الرئيسية  /  من هنا وهناك

تأثير شجارات الأهل على شخصية الطفل وعلاج اضطرابات التعلم في محاضرة تربوية بديدمان دمشق


واصلت سلسلة المحاضرات التربوية التي يلقيها الدكتور وضاح حجار فعالياتها للأسبوع السابع على التوالي في فندق ديدمان دمشق.

وقدم الدكتور حجار في محاضرة بعنوان كلامنا شجارنا.. ماذا نزرع في أطفالنا صورة عن مراحل النمو العاطفي لدى الأطفال مع عرض أساليب التعامل مع الضغوط النفسية التي يتعرض لها الأطفال والتي تتمثل بشكل أساسي بالتصدي للمشكلة وطلب الاسناد الاجتماعي والانفعالي وضبط النفس إضافة إلى اللجوء إلى آليات دفاعية متعددة تشمل الخيال والتمني والتجنب والهروب والعدوان والابدال.

وعرض حجار صور السلوك التي يتمتع بها الطفل في مراحل نموه المختلفة والتي تتنوع بين الأطفال العدوانيين ومتقلبي المزاج والخاضعين وكثيري الخوف والأطفال الهامشيين.

كما تطرق إلى أشكال الشخصية التي تمتاز بها صور السلوك والفروق بين الذكور والاناث في كل شكل من اشكال السلوك.

وأشار إلى أن الذكاء العاطفي يعتمد على خمسة محاور رئيسية يمكن البدء في تنميتها منذ مرحلة الطفولة المبكرة تتمثل بالوعي بالذات والاخرين وتعليم الطفل التحكم في المشاعر السلبية التي قد يعانيها وتحفيز الذات وذلك بمساعدة الطفل منذ سنواته الأولى على وضع أهداف من خلال اللعب ثم من خلال وقائع حياته الاجتماعية والعلمية إضافة إلى تنمية التعاطف مع الاخرين وتنمية القدرة على مد جسور الصداقة والتعاون.

وأورد مجموعة من الطرق لادارة المشاجرات بين الأبناء تتمثل بشكل أساسي بالاستماع إلى أسباب الخلاف وتعليم الأبناء أسلوب الحوار واتباع أساليب جديدة في حل الخلافات بعيداً عن العقاب والتهديد.

وقدم حجار مجموعة من النصائح للأب والأم للتعامل مع أولادهم تتمثل بالاتفاق على نهج تربوي موحد بين الوالدين وإعادة تقويم ما يجب أن يتصرفا به حيال سلوك الطفل إضافة إلى غرس قناعة بوجود انسجام وتوافق بين الأبوين واشعار الطفل بالحب والاهتمام لتسهيل عملية التواصل والاخذ بالنصائح التي يسديها الولدان إليه.

ولم يغفل الدكتور حجار التطرق إلى موضوع اضطرابات التعلم فتوقف عند أسبابه التي تتوزع بين اضطرابات عضوية وأخرى نفسية إضافة إلى العوامل الشخصية التي تتمثل بسوء استخدام الوقت وانخفاض الدافعية للانجاز واهمال التلميذ للمذاكرة.

وأجمل حجار الأسباب الكامنة خلف اضطرابات السلوك بمجموعة من النقاط تتمحور حول الغيرة من ولادة أخ جديد في الأسرة وفقدان الاحساس بالأمن بسبب تبديل المدرسة أو السكن ونقص الاهتمام بالطفل وعدم الأعتراف به أو بإنجازاته والحث الزائد على الزام الطفل من أجل الانجاز من قبل الأهل.

كما تحدث عن صعوبات التعلم النمائية التي تتضمن صعوبة الانتباه والادراك والتذكر وتكوين المفهوم وصعوبات حل المشكلة.

وأورد مجموعة من الأنشطة لتعليم القراءة والكتابة وأنشطة عقلية لدراسة الرياضيات بما يساهم في التغلب على صعوبات التعلم بمختلف أشكالها.

وأشار إلى أنواع المخاوف عند الأطفال التي تشمل الخوف المرضي وخوف الانفصال واضطرابات القلق العام.

ولفت إلى أسباب إصابة الطفل بالاكتئاب والتي تعود إلى الاستعدادات الجينية والعوامل الوراثية والاجتماعية مبيناً أن الاكتئاب يعيق التحصيل الدراسي لدى الطالب ما يجعل الأهل أحياناً يخطئون التشخيص ويتصورون أن الطفل يعاني من صعوبات في التعلم.

ومن الأمراض النفسية التي يعاني منها الطفل حسب الدكتور حجار الوسواس القهري الذي يجعل من الصعب على الطفل القيام بواجباته المدرسية او مهامه اليومية في وقتها المحدد.

ورد ذلك إلى أسباب تتعلق بانشغال الطفل بالشعور بأنه ليس على ما يرام صحيا واصابته بنوبات من الغضب لعدم مطاوعة الوالدين للطقوس الوسواسية إضافة إلى التفكير الاكوارثي والاحساس الزائد بالمسؤولية.

وختم حجار بالحديث عن اضطرابات فرط الحركة ونقص الانتباه التي تتداخل مع أمراض نفسية وسلوكية اخرى كالقلق والتوحد وصعوبات التعلم واضطرابات السلوك.

يذكر أن هذه المحاضرة تأتي ضمن سلسلة من المحاضرات التي يلقيها الدكتور وضاح حجار برعاية مجلة طفلنا يوم السبت من كل أسبوع على مدى ثمانية أسابيع قادمة جميعها تتعلق بالصحة النفسية عند الأطفال.
دام برس - سانا

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=82&id=11745