خاص دام برس - بلال سليطين :

تحت شعار تراثنا هويتنا افتتح في اللاذقية مهرجان عين البيضا الأول للتراث وسط حضور حشد كبير من المواطنين والمهتمين بالشأن التراثي حيث تضمن الافتتاح عرضاً مسرحياً حمل عنوان بوح التراث وجولة على معرض الفنان برهان حيدر للتراث الشعبي وهناك اطلع الجمهور على مجموعة من الحرف التقليدية التي تكاد تندثر.

مدير المهرجان "أيمن ياسين" قال في حديث خاص لدام برس: «نقيم المهرجان تحت شعار تراثنا هويتنا لكي نقول للعالم أننا أصحاب حضارة وماض عريق وتراث راقٍ، وقد اعتمدنا في برنامج المهرجان على الربط بين التراث المادي واللامادي من خلال مجموعة من الأنشطة منها ماهو غنائي مسرحي ومنها ماهو تعريفي .. إلخ.

ويستمر المهرجان حتى /30/ من الشهر الجاري وعلى مدى أيامه بإمكان المتلقي مشاهدة الحرف التقليدية والاطلاع عليها يومياً مع بدء الأنشطة في الساعة الرابعة عصراً».

وأضاف" ياسين": «الناس تريد العودة إلى الماضي الجميل الماضي الحضاري الراقي ويريدون المحبة والتسامح والعمل والموسيقى والفرح في زحمة هذا الموت والدمار الغريب عنا، وهذا المهرجان ركيزة أساسية للانطلاق نحو المستقبل وتحفيز للأجيال لكي يخترعوا ما يناسب هذا العصر، فنحن لن نعود إلى الماضي وإنما نريد الاستفادة منه من أجل المستقبل».

فيما يقول الفنان "برهان حيدر" القائم على المتحف: «العولمة تريد أن تطمس المعرفة، وتطمس علاقة الإنسان بثقافته وتبعده عن تراثه وأفكاره وشخصيته لتلبسه لباساً جديداً يبعده عن تراثه، وتراثنا هوية حقيقية لنا لذلك من واجبنا حمايته والدفاع عنه وإعادة إحياءه بشكل دائم لكي يبقى ركيزة لابنائنا من جهة ولنستفيد منه تجارياً من جهة أخرى عبر السياحة، وهنا أدعو من يهمه الأمر لاستثمار هذه الحرف في السياحة باعتبارها دخلاً جيداً جداً، فالسياح يحبونها كثيراً ويهتمون بها وبالتالي فان وجود سوق للحرفيين يشجع على هذه المهن ويساهم في تسويق منتجاتها».

وأضاف "حيدر": «الإنسان بطبيعته يحب أن يعرف شي عن أهله ويفرح عندما يستمع لقصصهم وهو يشعر أن هذه الحرف تقدم له حكاية أهله وكما تلاحظ فأن أية أغنية تراثية ينشد لها لأنها صحيحة وسليمة وفيها معنى ومغنى»

من جانبه رأي مخرج مسرحية الافتتاح بوح التراث "غياث محمود" أن للمهرجان أهمية وطنية قبل كل شيء واعتبر أنه يعبر عن التصاق الانسان بالارض والثقافة والتراث  في وقت يريد فيه الاستعمار قدر الإمكان أن يفصلنا عن هويتنا، ومن هنا تأتي ضرورة منع اندثار التراث والسعى لاحياءه وحفظه من خلال المسرح الغنائي الذي يتطلب من العاملين فيه جهداً كبيراً وبحثاً جاداً عن مفتاح لكل عرض مسرحي من هذا النوع وإدراك لكافة جوانب الموضوع التراثي والفني.