الرئيسية  /  تحقيقات

فيضانات محافظة الحسكة خسائر مادية وبشرية فادحة


 عبد الجدوع + رؤى قاسم - دام برس- الحسكة  
منيت محافظة الحسكة في الأيام الأخيرة من هذا الموسم بالعديد من النكبات التي شكلت خطرا كبيرا على حياة الناس وممتلكاتهم، بعد انحباس دام عدة أشهر للمطر أجادة السماء علينا ولكن بجودها كانت الخسائر المادية والبشرية الكبيرة ، ما أكده لنا الناس في مناطق التضرر أن هذه الفيضانات لم تصيب المنطقة منذ عشرات السنيين حيث ازدادت كمية الأمطار الهاطلة، وبلغت كميها منذ عشرة أيام إلى الآن بمعدل وسطي 240.967مم لتاريخه مقارنة مع الكمية الهاطلة العام الماضي كاملة 265.808مم، وكان أكثر المناطق هطولاً خلال الأيام المنصرمة وشكلت ما يسمى الفيضانات الميلبية جنوب الحسكة ب10 كم حيث بلغ 100م3/ ثا و الهطولات وتل براك الذي بلغ 54م3 واقلها في منطقة أبو راسين
الأضرار المادية والبشرية الجسيمة
تسببت الفيضانات بأضرار بشرية ومادية جسيمة حيث راح ضحيتها 12 شخص ومئات المواشي وآلاف الدونمات الزراعية التي زرعت بمحاصيل مختلفة، فالمياه القادمة من العراق والتي حطمت الساترين الترابيين هناك أودت بحياة خمسة أطفال في منطقة اليعربية، والفيضانات التي أصابت جنوب الحسكة وفي الميلبية تحديدا أودت بحياة سبعة أشخاص. فبلغ عدد القرى المتضررة جراء الفيضانات ما يزيد على 47 قرية ولم تكن مدينة الحسكة بمنء عن هذه الفيضانات حيث أدت الهطولات المطرية الغزيرة إلى طوفانات كبيرة في أغلب الأحياء مما استدعى تدخل عدت جهات ( شركة الإنشاء والتعمير، مديرية الموارد المائية، مديرية الخدمات الفنية ، الدفاع المدني ، الإطفاء ،المشاريع المائية) بآلياتها الهندسية في ساعات متأخرة من الليل ،والتي ساهمت في فك الحصار عن البيوت المتضررة وكما كشفت الفيضانات عيوب الصرف الصحي القديمة في مدينة الحسكة، والتي لم تصرف مياه الأمطار التي أجاد بها الرحمن على عبادة مما أدى إلى تلف العديد من الممتلكان في المناطق التي أحاطت بها المياه، وخاصة الأقبية . وأكثر تلك المناطق تضرراً تلك المساكن التي بنيت بأماكن مخالفات والى تاريخه لم تسوى أوضاعها وهي تعتبر سكن عشوائي، وما زاد الطين بله أن تلك المساكن مصنوعة من اللبن والطين وخاصة في الأحياء المحيطة بمدينة الحسكة.


