نعم .. استطاعوا الوصول إليك وتمكنوا من الصعود عليك، ومازلتُ أمد يدي نحوكَ لعلّي ألتقطكَ بيديّ ولكن من دون جدوى . فمازلت بعيداً عني أيها القمر رغم أنني اعتليت أعلى القمم . فأنا لا أريد أن يحدث ليّ ما قد حصل مع ذلك الغلام عندما طار بجناحيه وبعدها سقط، فأنا أبحث عن دربٍ أسلكها وأحقق ما أصبوا إليه، وعن طريقةًٍ توصلني لتحقيق حلمي ومبتغَي .
وقتها كن على يقين بأنني سأكون خصمك القوي، وسأسرق ضوئك وتشاور الأيدي عليّ ." ها، ها، ها " ما بالي أضحك ! كل هذا سيحدث لي، كيف و مازالت أقدامي تلامس الأرض وما هذه إلا أحلام اليقظة، التي جعلتني أبتسم لبرهة ولساعاتٍ طوال جعلت الرؤية تحجب عليّ .
ومن ثمَ وبدون استئذان باتت تطاردني مشاعرٌ قوتها تزيد عن قوة فيضانات اليابان، وسجلت أعلى الدراجات حسب مقياس "ريختر" لقياس الهزات .
نعم أنها مشاعر قاسية يدعونها (( الوحدة ))، فأنا مازلت أنتظركِ على موعدي علكِ تأتي إليّ .. ما هو سبب تأخركِ ؟
ألهذه الدرجة أنت بعيدةٌ عليّ .. أم أضعتي خارطتي ولم تدلك البوصلة إليّ .
صدقني لقد اشتقت إليكِ قبل أن أراكِ، تعالي لأرى بأي صورةٍ ستأتي إليّ .
أنا أبحث عن حبٍ يأتيني كزوبعةٍ تذيل معها كل من كان لديّ، من هفواتٍ ونزواتٍ وصداقاتٍ عابرةٍ زارتني ثم شدّت رحالها بعيدةً عن مرفأي، وأنزلت بعد ذلك شراعي وحطت مركبتي على شاطئ أحزاني أبحث عن من يداوي جراحي وأرمي بنفسي عليه .
تعالي وأعلنيها ثورةً عليّ، تعالي واعتصمي في ساحة قلبي، واهتفي نصراً لمطالب الحب، وارفعي لافتاتٍ كتب عليها أريد إسقاط الوحدة التي عشت تحت كنفها لسنوات، ولنتذوق معاً طعم الحرية التي ستخلصني من أسري وأعيش معكِ نشوتي وأعطيكِ ما تحتاجينه من عاطفتي وحبي، وتقاسمينني عمري ونجاحي ويأسي .
فلقد اختلطت عليَّ مشاعري كما اختلطت معها أوراقي، والذي زاد من خوفي عندما صار حديثنا ...
كيف حالك ؟
أرحني وقولي لي، هل مازلت بخير ؟
هل يد العابثين ببلدي وأمني وصلت إليّ ؟
رباه ما الذي يحدث ؟
ونحن من كنا وسنبقى نشرب نخبنا ونملئ كؤوسنا احتفالاً بتلاحمنا وتآخينا الوطني.
هزلت .. لسنا نحن من يفتن بتضليلهم وألاعيبهم وينجر خلفهم كالذي يسير عاصباً عينيه، وندعهم يشربون نبيذ انتصارهم الذي سيحضرونه من مزيج دمي ودماء كلِّ شريف .
وقتها أدركتُ تماماً بأنني لا يمكنني تحقيق حلمي، ولن تهنئُني به حبيبتي، إلا إذا كان .. وطني بخير .
رباه أأنت تختبرني لأنني ابتعدت دون قصدي عن مساري وأخطأت بحق نفسي، ألن تسامحني وأنت الرحمن الرحيم !!
أهذا الذي ينتابني من اضطراب بمشاعري وأفكاري، شيءٌ عاديٌ ويدلُ بأنني من فئة المبدعين والمخترعين !!
أم أنني أصبحت مجنوناً ولن يعتبرونني بعد اليوم من صف الراشدين !! .
mohamadsass@hotmail.com