دام برس:

قال الدكتور عز الدين دياب مدرس في قسم علم الاجتماع بجامعة دمشق إن الانثروبولوجيا هي علم الإنسان الذي يدرس النوع الإنساني والظواهر المتعلقة به لافتا إلى أن ثورة المعلومات والاتصالات والهندسة الوراثية حققت طفرة نوعية في ظاهر العولمة ما انعكس على الفرد والمجتمع وحقق قفزة نوعية في المعرفة المفتوحة.

وأوضح دياب في الندوة الحوارية التي أقامها قسم علم الاجتماع في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة دمشق اليوم  أن التحكم في حركة الثقافة العربية من قبل بعض السياسات العالمية يتم بإغراق ممنهج للنسق الثقافي العربي في مستوياته المحلية والوطنية والقومية بالعناصر الثقافية البسيطة والمواكبة الواعية وغير الواعية له بقصد تغيير طبيعته لصالح السياسات الثقافية الإمبريالية.

وبين أن بعض السياسات الغربية تحاول تغيير اهتمامات الثقافة العربية ببلوغ الاستقلال الذي يحقق للدول العربية حرية الحركة الشعبية والظفر باهدافها المصيرية المتمثلة بالقضاء على التخلف والجهل والأمية والاستقلال الحقيقي بكل أبعاده البنائية الذي يدعم باصلاحات جذرية تؤدي إلى تقوية دور الجماهير بتنمية الإنسان والذات.

بدورها بينت الدكتورة سوسن عدوان مدرسة في قسم علم الاجتماع أن المجتمعات دوما في حالة تغير لكن يجب اختيار التغير نحو الأفضل الأمر الذي يحتاج إلى دراسة معمقة للثقافة وتوفير المناخات الأساسية لحرية الفكر والجدل والمناقشة والموضوعية.

وأكدت عدوان أن الدول العربية كي تتطور لابد أن تجري دراسات اجتماعية وانثروبولوجية توفر لها معلومات دقيقة لأن الانثروبولوجيا اليوم تسهم بدور كبير في فهم ما يجري بالعالم وبمجرد اجراء مقارنات بين المتغيرات باخرى مشابهة مرت بها شعوب أخرى تستطيع الدول العربية تجنب الصراعات.

ودعت السياسيين في الدول العربية إلى الانتباه للآثار التي تتركها المتغيرات العالمية على الأفراد واستدراك الأخطاء والاستفادة منها وتفعيل دور الأبحاث الاجتماعية والانثروبولوجية ودعمها والبحث فيما يحرك المجتمع نحو الأفضل وتنشيط الدراسات المستقبلية في هذا المجال.

وركزت مداخلات المشاركين في الندوة حول أهمية اجراء دراسات انثروبولوجية واجتماعية خاصة بالدول العربية عموما وسورية خصوصا والتركيز على زيادة التعريف بهذا العلم في المدارس والجامعات باعتباره غامضا ومبهما لدى الكثيرين.

سانا