الأضرار في شبكة الطرق العامة والإجراءات المتخذة

لقد أصابت الفيضانات شبكة الطرق بمقتل فنالتها الأضرار المادية الجسيمة التي فقال عنها المهندس "ملكي برو" مدير فرع الحسكة للطرق العامة :أن التدفق مائي كبير والسيول وصل إلى /100م3 /ثا أدت إلى تخر يبات وأضرار كبيرة على شبكة الطرق المركزية بالحسكة نتيجة لذلك نفصلها كالتاليأولا:طريق الحسكة-ال47_دير الزورفي قرية الميلبية تبعد 4.5كم عن محولة الكهرباء بالحسكة نقطة الصفر (مدخل الحسكة الجنوبي) والذي يبعد عن الحسكة 10كم حيث سارت المياه من فوقه بارتفاع 8 أمتار، أدى هذا إلى حدوث انهيار، وانجراف أحد أطرف جسر الميلبية (تحت بلاطة الجسر) الواقع على طريق عام الحسكة_ال47_ دير الزور /اوتستراد/ مما أدى إلى وقطع الطريق، وسقوط السيارة السياحية التي كانت تقل سبعة أشخاص بداخلها .
ولمعالجة الأمر تم استنفار عناصرنا الفنية بالتعاون مع السلطات المحلية بالمحافظة، وشركات القطاع العام، ومؤسسة الإسكان العسكري /فرع الحسكة/وقمنا بالرد ألإسعافي لمسلك الذهاب من الأوستراد بالمواد الحصوية المناسبة بتاريخ 1/5/2011 وتم الانتهاء من ردم مسلك الإياب من الأوستراد بتاريخ2/5/2011 كما قمنا باتخاذ كافة إجراءات السلامة المرورية من إشارات تحذيرية وأقماع وإنارة ليلية من مديرية الدفاع المدني بالحسكة مع تواجدت دوريات من شرطة المرور وقدرت كميات الردم الأسعافي من قبل الشركات ب/2000/م3 علما بأن جسر الميلبية منفذ حوالي 10 سنوات بفتحة واحد بعرض 12م وارتفاع 6مبدلا من العبارة الصندوقية 5/3x3/م الواردة في دراسة دار الهندسة شاعر ومشاركوه حيث أن المقطع المائي للعبارة هو 30م2 وللجسر منفذ بدل العبارة 72م2. كما تم إزاحة القواطع والحواجز الأسمنتية التي كانت في وسط الطريق حيث قمنا بإعادتها إلى ما كانت عليه سابقا
ثانيا:الطريق الدولي تل تمر-القامشليإن التخريب الحاصل هو انجراف البانكيت فوق عبارة عين العبد من الطرف الغربي، و لمعالجة كانت بردم البانكيت مع تكثيف الموقع بالإشارات التحذيرية والأقماع المرورية، وقد تم تكليف الشركة العامة للطرق والجسور فرع الحسكة ، ومؤسسة الإسكان العسكري فرع (4)بالحسكة بإنشاء جدران استنا دية لحماية الردميات مع صيانة، والقيام بأعمال الردميات، مع تحسين الطرق الخدمية المرتبطة بالجسر.حيث قامت مؤسسة الإسكان العسكرية بإعادة حواجز الأمان إلى موقعا الصحيح .
وكما أتلفت بعض نقاط طريق اليعربية الحسكة السياسي والذي سار من فوقه المياه بارتفاع 3 أمتار، والذي حجز المياه القادمة من العراق مما دفع لتكسيره لتمرير المياه عبر تلك الفتحات العديد
دور رجال فوج الإطفاءلقد استبسل في هذه الأحداث وكعادتهم رجال فوج إطفاء الحسكة ومن خلال المتابعة الدقيقة لعملهم من قبلنا كإعلاميين وجدنا فيهم تفاني كبير وتضحية في أدائهم للعمل أثناء الفيضانات فكان عملهم متواصل ليلا ونهارا، ورغم الصعوبات الكبيرة التي كانت تعترض سبل عملهم وأهما الجو الماطر والفيضانات الكبيرة والأوحال والمياه العكرة ألا أنهم واصلوا عملهم بأشراف الرائد جهاد حميدو قائد فوج الذي كان مع العناصر أثناء العمل رغم هذه الظروف الصعبة فتم أخراج الخمسة أطفال في بلدية اليعربية وعلى الحدود العراقية خلال 24 ساعة وكذلك تم انتشال أربعة جثث من الجثث السبعة التي لقت حتفها في فيضانات الميلبية رغم الأوحال الكثيرة والكثيرة جدا وكما شارك رجال الفوج في عمليات توزيع المواد على الأهالي المتضررين. وقام رجال الإطفاء بتوزيع 40 آلة سحب على الأحياء في مدينة الحسكة ولمدة 48ساعة ، بالإضافة إلى محطة توليد الكهرباء الرئيسية والتي استمر سحب المياه منها لمدة 7ساعات عمل متواصلة بمحرك 6ابج حيث كانت المياه بارتفاع 2,5 م
سوء تنفيذ أم خوارق للطبيعة؟ تعود أساب المشكلة إلى عدة أسباب منها نقص آلات الشفط التي يجب أن تكون أكثر بثلاثة أضعاف من الموجود حاليا البالغ 40 شفاط بالإضافة إلى عدم وجود مضخة ضخ كبيرة معدة ومهيأة لمثل هذه الحالات ناهيك عن الصرف الصحي القديم الذي لم يعد يفي بالغرض ولم يعد يلبي المطلوب منه مع العلم أن المدينة اتسعت رقعتها الجغرافية كثيرا، ومجر ورها ليس على المستوى المطلوب ، والأمر الأخر هو وجود عدد كبير من الأبنية المنزلية في الوديان وهي مبنية من اللبن والطين، وعدم وجدود طرق نظامية بينها أدى إلى تباطؤ العمل كثير، هذا فيما يخص المنازل، أما فيما يخص الجسور، فجسر الميلبية كانت الدراسة قاصرة حينها لم تلتزم الجهة المنفذة بشروط العقد، وخاصة في الفتحات ، وهذا ساهم في التخلص من كميات كبيرة من المياه عن طريق الفتحات الكبيرة، أما فيما يخص الأطرف التي تعرضت للجرف بعد الانهيار فله أسبابه العديدة منها قوة المياه وسرعة تدفقها بكميات كبيرة، وهذا الأرجح كونها سحبت معها المنصفات التي تزن 20طن والتي كانت موضوعة على منتصف الطريق، والأمر الأخر هو سوء التنفيذ وخاصة في عمليات الردم، ونوعية المادة التي تم الردم بها، والدحل، وعدم دراسة الوقع لمثل هذه الطوارئ، بالإضافة إلى أن الطريق بحاجة إلى عدد اكبر من الفتحات فبدل فتحتان يكون أربعة فتحات، والطامة الكبرى التي تعاني منها المحافظة أنها جهات مشرفة على التنفيذ فقط وتكون الدراسة من دمشق لأغلب الطرق التي يتم التعاقد عليها وهذا يخلق العديد من المشاكل فالدارس والواضع للشروط الفنية ليس له دراية بطبيعة المنطقة وحيثيات المشروع مما سبب فشل العديد من المشاريع لولا التدخل السريع من قبل الجهات المشرفة والمنفذة وبعضها فعلا فشل . ومن الملاحظ عدم وجود الجسور الملبية للحاجة في المناطق التي تحتاج إليها وخاصة في مجرى السيول وان وجدت فتحات في لا تفي بالغرض المطلوب منها، فهي لا تستطيع تصريف المياه في مراكز تجمعاتها. وخاصة ان بعض المناطق تكرر فيها المشكلة لأكثر من مرة كطريق اليعربية السياسي .
ارتفاع المخزون المائي في السدود
أن السدود المنتشرة في أرجاء المحافظة قد نالها خير كثير خلال هذه الهطولات المطرية السابقة ، وعن هذا قال :المهندس "سمير مورا" مدير الموارد المائية بالحسكة :أن الوضع المائي خلال الأيام الماضية وخاصة في فترة الفيضانات هي نتيجة لهطول أمطار غزيرة بعد ظهر يوم السبت 30/4 من الشهر المنصرم في كل من الحسكة –تل تمر-الدرباسية-رأس العين-جبل عبد العزيز، ومناطق أخرى بالمحافظة أدت إلى حدوث فيضانات كبيرة وخاصة في الوديان المغذية لسرير نهر الخابور بمعدل وسطي39م3\ثا ، بلغ حده الأعلى في وادي الميلبية 100م3\ثا وحده الأدنى في وادي الخريطة 10م3\ثا وقد بلغ تخزين سد الشهيد باسل الأسد لغاية 2/5 ما يزيد على (86.5)مليون م3 أي بزيادة 23.5مليوم م3، كما بلغ لتخزين في سدي الحسكة 71.5 مليون م3 أي بزيادة قدرها 5 مليون م3، ونتيجة هذه الفيضانات فقد تم تخزين 28.5 مليون م3 في سدود الحسكة خلال اليومين الماضيين ولازال نهر الخابور بتدفق 80م3\ثا ونهر الجغجغ بتدفق 10م3\ثا ، أما منطقتي القامشلي والمالكية فكانت الهطولات قليلة ومحدودة ولم تؤثر على تخازين السدود في هذه المناطق حيث كانت الزيادة أقل من 0.5 % نصف مليون م3 فقط، أن حجم استيعاب السدود الأعظمي هو مليار و34 مليون م3
والمتوفر لتاريخه 200 مليون أي ما يعادل 20% وهناك فرص لاستيعاب مياه أكثر وأوعز المهندس "مورا" أسباب الفيضانات للاحتباس الحراري الدور الأكبر فيما يجري فلم تكن متوقعة كمية هذه الأمطار في هذا الوقت إجراءات اسعافية سريعة

