنا وهناك

الانشغال بعمل مفيد يجعلك أكثر سعادة


دام برس

تؤكد الدراسات أن الناس السعداء يتجنبون الكسل و الرتابة بالبقاء منشغلين؛ حيث يعتقد بأن العمل يجلب السعادة. كشفتدراسة حديثة أن الناس الذّين يعملون أكثر ويكونون مشغولين أكثر يميلون لأن يكونوا أكثر سعادة من أولئك الذين لا يعملون شيئاً.

فقد قام باحثون من جامعتي Chicago و Shanghai Jiaotong بإجراء دراسة على 98 طالباً طلبوا منهم إجراء مهمتين وبفاصل 15 دقيقة بين المهمة و الأخرى حيث قام البعض بالاسترخاء وعدم اجراء أي نشاط لمدة 15 دقيقة أثناء الفاصل وخُيّر الباقون بإجراء نزهة قصيرة.
ثم تم تسجيل تجارب الطلاب وآرائهم من خلال استبيان لا يقدم أي معلومات شخصية.

ففي فترة الاستراحة تم اخبارالمشاركين بأن قطع من الشوكولا توجد في مكان معين وتم تخييرهم بين الذهاب لتناولها في أماكنها عبر إجراء نزهة قصيرة وبين البقاء في أماكنهم ومن ثم اجراء الاستبيان.

لا يوجد أي تأثير لنوع الشوكولا المتناولة على اختيار الفرد في المشي أو عدمه ولكن من الممكن أن تكون هذه الهدية البسيطة دافعاً للتمشية و التنزه.

أقل من نصف المجموعة اختاروا البقاء في أماكنهم لأنهم اعتقدوا بأن لا شيء ممتع في التنزه بينما اختار الباقون التنزه كنوع من التغييّر
بعد انتهاء الدقائق الـــ15 تم توزيع استبيان من خمس خيارات من 1إلى5 حيث يعبر الخيار الأول عن شعور سيء جداً والخامس الشعور بالسعادة الشديدة...وتم سؤال الطلاب عن شعورهم بعد هذه الاستراحة.

حيث بينت النتائج أن الفئة الذين قاموا بالتنزه كانوا أكثر سعادة من أولئك الذين أمضوا الدقائق الـــ15 دون القيام بنشاط.....
حيث خلص الباحثون إلى أن الناس السعداء يهربون من الفراغ ويملؤون أوقاتهم بالنشاطات.

فوائد العمل:
الباحثون يؤكدون أن السر الكامن للسعادة في العمل هو تحقيق النفع للمجتمع ،حيث يوصي بعض الباحثين بأن يوضع الناس غير النشيطين في أماكن عمل غير حيوية، كما ويعتقدون بأن الحافز على العمل قد يكون الخوف من الملل الناتج عن البطالة,,,, كما يعتقد الباحثون بأن الناس يكونون بحال أفضل عموماً عندما يترك لهم الخيار في انتقاء النشاط.

معظم الناس يحاولون إيجاد مبررات و أسباب تجعل أعمالهم وانشغالهم عملاً نافعاً وذلك ترسيخاً لمبدأ أن عمل الإنسان يجب أن يكون هادفاً وذا مغزى.
فقد اتضح للباحثين بأن المشغولية أو الانشغال الذي يولد السعادة يجب أن يكون مبرراً وهادفا مما يفسر رغبة الناس في اتخاذ قراراتهم اعتماداً على قواعد معينة والميل للكسل عند عدم وجود هدف أو حافز لنشاطاتهم.

نظرة تاريخية للانشغال وملئ الوقت:
في تجربة سابقة: أعطي عدد من الناس أقفالاً وخيّروا بين البقاء دون عمل أو القيام بفك هذه السلاسل وإعادة تركيبها خلال قترة 15 دقيقة
بعض الخاضعين للتجربة كان يرون أنه يجب أن تعاد السلاسل إلى وضعها الأصلي و البعض كانوا يرون أنه يجب أن توضع بطريقة مختلفة..
معظم الذين كانوا يرون أن السلاسل يجب أن تعود إلى وضعها الاصلي. كانوا من النوع الكسول ومعظم الذين يرون أنه يجب تغيير الموضع كانوا ممن يحبون الانشغال.

ومرة أخرى كان الذين قاموا بفك السلاسل هم الأكثر سعادة.

حيث يقول الباحثون بأن البشر من أقدم العهود كانوا يربطون بين الانشغال بأمر ما وتبرير هذا الأمر للشعور بالسعادة....
ولذلك نجد في المثيولوجا الاغريقية باأن zeus قام بمعاقبة Sisyphus بأن يقوم بدحرجة حجر كبير إلى أعلى تلة إلى الأبد وهو أرحم من تركه معاقباً دون أن يفعل شيئاً ويعتقد البعض بأن Sisyphus هو من اختار هذا العقاب لأنه رأى بأن هذا له مبرراته من وجهة نظره.

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=82&id=14067