دام برس - رشا ريّا - اللاذقية :
مضى على محاولته الأولى ما يقارب السنة، لم يستطع القرار الصارم الذي طلب منه إعادة المحاولة جَعلهُ يستسلم، أصرَّ وعاد بعد سنة بمحاولةٍ أخرى، وبتدريبٍ أقسى لدخول موسوعة غينيس، بابتسامته المليئة بالقوة، دخل عبدالله سقاطي ابن اللاذقية بخطى واثقة، غير مبالٍ بتبديل موعدٍ، أو خربطة تواقيت، في يوم الإثنين 21/أيار/مايو، استطاع تحطيم الرقم المسجل في موسوعة غينيس بالضغط على اصبعتين والمسجل ب 46 مرة، تخطى الرقم ب 56 مرة ضمن فعاليات الأسبوع الرياضي في جامعة تشرين باللاذقية أمام حشد جماهيري كبير.

جماهير لم تكن بقليلة كانت شاهدة وحاضرة بأصواتها، وكلماتها التشجيعية، حتى باتت الحروف قليلة، تعجز عن النطق أو تركيب جملٍ جديدة، قلقٌ لم يستطع إخفاء نفسه خاصةً على وجوه أقرباء وأصدقاء الشاب، الذين اختلط فخرهم بعيونٍ متلألئة تترقب.

عبدالله سقاطي تحدث لدام برس: "في السنة الماضية كان هناك أخطاء في تكتيك الحركة، فقد طلبوا مني مدّ يدي دون انحناء المرفق حتى النهاية، لكنني فهمت الفكرة بشكل خاطئ لذلك صححت خطأي وعدتُ في هذه السنة".
بابتسامةٍ خجولة عبر الشاب العشريني عن تفاؤله الشديد بأنّه على ثقة أنّه سيدخل الموسوعة في هذه السنة، وسيبدأ التفكير بالرقم القادم، فهو أول سوري يستطيع تنفيذ تمرين الضغط بيد واحدة، وبيده اليسرى علماً أنّه يميني، ويضيف سقاطي: " في البداية سعيت إلى الضغط بيد واحدة وإصبع ولكن إدارة الموسوعة رفضتني، لأن هذا قد يتسبب بإصابات وعاهات خطيرة".

لا تستطع إلّا الالتفات لاهتمام فتاةٍ، لا تفارق الضحكة مبسمها، بإعجابٍ شديد تلتفتُ للأناس المتهافتين لالتقاط الصور، وبحركة لا شعورية تتابع عبدلله بعيونها، لتفاجأ بأنها شقيقته التي لم تستطع إيجاد طريقةٍ للتعبير عن فخرها سوى المطالبة بصورة في نهاية المطاف.

يوماً بعد يوم يثبتُ أبناء سوريا، أنَّ لا شدّةً ولا حرب ستستطيع إيقافهم عن الحياة، وأنَّ البلد الذي يعيش تحت الضغط، والظروف الاقتصادية والإنسانية الصعبة يُخِرجُ ألماساً، ليثبت للعالم أجمع أنّ الأبطال مازالوا هنا منّا ومن صُلبنا.