إجراءات اسعافية سريعة
اتخذت الجهات المعنية إجراءات اسعافية سريعة لتلافي الكارثة الإنسانية التي أصابت مناطق التضرر فأوعزت المحافظة إلى الجهات ذات العلاقة ومنها مديرية التجارة والاقتصاد، بمشاركة الهلال الأحمر، والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين حيث تم توزيع معونات للمتضررين فتم توزيع(32435 ) ربطة خبز، و11200سلة غذائية، و163خيمة و 1000لحاف، بالإضافة إلى كمية كبيرة من البطانيات، و656 أسفنجه، و 375 لتر زيت.للقرى التي تضررت
وعن المعونات العلفية قال المهندس عثمان الجاسم مدير فرع الأعلاف بالحسكة وكما تم نقوم بتوزيع المواد العلفية المتوفرة لدينا وذلك بناء على توجيهات الجهات المعنية وحيث نقوم بتوزيع مادة نخالة، وكسبة ، قشرة ، شعير، مع العلم أن أعداد الماشية جاءتنا من مديرية الزراعة هو وقدرت ب (79.550) رأس حيث خصصنا لكل رأس 10 كغ من الماد السابقة، ويكمن دورنا في مديرية الأعلاف هو عملية التوزيع على القرى المتضررة ، وتم التوزيع وفق إحصائيات 2009- 2010وقد قمنا كأدراه بالأشراف الشخصي على عمليات التوزيع حيث قمنا بجولات ميدانية على مراكز التوزيع. أن التنسيق والتعاون ما بين الجهات المشرفة والمنفذة لأعمال الإنقاذ داخل مدينة الحسكة وفي ريفها ساهم بشكل كبير في التخلص حجم المشكلة. وقد استمر العمل في بعض المواقع المتضررة لمدة 12 ساعة عمل متواصلة. كما تم وضع عدد من العبارات في الأماكن التي تحتاج لتصريف المياه المتجمعة في بعض الأحياء. وتوج هذه المعونات مشاركة السيد الرئيس بشار الاسد لوالد الأطفال الخمسة الذين لقوا حتفهم في فيضانات اليعربية عن طريق السيد محافظ الحسكة والذي قدم له 300 ألف ليرة سورية وقد ساهم السيد وزير الزراعة أيضا في المساعدة حيث قدم 100000ليرة سورية .

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=11&id=12053